group-telegram.com/abo7aafss/204
Last Update:
أبناء السابع من أكتوبر، أحياءً وأمواتاً، طليعةَ هذه الأمة، وذروةَ سنامها، أمامكم يا صرح المجد نقول...
لقد أراد الله أن يوقظ الأمة من سباتها الطويل، وقد كان من سننه - ولن يكون غيره- أن الدم هو طريق الوعي، وأن المصاب هو طريق النهوض.
إن القيامة لا تبدأ إلا حين ينهض فيها جيلٌ قرأ الألم فهْمًا، وعاشه إيمانًا.
وإن النهضات الكبرى لا تُهدى إلى الشعوب على موائد الراحة، بل تُنتزع من بين أنياب المأساة. كل يقظةٍ للأمة لها ضريبة، وكل ضريبةٍ تختار لها رجالاً من طرازٍ خاص.
أولئك الذين يكتبون بدمهم معنى الكرامة، ويُعيدون تعريف الصبر بأنه عملٌ في صمتٍ طويلٍ لا يكلّف الله به إلا خِيارَ عباده.
عامان لم نشعر بهما إلا حين صفعتنا يد التاريخ، كانت مرحلة مريرة، اصطفى الله لها خيرةً من هذه الأمة… وجوهًا نضِرةً حملت الرسالة بعيونٍ دامعةٍ وقلوبٍ باسمة. لم يسألوا عن الغاية، لأنهم عاشوا فيها، ولم يخافوا الطريق، لأنهم أحبّوا صاحبه ﷺ.
منذ تلك الصيحة، والأرض تمتحن صدق الإيمان، سنتان من البلاء والبصيرة، من نارٍ تصهر المعادن لتستخرج من الأمة خالصَها
سنتان من التضحية، وما انكسرت غزة، بل كسرت حاجز الخوف عن قلوب الملايين.
سنتان من الحصار، وما أُطفئ النور، بل ازداد توهّجًا في وجدان الأمة.
ذلك لأن الدم الصادق لا يموت، بل يتحوّل نداءً في صدور الأحرار.
سلامٌ عليكم في مقاعد الصدق، وسلامٌ على صبركم الذي سيزهر مجدًا، وسلامٌ على دمٍ سالَ ليُغسل به وجه الأمة من غبار الهزيمة.
وسلاماً على المصطفين الشهداء، من عَبَروا إلى الله بدمٍ طاهرٍ وابتسامةِ رضا.
حاعلين من الموت جسرًا إلى الحياة، ومن الجراح منابر للنور، ومن الصبر طريقًا إلى وعد الحق:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ...}
وإن طال الليل… فالله لا يخذل دمًا نوى وجهه، ولا صبرًا قام على وعده.
وليعلم الطغاة أن الدم لا يشيخ، وأن وعد الله آتٍ… ولو بعد حين.
https://www.group-telegram.com/waqfat29
BY أبو حفص الخالدي

Share with your friend now:
group-telegram.com/abo7aafss/204