group-telegram.com/ansarmagazine/4868
Last Update:
هو سيد بن قطب بن إبراهيم بن حسن الشاذلي. وُلد في 9/10/1906م، (التاسع من شهر أكتوبر عام ست وتسعمائة وألف للميلاد) بقرية موشا، إحدى قرى محافظة أسيوط. كان الابن الأول لأمه بعد أخت شقيقة تكبره بثلاث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل. أحدث مولده حدثاً سعيداً لأمه بصفة خاصة لأنه طمأنها على استمرار واستقرار حياتها الزوجية، ولا سيما أنها الزوجة الوحيدة لأبيه الذي ينتمي إلى مجتمع قروي صعيدي الذي يعد الرجال ثروة للمفخرة والتكاثر .." .
وُلد الأستاذ سيد قطب رحمه الله "في مجتمع قروي صعيدي الذي أحاط به آنذاك (أغلاب الزمان)، غلب الفقر وغلب الحرمان، غلب الجهل والمرض والكد المتواصل في الأرض والزرع، وغلب الجور من الحكام، حتى سيّرت الحياة فيه خرافات التقاليد وبدع المعتقدات وحكّمته قوانين اللصوص والمناسر.." .
ذكر الباحثون المهتمون بفكر وحياة الأستاذ سيد قطب أن والد الأستاذ سيد قطب كان "ميسور الحال كريم الإنفاق، يعتمد في معيشته على أرض واسعة نسبياً يشتغل فيها الفلاحون بالأجرة، ومع ذلك لم تكن نفقاته تتناسب مع مردود أرضه، فلا يزال يبيع منها شيئاً بعد شيء للوفاء بالديون التي كانت تركبه لكثرة إنفاقه"، و"كان والده رحمه الله راشداً عاقلاً مشتركاً في صحيفة يومية وعضواً في لجنة الحزب الوطني، عميداً لعائلته التي كانت ظاهرة الامتياز في القرية والتي كان مكلفاً بحفظ اسمها ومركزها، وكان رجلاً وقوراً رزيناً عطوفاً لين الجانب، حي القلب يبتعد في عمادته للعائلة عن الصلف والعنجهية التي كان يتسم بها عمداء الأسر الثرية في الأرياف".
وخير من يصف أباه هو ابنه الأستاذ سيد قطب رحمهما الله تعالى؛ فعندما ألف الأستاذ سيد قطب كتابه "مشاهد القيامة في القرآن" قال في الإهداء: "لقد طبعت فيَّ وأنا طفل صغير مخافة اليوم الآخر، ولم تعظني أو تزجرني، ولكنك كنت تعيش أمامي واليوم الآخر في حسابك، ذكراه في ضميرك وعلى لسانك...كنت تعلل تشددك في الحق الذي عليك وتسامحك في الحق الذي لك بأنك تخشى اليوم الآخر، وكنت تعفو عن الإساءة وأنت قادر على ردها لتكون لك كفارة في اليوم الآخر، وإن صورتك المطبوعة في مخيلتي ونحن نفرغ كل مساء من طعام العشاء، فتقرأ الفاتحة وتتوجه بها إلى روح أبيك في الدار الآخرة ونحن أطفالك الصغار نتمتم مثلك بآيات منها متفرقات قبل أن نجيد حفظها كاملات".
هنا يظهر دور الوالدين في تربية أولادهما تربية إسلامية صحيحة على أسس ثابتة من القرآن والسنة وهدي السلف الصالح والعلماء الربانيين، إذا ما أرادوا لهم الصلاح والتوفيق والهداية وإفهام المسؤولية وغرسها في قلوبهم منذ الصغر حتى ينشؤوا عليها بإذن الله كما نشأ الأستاذ سيد قطب رحمه الله في هذا البيت المليء بالأجواء الإيمانية والنفحات الربانية.
نشأته
نشأ الأستاذ سيد قطب رحمه الله نشأة خاصة ومميزة عن غيره من الأولاد. فقد نشأ في أسرة كريمة متدينة مثقفة وميسورة الحال، "وخرج من البيت طفلاً مميزاً شاعراً بذاته، لينمو هذا التميز والشعور بين أقرانه وزملائه في الشارع وفي المدرسة، ففي المدرسة كان العريف والناظر يعنيان بالتدريس له على حدة داخل الفصل في شبه درس خصوصي... وعلى هذا النحو نما سيد قطب في القرية ونما معه شيئان: الإحساس بالذات والأمل الذي غرسته أمه وراحت تؤكده منذ مولده".
ولقد عبر هو عن ذلك في رثائه لها سنة 1940م قائلاً: "لقد كنتِ تصورينني لنفسي كأنما أنا نسيج فريد منذ ما كنت في المهد صبياً، وكنت تحدثينني عن آمالك التي شهد مولدها مولدي، فيتسرب في خاطري أنني عظيم وأنني مطالب بتكاليف هذه العظمة التي من نسيج خيالك ووحي جنانك".
أقول: هكذا ينبغي أن يكون دأب الأبناء الصالحين الأبرار تجاه والديهم الأخيار. العرفان بالجميل وعدم نكران النعمة واعتراف لهما بالفضل، وعلى هذا المنوال يجب أن تكون طريقة أمهات اليوم في تربية أولادهن، والله أعلم.
خصائص طفولته
BY مجلة أنصار النبي ﷺ
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/ansarmagazine/4868
