Telegram Group & Telegram Channel
الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام والقرآن، والحمد لله الذي بلغنا رمضان، والصلاة والسلام على إمام الصائمين وقدوة المنفقين وأسوة العابدين، وبعد..

فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ [البقرة:183]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب جهنم، وسُلسلت الشياطين". وقال رسول الله ﷺ: "ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً". وكان من هديه ﷺ إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا اللهم رمضان". وكان ﷺ كما عند الترمذي إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهلّه علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال خير ورشد». وقال أبو عيسى: حديث حسن.

وقد تأملت في مشروعية #رمضان، وما ورد فيه من آيات وأحاديث، وكيف كان السلف يفهمون رمضان ويستقبلونه ويقضون أيامه ولياليه، ثم نظرت في واقعنا، وما عليه كثير من الناس من البُعد عن فهم حقيقة رمضان ومكانته، ثم كيف يدخل ويخرج دون أن تجد الأثر الذي يجب أن يتركه هذا الشهر العظيم في أخلاق الناس وعباداتهم. وإنما هي أيام معدودة سرعان ما تنقضي وكأن شيئاً لم يكن. ومع أنها أيام معدودات غير أنك تلحظ في استثماره خللاً وتقصيراً يقع فيه كثير من الناس ويمارسونه إلا القلة القليلة. ومن أجل ذلك جاءت هذه الكلمات تذكرة وتنبيهاً وإيقاظاً للغافلين، وشحذاً لهمم العاملين والمجتهدين، وآمل أن نخرج منها بدروس وعبر، وفوائد وعظات، وأن يستمر أثرها بعد تصرم الشهر بل العام.

فإن رمضان مدرسة مغبون مَن خرج منها كأن لم يكن دخلها، رمضان مدرسة ربى رسول الله ﷺ أصحابه فيها فكانوا خير الناس من بعده وتربى التابعون ومن بعدهم فيها، وما زال المسلمون حتى الآن يتربون ويتعلمون من تلك المدرسة العظيمة وستظل إلى أن يشاء الله عز وجل. فشهر رمضان المبارك شهر له مكانة عظمى في ديننا الحنيف فهو الركن الرابع من أركان هذا الدين، وفيه نزل القرآن كلام ربنا عز وجل، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1] وقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة: 185] وقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: 3]. كما أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وفيه تُفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين.

فهو شهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر العتق من النار. ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل القبول في رمضان، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يتقبله منا، وأن يرحمنا ويغفر لنا، ويعتق رقابنا من النار بفضله وكرمه ومنّه إنه جواد كريم.

إن أي مدرسة أو جامعة تخرج الأفواج تلو الأفواج، تجد أثر ما أخذه هؤلاء الطلاب في حياتهم وسلوكهم وأخلاقهم ومعاملاتهم، وإن لم يكن الأمر كذلك فهناك خلل ما. ورمضان مدرسة عظيمة تربت فيها الأجيال منذ أمر الله الناس بصيامه وإلى يومنا الحاضر، بل وإلى أن تقوم الساعة بإذن الله. ولكن هناك مدّ وجذر في إفادة الناس من هذه المدرسة العظيمة، وهذا الأمر راجع للناس، لا إلى هذا الشهر المبارك، وذلك أن أسسه ثابتة وأركانه ودعائمه قائمة، ولكنّ الناس يتغيرون ويتبدلون، ويجيئون ويروحون، ويتقوون ويضعفون، وهذا من أسباب اختلاف التأثر والإفادة بين الأجيال السابقة وبين الخلوف اللاحقة. إنه مدرسة علمية وتربوية وجهادية وإيمانية. إنه شهر الصبر واليقين، الذين بهما تنال الإمامة في الدين، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24].

مع هذه المدرسة المباركة والجامعة النافعة، نقضي هذه الرحلة في ثنايا هذا الشهر نبحث عن أسراره وكنوزه، ونتلمس مواطن الضعف في حياتنا تجاهه. وآمل أن يكون لنا في ذلك عبرة وعظة، و"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".

هذا وأسأل الله في هذا الشهر أن يسهم لنا من فضله، فيوفقنا لفرضه ونفله، وأن يلقينا الله فيه ما نرجوه، ويرقينا إلى ما نحب فيما يتلوه، ولا أخلانا الله فيه من بر مرفوع ودعاء مسموع، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
11



group-telegram.com/ansarmagazine/3769
Create:
Last Update:

الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام والقرآن، والحمد لله الذي بلغنا رمضان، والصلاة والسلام على إمام الصائمين وقدوة المنفقين وأسوة العابدين، وبعد..

فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ [البقرة:183]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب جهنم، وسُلسلت الشياطين". وقال رسول الله ﷺ: "ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً". وكان من هديه ﷺ إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا اللهم رمضان". وكان ﷺ كما عند الترمذي إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهلّه علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال خير ورشد». وقال أبو عيسى: حديث حسن.

وقد تأملت في مشروعية #رمضان، وما ورد فيه من آيات وأحاديث، وكيف كان السلف يفهمون رمضان ويستقبلونه ويقضون أيامه ولياليه، ثم نظرت في واقعنا، وما عليه كثير من الناس من البُعد عن فهم حقيقة رمضان ومكانته، ثم كيف يدخل ويخرج دون أن تجد الأثر الذي يجب أن يتركه هذا الشهر العظيم في أخلاق الناس وعباداتهم. وإنما هي أيام معدودة سرعان ما تنقضي وكأن شيئاً لم يكن. ومع أنها أيام معدودات غير أنك تلحظ في استثماره خللاً وتقصيراً يقع فيه كثير من الناس ويمارسونه إلا القلة القليلة. ومن أجل ذلك جاءت هذه الكلمات تذكرة وتنبيهاً وإيقاظاً للغافلين، وشحذاً لهمم العاملين والمجتهدين، وآمل أن نخرج منها بدروس وعبر، وفوائد وعظات، وأن يستمر أثرها بعد تصرم الشهر بل العام.

فإن رمضان مدرسة مغبون مَن خرج منها كأن لم يكن دخلها، رمضان مدرسة ربى رسول الله ﷺ أصحابه فيها فكانوا خير الناس من بعده وتربى التابعون ومن بعدهم فيها، وما زال المسلمون حتى الآن يتربون ويتعلمون من تلك المدرسة العظيمة وستظل إلى أن يشاء الله عز وجل. فشهر رمضان المبارك شهر له مكانة عظمى في ديننا الحنيف فهو الركن الرابع من أركان هذا الدين، وفيه نزل القرآن كلام ربنا عز وجل، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1] وقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة: 185] وقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: 3]. كما أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وفيه تُفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين.

فهو شهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر العتق من النار. ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل القبول في رمضان، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يتقبله منا، وأن يرحمنا ويغفر لنا، ويعتق رقابنا من النار بفضله وكرمه ومنّه إنه جواد كريم.

إن أي مدرسة أو جامعة تخرج الأفواج تلو الأفواج، تجد أثر ما أخذه هؤلاء الطلاب في حياتهم وسلوكهم وأخلاقهم ومعاملاتهم، وإن لم يكن الأمر كذلك فهناك خلل ما. ورمضان مدرسة عظيمة تربت فيها الأجيال منذ أمر الله الناس بصيامه وإلى يومنا الحاضر، بل وإلى أن تقوم الساعة بإذن الله. ولكن هناك مدّ وجذر في إفادة الناس من هذه المدرسة العظيمة، وهذا الأمر راجع للناس، لا إلى هذا الشهر المبارك، وذلك أن أسسه ثابتة وأركانه ودعائمه قائمة، ولكنّ الناس يتغيرون ويتبدلون، ويجيئون ويروحون، ويتقوون ويضعفون، وهذا من أسباب اختلاف التأثر والإفادة بين الأجيال السابقة وبين الخلوف اللاحقة. إنه مدرسة علمية وتربوية وجهادية وإيمانية. إنه شهر الصبر واليقين، الذين بهما تنال الإمامة في الدين، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24].

مع هذه المدرسة المباركة والجامعة النافعة، نقضي هذه الرحلة في ثنايا هذا الشهر نبحث عن أسراره وكنوزه، ونتلمس مواطن الضعف في حياتنا تجاهه. وآمل أن يكون لنا في ذلك عبرة وعظة، و"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".

هذا وأسأل الله في هذا الشهر أن يسهم لنا من فضله، فيوفقنا لفرضه ونفله، وأن يلقينا الله فيه ما نرجوه، ويرقينا إلى ما نحب فيما يتلوه، ولا أخلانا الله فيه من بر مرفوع ودعاء مسموع، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

BY مجلة أنصار النبي ﷺ


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/ansarmagazine/3769

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Just days after Russia invaded Ukraine, Durov wrote that Telegram was "increasingly becoming a source of unverified information," and he worried about the app being used to "incite ethnic hatred." After fleeing Russia, the brothers founded Telegram as a way to communicate outside the Kremlin's orbit. They now run it from Dubai, and Pavel Durov says it has more than 500 million monthly active users. One thing that Telegram now offers to all users is the ability to “disappear” messages or set remote deletion deadlines. That enables users to have much more control over how long people can access what you’re sending them. Given that Russian law enforcement officials are reportedly (via Insider) stopping people in the street and demanding to read their text messages, this could be vital to protect individuals from reprisals. The gold standard of encryption, known as end-to-end encryption, where only the sender and person who receives the message are able to see it, is available on Telegram only when the Secret Chat function is enabled. Voice and video calls are also completely encrypted. "Someone posing as a Ukrainian citizen just joins the chat and starts spreading misinformation, or gathers data, like the location of shelters," Tsekhanovska said, noting how false messages have urged Ukrainians to turn off their phones at a specific time of night, citing cybersafety.
from br


Telegram مجلة أنصار النبي ﷺ
FROM American