السوق اليوم يعجُّ بالبضائع، والعرض وفير لكل شيءٍ تقريبًا باستثناء بعض الأصناف..الأسعار يمكن القول إنها معقولة إلى حدٍّ ما، لكن المفارقة أن الطلب ضعيف، أقل بكثير مما كان متوقعًا..الناس أنهكتهم المجاعة الماضية، والتجار استنزفوا ما تبقى من مدخراتهم ومدخراتنا على العدس والفاصوليا..حتى صار الامتلاء اليوم بلا معنى، لأن الجيوب فارغة.

نحن الآن في غزة تائهون مشردون مشتتون، لا ندري ماذا نفعل، ولا من أين نبدأ، ولا كيف نواصل حياتنا، ولولا رحمة الله ولطفه الذي يحيط بنا من كل جانب لمتنا والله قهراً وتفطرت قلوبنا كمداً !!
فالله الله في إخوانكم، لا تنسوهم ولا تغفلوا عنهم، فقد كانوا يظنون أنكم ستنسوهم ولكن ليس بكل هذه السرعة !!

🇻🇪vs🇺🇸

حرب أمريكية فنزويلية..اللهم لا ترفع لأحدهم راية، وأشغلهم ببعضهم، وانتقم منهم أشد الإنتقام..وفخار يكسر بعضه.

أشوفها بتولع دلوقتي.

In short:

قعدة عرب في دير البلح، صورة تجمعني بشخصٍ كان يحلُم بجائزة نوبل للسلام..😜

ما شربنا شي يومها، كان مع ترامب مصاري دايبة وما رضي صاحب الكفي ياخدها..حكاله بتمشيش.

حكيت مع ترامب بقصة البئر، وحكالي خلال أيام بكون شغال..هاد الكلام أيام القعدة، زي ما كان يحكيلنا كل شهرين إنه خلال أيام الحرب بتنتهي.

جُمعةٌ مباركة ثم أما بعد..
سلامٌ علينا بما صبرنا، وسلامٌ علينا بما نزحنا وتشردنا، وسلامٌ علينا بما تألمنا وتوجعنا وقُهرنا، وسلامٌ على جرحنا النازف الذي لم يندمل بعد..سلامٌ على وجوهنا التي هَزمت التعب، وقلوبنا التي قاومت الانكسار، وأرواحنا التي ما زالت تُنادي بالحياة رغم كل هذا الخراب..ويا رب صبرًا على ما لم نُحِط به خُبرا من كل ما مررنا بهِ.

أول صلاةِ جُمعةٍ أؤديها اليوم في جماعةٍ بعد انقطاعِ عامين، عامين من الصمت والركام والخوف..وجدتُ مسجدًا تركته الحرب ونسيتُه الأيام، فدخلتُه بخطواتٍ مرتجفة، كأنني أطرق بابًا من الماضي البعيد..يا الله، كم عادت بي الذكريات إلى زمنٍ كان فيه الأذان يعلو لا ليُبكي القلوب بل ليجمعها..كم تذكرتُ وجوهًا رحلت، أصدقاء كنا نملأ الصفوف ضحكًا وهمسًا ودعاءً، واليوم صارت أسماؤهم تُذكَر في الدعاء بعد الخطبة..رفعتُ يديَّ، لا أدري أأدعو لهم أم لنفسي..لكني شعرت أن السجود هذه المرة أثقل، وأن الأرض التي أسجد عليها تحفظ أسماء الغائبين أكثر مما تحفظ دموعي.

قال الإمام بعد الصلاة لنُصلي صلاة الغائب على شهدائنا المجهولين..فكان الأولى أن نؤديها على الأمة الغائبة، فشهداؤنا يكفي أن الله يعرفهم، يعرفهم جيدًا.

هذا الطابور من أجل شراء دجاج مُجمد..يصل سعر الكيلو إلى ٩٠ شيكل..أي ٣٠$..حسبنا الله ونعم الوكيل.

كانت وفاة أُمي في ليلة الثالث والعشرين من رمضان، الرابع عشر من شهر نيسان للعام ٢٠٢٣م..
كان آخر أعمالها؛ إعداد طعام السحور لي ولأخي الأصغر.
آخر وصاياها؛ ديروا بالكم على بعض يما.
آخر صلاةٍ أدتها؛ صلاة الفجر.
آخر كلامها؛
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.

ص٣٦٣

أكثر الأناشيد القريبة لقلبي.

لم يكن بقاءنا في السجن أمرًا هيِّنًا، والألم لا يُعتاد عليه ولو مر على ذلك أعوام، الألم يبقى ألم سواء قل أو كَثُر..وإنَّ له مقياسان بعضهما جسدي وآخر روحي..أما ما يتعلق في الجسد فهو هيِّنٌ يُبرأ مِنه حتى وان علِقت في بوتقة شيء من الزمن..لكن كل ألم بالروح يُعد بتر، وإذا بتر شيء من الروح من المحال استرداده مهما حاولت.

- إلا أن يُسجن أو عذاب.

مررتُ بالسوق في غزة، فرأيت ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من طعام وشراب، ولحومٍ وفواكه وخضار، قد ازدحمت بها المحلات وملأت الدكاكين، ولكن بأسعار يعجز عنها أكثر الناس، وكأنها وُجدت لتُرى لا لتُشترى !!
ومع ذلك فإن مجرد دخولها إلى غزة بعد انقطاع أكثر من عامين، وظهورها في الأسواق، يبعث في النفس التفاؤل، ويدعو للفرحة بأن فيض الأرزاق قد اقترب، وأن عام يوسف قد آن أوانه بعد تلك السنوات العجاف، وأن كثرة التدفق ستُرخصها في قابل الأيام فتكون في متناول الجميع !!
فاللهم أفض على أهل غزة من خزائن رزقك ما يدهش العقول، ويفرح القلوب، وافتح لهم من بركات السماء والأرض، وارزقهم من حيث لا يحتسبون، بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين !!

-جهاد حلس.

أعلم أني قد أثقلتُ عليكم في موضوع تشغيل البئر، لكن الله يعلم أني لستُ بقادرٍ على التراجع عن هذا المشروع بعدما وفّرنا أكثر من نصف ثمنه، كما أني لستُ بقادرٍ على تشغيله بما تبقى علينا من احتياجٍ لا أستطيع تغطيته وحدي..فأرجوا أن نتكاتف سويًا لنتمكن من تشغيله.

صباح الخير،
وهذه رسالةُ شكرٍ وامتنان لكلِّ من جعل قناة عائد جزءًا من يومه، يفتحها بحثًا عن الصدق وسط ضجيج الكذب، ويجد فيها ما يُشبهه من وجعٍ وأمل، من صبرٍ وكرامة، من حكاياتٍ تُشبه تفاصيل حياته..أنتم من يمنحون لهذه القناة معناها، ومن كلماتكم وقلوبكم تستمدُّ عائد قوتها لتواصل.