Telegram Group & Telegram Channel
تجربة أفغانية مرة فاعتبروا يا أولي الألباب:
مع اقتراب المجاهدين والثوار من أسوار دمشق ذلك الحلم الذي طال انتظاره نصف قرن من الأهمية بمكان قراءة هذه الأسطر التي تحكي قصة دخول الفصائل الأفغانية إلى كابل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي هزيمته.
والمقال كتبه سجين مصري عندما التقى بمجاهد كان في أفغانستان وشهد الوقائع، وهي تحت عنوان

"أمريكا تقرأ سورة الأنفال"
عندما رأيته للمرة الأولى رقّ قلبي له ..ظننته شيخاً ضعيفاً جاءوا به من الصعيد إبان حملات الإعتقال العشوائي التي كان أمن الدولة ينفذها على طوابير المخابز وصلوات الجمع ومشيعي الجنائز في تسعينيات القرن الماضي
لم يمض الكثير من الوقت حتى عرفت أن هذا الكهل العجوز القابع في طرف الزنزانة أحد أساطين الجهاد الأفغاني ضد السوفيت
ورغم صغري وقتها لكني كنت أدرك أنها لحظة فارقة في حياتي لن تتكرر كثيراً حين ترى أحد صناع الحدث الذي ما زال تحوطه علامات التعجب والإستفهام لكني لم أشأ أن أعاجله بالسؤال حتى أطمئن لدينه وعقله !!
وحين سألته ذلك السؤال المر :كيف انقلب المجاهدون الأفغان من رفقاء إلى فرقاء ومن أخوة إلى أعداء ؟
قال وقد اكتسى وجهه بالحزن وعلت على تجاعيده الكآبة : يا بنيّ أمريكا تعرف عن المسلمين أكثر مما يعرفون هم عن أنفسهم -أحيانا -
في بداية الجهاد كنا لا نجد سلاحاً نقاتل به ، كنا أشبه بحركة تمرد تمارس بعض أعمال الشغب في المناطق النائية فتطاردها قوات الشرطة بالسيارات المصفحة وحسب ..وحين بدأت باكستان توفر الدعم لنا كان دعما ضعيفاً يمكننا بالكاد من الدفاع عن أنفسنا لا من مقاومة السوفيت - كانت تقف أمريكا خلف هذا الدعم الباكستاني الضعيف لتختبر به صلابة الحركة ومدى استعدادها لإتمام مقاتلة السوفيت ..وحين تيقنت من هذا فُتح الباب ودخل الشيطان علينا واقفاً على قديمه يحمل العتاد في يد والمال في اليد الاخرى !
اتصلت أمريكا بالمجاهدين وأخبرتهم بنيتها توفير الدعم المالي والعسكري لهم بهدف طرد السوفيت من أفغانستان ..ويومها كنا ندرك أن مطامع أمريكا ربما تفوق أطماع السوفيت ..وأذكر حين عقدنا جلسة لمناقشة الأمر واتخذنا قراراً بالرفض لأن أمريكا سوف تستخدم هذه المعونة لبسط إرادتها على المجاهدين ..كان الرفض بالإجماع وأبلغنا المندوب الأمريكي بهذا ..بعدها بدء الدعم الباكستاني يقل تدريجياً ..واستوحش السوفيت في حربهم وإذا بالرد الأمريكي يأتي سهلاً بسيطاً مريحا من هذا العناء كان الرد بجملة واحدة تقول " يمكنك أن تأخذوا منا الدعم فإذا شعرتم أننا سوف نسيء استخدامه معكم فيمكنكم التوقف وقتها ..نحن لن نجبركم على قبول الدعم "
قلت له ثم ماذا يا شيخنا :
أبتسم ساخراً وقال : سورة الأنفال نزلت بعد غزوة بدر الكبري التي أعز الله بها المسلمين ..لكنها لم تنزل لتهلل للمؤمنين على النصر الكبير ، بل كانت أول أيايتها تعالج قضية الأنفال وتعنف المنتصرين أن تكون هذه الدنيا أول همهم بعد النصر وتحذرهم أنها ستكون أول شق لصفوفهم ...وحين جاءت غزوة أحد نسي البعض هذه التحذير فجاءتهم الهزيمة من الباب نفسه "الغنائم والأنفال "
وأمريكا يا بني انتبهت لهذه الحقيقة القرآنية المدهشة حين غفلنا عنها
حين وصل الدعم الأمريكي المتمثل في أسلحة حديثة متطورة وأموال باهظة تأتي من حلفائها في العالم العربي ودعم ومساندة من الدنيا بأسرها ..حين اقتحمنا كل هذا تغيرت الجبهة فلم ترجع لما كانت عليه يوما ما
فالمجاهد الذي كان يعمل بالنهار ويجاهد في الليل صار يتقاضي راتباً من قائده على قتاله
والقائد الذي كان في مقدمة الصفوف وسط أتباعه استأجر مكتباً فخماً له في بيشاور بباكستان وتفرغ للقاءات الصحفية وصار يزور الجبهة كما يزور الأحياء موتاهم
وحين اطمأنت أمريكا أن الأنفال سكنت في قلوب الرجال بدأت تتدخل في وضع الخطط وتسّير المعارك وحين همّ بعضهم بالاعتراض ذكرته أمريكا بماضيه الجاف حين كان هنالك على الجبهة يرفل في ثوبه الخشن وطعامه البأئس بعيداً عن الأضواء والمكاتب المكيفة
هي إشارة كفيلة بخضوعه وإذعانه
وفي هذه الفترة لولا أن قيّض الله المجاهدين العرب لأفغانستان لانتهى الجهاد فيها فهم وحدهم الذين رفضوا هذا كله وانخرطوا في جهاد حقيقي كان له اليد الطولى في طرد السوفيت
وقتها استدعت أمريكا قيادات المجاهدين الأفغان إلى البيت الأبيض واستقبلتهم بأكاليل الغار .. وفي هذه الزيارة تم فرز قيادات الجهاد واستبعاد الشرفاء منهم وتم تشكيل مجلس قيادة موحد ممن تأكدت أمريكا أنهم لن يمنعهم الدين والشرف أن يسلوا سيوف البغي على إخوانهم لأجل "الأنفال "
وكنا كلما اقتربنا من الغنيمة الكبري- إسقاط كابل- كان يسقط من قيم القوم بقدر قربهم من الغنيمة ..حتى تحالف المسلم مع الشيوعي ضد أخيه المسلم والسني مع الشيعي ضد أخيه السني والمجاهد مع مجرم الحرب قاتل أطفال ونساء المجاهدين ضد إخوانه المجاهدين ..وحين سقطت كابل كان كل شيء قد سقط معها ..وبدأت معركة جديدة على الأنفال وهرول رفقاء الأمس وفرقاء اليوم على أمريكا
71👍27💯11👏32😭2



group-telegram.com/afghanistana_arabic/381
Create:
Last Update:

تجربة أفغانية مرة فاعتبروا يا أولي الألباب:
مع اقتراب المجاهدين والثوار من أسوار دمشق ذلك الحلم الذي طال انتظاره نصف قرن من الأهمية بمكان قراءة هذه الأسطر التي تحكي قصة دخول الفصائل الأفغانية إلى كابل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي هزيمته.
والمقال كتبه سجين مصري عندما التقى بمجاهد كان في أفغانستان وشهد الوقائع، وهي تحت عنوان

"أمريكا تقرأ سورة الأنفال"
عندما رأيته للمرة الأولى رقّ قلبي له ..ظننته شيخاً ضعيفاً جاءوا به من الصعيد إبان حملات الإعتقال العشوائي التي كان أمن الدولة ينفذها على طوابير المخابز وصلوات الجمع ومشيعي الجنائز في تسعينيات القرن الماضي
لم يمض الكثير من الوقت حتى عرفت أن هذا الكهل العجوز القابع في طرف الزنزانة أحد أساطين الجهاد الأفغاني ضد السوفيت
ورغم صغري وقتها لكني كنت أدرك أنها لحظة فارقة في حياتي لن تتكرر كثيراً حين ترى أحد صناع الحدث الذي ما زال تحوطه علامات التعجب والإستفهام لكني لم أشأ أن أعاجله بالسؤال حتى أطمئن لدينه وعقله !!
وحين سألته ذلك السؤال المر :كيف انقلب المجاهدون الأفغان من رفقاء إلى فرقاء ومن أخوة إلى أعداء ؟
قال وقد اكتسى وجهه بالحزن وعلت على تجاعيده الكآبة : يا بنيّ أمريكا تعرف عن المسلمين أكثر مما يعرفون هم عن أنفسهم -أحيانا -
في بداية الجهاد كنا لا نجد سلاحاً نقاتل به ، كنا أشبه بحركة تمرد تمارس بعض أعمال الشغب في المناطق النائية فتطاردها قوات الشرطة بالسيارات المصفحة وحسب ..وحين بدأت باكستان توفر الدعم لنا كان دعما ضعيفاً يمكننا بالكاد من الدفاع عن أنفسنا لا من مقاومة السوفيت - كانت تقف أمريكا خلف هذا الدعم الباكستاني الضعيف لتختبر به صلابة الحركة ومدى استعدادها لإتمام مقاتلة السوفيت ..وحين تيقنت من هذا فُتح الباب ودخل الشيطان علينا واقفاً على قديمه يحمل العتاد في يد والمال في اليد الاخرى !
اتصلت أمريكا بالمجاهدين وأخبرتهم بنيتها توفير الدعم المالي والعسكري لهم بهدف طرد السوفيت من أفغانستان ..ويومها كنا ندرك أن مطامع أمريكا ربما تفوق أطماع السوفيت ..وأذكر حين عقدنا جلسة لمناقشة الأمر واتخذنا قراراً بالرفض لأن أمريكا سوف تستخدم هذه المعونة لبسط إرادتها على المجاهدين ..كان الرفض بالإجماع وأبلغنا المندوب الأمريكي بهذا ..بعدها بدء الدعم الباكستاني يقل تدريجياً ..واستوحش السوفيت في حربهم وإذا بالرد الأمريكي يأتي سهلاً بسيطاً مريحا من هذا العناء كان الرد بجملة واحدة تقول " يمكنك أن تأخذوا منا الدعم فإذا شعرتم أننا سوف نسيء استخدامه معكم فيمكنكم التوقف وقتها ..نحن لن نجبركم على قبول الدعم "
قلت له ثم ماذا يا شيخنا :
أبتسم ساخراً وقال : سورة الأنفال نزلت بعد غزوة بدر الكبري التي أعز الله بها المسلمين ..لكنها لم تنزل لتهلل للمؤمنين على النصر الكبير ، بل كانت أول أيايتها تعالج قضية الأنفال وتعنف المنتصرين أن تكون هذه الدنيا أول همهم بعد النصر وتحذرهم أنها ستكون أول شق لصفوفهم ...وحين جاءت غزوة أحد نسي البعض هذه التحذير فجاءتهم الهزيمة من الباب نفسه "الغنائم والأنفال "
وأمريكا يا بني انتبهت لهذه الحقيقة القرآنية المدهشة حين غفلنا عنها
حين وصل الدعم الأمريكي المتمثل في أسلحة حديثة متطورة وأموال باهظة تأتي من حلفائها في العالم العربي ودعم ومساندة من الدنيا بأسرها ..حين اقتحمنا كل هذا تغيرت الجبهة فلم ترجع لما كانت عليه يوما ما
فالمجاهد الذي كان يعمل بالنهار ويجاهد في الليل صار يتقاضي راتباً من قائده على قتاله
والقائد الذي كان في مقدمة الصفوف وسط أتباعه استأجر مكتباً فخماً له في بيشاور بباكستان وتفرغ للقاءات الصحفية وصار يزور الجبهة كما يزور الأحياء موتاهم
وحين اطمأنت أمريكا أن الأنفال سكنت في قلوب الرجال بدأت تتدخل في وضع الخطط وتسّير المعارك وحين همّ بعضهم بالاعتراض ذكرته أمريكا بماضيه الجاف حين كان هنالك على الجبهة يرفل في ثوبه الخشن وطعامه البأئس بعيداً عن الأضواء والمكاتب المكيفة
هي إشارة كفيلة بخضوعه وإذعانه
وفي هذه الفترة لولا أن قيّض الله المجاهدين العرب لأفغانستان لانتهى الجهاد فيها فهم وحدهم الذين رفضوا هذا كله وانخرطوا في جهاد حقيقي كان له اليد الطولى في طرد السوفيت
وقتها استدعت أمريكا قيادات المجاهدين الأفغان إلى البيت الأبيض واستقبلتهم بأكاليل الغار .. وفي هذه الزيارة تم فرز قيادات الجهاد واستبعاد الشرفاء منهم وتم تشكيل مجلس قيادة موحد ممن تأكدت أمريكا أنهم لن يمنعهم الدين والشرف أن يسلوا سيوف البغي على إخوانهم لأجل "الأنفال "
وكنا كلما اقتربنا من الغنيمة الكبري- إسقاط كابل- كان يسقط من قيم القوم بقدر قربهم من الغنيمة ..حتى تحالف المسلم مع الشيوعي ضد أخيه المسلم والسني مع الشيعي ضد أخيه السني والمجاهد مع مجرم الحرب قاتل أطفال ونساء المجاهدين ضد إخوانه المجاهدين ..وحين سقطت كابل كان كل شيء قد سقط معها ..وبدأت معركة جديدة على الأنفال وهرول رفقاء الأمس وفرقاء اليوم على أمريكا

BY أفغانستان بالعربي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/afghanistana_arabic/381

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

What distinguishes the app from competitors is its use of what's known as channels: Public or private feeds of photos and videos that can be set up by one person or an organization. The channels have become popular with on-the-ground journalists, aid workers and Ukrainian President Volodymyr Zelenskyy, who broadcasts on a Telegram channel. The channels can be followed by an unlimited number of people. Unlike Facebook, Twitter and other popular social networks, there is no advertising on Telegram and the flow of information is not driven by an algorithm. "We're seeing really dramatic moves, and it's all really tied to Ukraine right now, and in a secondary way, in terms of interest rates," Octavio Marenzi, CEO of Opimas, told Yahoo Finance Live on Thursday. "This war in Ukraine is going to give the Fed the ammunition, the cover that it needs, to not raise interest rates too quickly. And I think Jay Powell is a very tepid sort of inflation fighter and he's not going to do as much as he needs to do to get that under control. And this seems like an excuse to kick the can further down the road still and not do too much too soon." For tech stocks, “the main thing is yields,” Essaye said. Telegram has gained a reputation as the “secure” communications app in the post-Soviet states, but whenever you make choices about your digital security, it’s important to start by asking yourself, “What exactly am I securing? And who am I securing it from?” These questions should inform your decisions about whether you are using the right tool or platform for your digital security needs. Telegram is certainly not the most secure messaging app on the market right now. Its security model requires users to place a great deal of trust in Telegram’s ability to protect user data. For some users, this may be good enough for now. For others, it may be wiser to move to a different platform for certain kinds of high-risk communications. This ability to mix the public and the private, as well as the ability to use bots to engage with users has proved to be problematic. In early 2021, a database selling phone numbers pulled from Facebook was selling numbers for $20 per lookup. Similarly, security researchers found a network of deepfake bots on the platform that were generating images of people submitted by users to create non-consensual imagery, some of which involved children.
from de


Telegram أفغانستان بالعربي
FROM American