group-telegram.com/aqaedsoal/581
Last Update:
#فاطمة_الزهراء_عليها_السلام
مفهوم شيعي يطلق على كسر ضلع فاطمة(رضي الله عنها) من قبل الصحابة(رضي الله عنهم) أجمعين.
وملخص القصّة كما جاء في بعض الروايات التاريخية: إنّ عليّاً قد امتنع عن بيعة الصدّيق، فبعث ببعض الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطّاب لإحضاره وإرغامه على البيعة فتصدت لهم فاطمة، فضربوها وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها.. إلى آخر القصّة التي سيأتي بعض تفاصيلها في الردّ.
أقول: الملاحظ عند نقاش من يتبنّون هذه القصّة أنّ الأمر عندما يتعلّق بما يهدم عقائدهم أو يفند مزاعمهم، كزواج عمر من أُمّ كلثوم(رضي الله عنهما)، ووجود عبد الله بن سبأ، وغيرها من أمثال هذه المسائل التي لا توافق أهوائهم. يتباكون وينادون بوجوب التثبت من هذه الروايات وعدم جواز الركون والاعتماد على المصادر التاريخية لأنّها تحوي الغث والسمين. ولكن عندما يصل الأمر إلى ما يوافق أهوائهم، يقبلون ما جاء فيه دون روية أو تمحيص كشأن موضوعنا هذا! بل ويصنّفون فيه الكتب والرسائل ويستميتون في إثباتها رغم معارضتها للعقل والنقل.
ولعلّ الهجوم على بيت فاطمة وكسر ضلعها وإسقاط جنينها.. إلى آخر هذه القصّة، أو الأكذوبة، من أهم هذه المسائل التي لا يتوانى هؤلاء في إبقاءها حيّة في الذاكرة بشتى السبل، وأيسرها الكذب.
ونحن إن شاء الله تعالى نشرع في دراسة أسانيد هذه القصّة من طرق السُنّة والشيعة، ثمّ نتكلّم بعض الشيء في متونها:
أولاً: الروايات في طرق أهل السُنّة:
ــ رواية الطبراني: علوان بن داود البجلي، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: دخلت على أبي بكر(رضي الله تعالى عنه) أعوده في مرضه الذي توفّي فيه، فسلمت عليه وسألته: كيف أصبحت؟ فاستوى جالساً، فقلت: أصبحت بحمد الله بارئا... فذكر كلاماً طويلاً فيه: أما أنّي لا آسي على شيء إلاّ على ثلاث فعلتهن وددت أنّي لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن وددت أنّي فعلتهن، وثلاث وددت أنّي سألت رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) عنهن، فأمّا الثلاث اللاتي وددت أنّي لم أفعلهن: فوددت أنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته... الرواية[المعجم الكبير 1/62].
هذه الرواية التي جاءت في بعض مصادر أهل السُنّة وتلقفها الغير وأوردها في جلّ كتبه، حتّى لا يكاد يخلو كتاب من كتبهم منها، مدارها على عُلوان بن داود البجلي. قال الهيثمي: فيه علوان بن داود البجلي وهو ضعيف وهذا الأثر ممّا أنكر عليه[مجمع الزوائد 5/203]. وقال العقيلي: علوان بن داود البجلي، ويقال: علوان بن صالح ولا يتابع على حديثه ولا يعرف إلاّ به حدّثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري قال: علوان بن داود البجلي، ويقال: علوان بن صالح منكر الحديث[ضعفاء العقيلي 3/419]. وقال الذهبي: علوان بن داود البجلي، مولى جرير بن عبد الله، ويقال: علوان بن صالح، قال البخاري: علوان بن داود – ويقال: ابن صالح. منكر الحديث. وقال العقيلي: له حديث لا يتابع عليه، ولا يعرف إلاّ به. وقال أبو سعيد بن يونس: منكر الحديث[ميزان الاعتدال 3/108]. وقال ابن حجر: (علوان) بن داود البجلي مولى جرير بن عبد الله، ويقال: علوان بن صالح، قال البخاري: علوان بن داود، ويقال: ابن صالح، منكر الحديث، وقال العقيلي: له حديث لا يتابع عليه ولا يعرف إلاّ به، وقال أبو سعيد بن يونس: منكر الحديث[لسان الميزان 4/188]. وقال الدارقطني: هو حديث يرويه شيخ لأهل مصر يقال له: علوان بن داود واختلف عليه فيه[علل الدارقطني 1/181].
وعلى هذا سار إلاّ من لا يُعتد بقوله في الباب كأبي حاتم بن حبان مثلاً الذي عرف بتساهله. ومن دلائل ضعف الرواية، الاضطراب في السند، فعند الطبراني مثلاً: يرويه علوان بن داود البجلي، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه[المعجم الكبير 1/62]. وعند الطبري: يرويه علوان، عن صالح بن كيسان، عن عمر بن عبد الرحمن ابن عوف، عن أبيه[تاريخ الطبري 2/619]. وعند ابن عساكر: يرويه علوان، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه أنّه دخل على أبي بكر في مرضه... الرواية[تاريخ دمشق 30/419]. بل وذكر أنّه ورد بسند آخر رواه خالد بن القاسم المدائني عن الليث، وأسقط منه علوان بن داود.
ولو سلمنا جدلاً بصحة سند الرواية - وهذا بعيد كما رأيت - فليس فيه سوى قول الصدّيق: "فوددت أنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته". فأين هذا من مسألة الحرق وكسر الضلع وبقية القصّة؟!
ــ رواية مصنّف ابن أبي شيبة: قال: حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم: أنّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) كان عليّ والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلمّا بلغ ذلك عمر بن الخطّاب خرج حتّى