group-telegram.com/Abu_Aisha1/1825
Last Update:
=
(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ)
قال الطبري في تفسيره: «تقول: إن خير من تستأجره للرعي القويّ على حفظ ماشيتك والقيام عليها في إصلاحها وصلاحها، الأمين الذي لا تخاف خيانته، فيما تأمنه عليه.»
الوجه السابع!
في والدهما من الغيرة ما جعله يستنكر عليها إطراء رجل أجنبي، فهذا يدلك أولا على صحة ما ذُكر في الوجه الثالث.
كما يجعل سؤالا يُلحُّ: هل كان مثل هذا الوالد يرضى بقاء ابنتيه مدة ثمان ساعات يوميا على مدار الأسبوع في مزاحمة الرجال؟ أم كان يرضى خروجهما من البيت بمثل تلك الألبسة التي تُرى في الشوارع؟!
قال الطبري في تفسيره: «حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يزيد، قال: أخبرنا الأصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، قال: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ) قال: فأحفظته الغَيْرة أن قال: وما يدريك ما قوّته وأمانته؟ [...]
وقال الطبري أيضا: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) قال: لم تكن سلفعا من النساء خرَّاجة ولاجَة، قائلة بيدها على وجهها (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا).
الوجه الثامن!
الضوابط للعوارض لا للدوام، فالدوام فيه = كثرة المساس تُذهب الإحساس، والوظائف المعاصرة مبنية على كثرة المساس لا على السقي والتولي للظل!
في تتمة الأثر الذي أوردته في الوجه السابع: «فإنه نظر حين أقبلت إليه وشخصت له، فلما علم أني امرأة صوب رأسه فلم يرفعه، ولم ينظر إلي حتى بلغته رسالتك»
الوجه التاسع!
يُشدد في الضوابط بحسب تغير الأحوال، لا أن نأتي بأحوال المضطرين ونضعها لغير المضطرين ثم الكل يعلم أن لا أحد يولي اهتماما إلا بقول الجواز!
يقول الشيخ عبد العزيز الطريفي: «من إضلال العالِم للأمة أن يشرّع الشيء بشروط وهو يعلم أنهم سيأخذون (تشريعه) ويدعون شروطه، فيصبح جسرًا للشر باسم الخير.»
وفي تفسير الطبري: «حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ) قال: إن موسى لما سَقَى لهما، ورأت قوته، وحرّك حجَرا على الركِيّة, لم يستطعه ثلاثون رجلا فأزاله عن الركية، وانطلق مع الجارية حين دعته، فقال لها: امشي خلفي وأنا أمامك، كراهية أن يرى شيئا من خلفها مما حرّم الله أن ينظر إليه، وكان يوما فيه ريح»
الوجه العاشر!
والد الفتاتبن دفعته الغيرة مع ما يعرف من عجز في نفسه إلى عرض إحدى بنتيه على موسى عليه والسلام مع ضمانه لسِتر الأخرى عن طريق توكيل موسى عليه السلام بأمر الرعي! لا أن يعضل بناته عن النكاح حتى يستفرد برواتبهن (وهذا موجود بكثرة) ولا أن يشترط إما أن تعمل أو لا تتزوج (وهذا أيضا موجود بكثرة!)
الوجه الحادي عشر!
لما توفر المعيل وهو الزوج، صارت الزوجة تحت قوامته التامة، قال القرطبي في تفسيره: «قوله تعالى: (وسار بأهله) قيل: فيه دليل على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء، لما له عليها من فضل القوامية وزيادة الدرجة إلا أن يلتزم لها أمرا، فالمؤمنون عند شروطهم، وأحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج.»
ولما توفر المعيل خرجت من حال الاضطرار إلى حال القرار، ﴿قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا﴾ [القصص]، قال البغوي في تفسيره: «وقيل: إن موسى كان رجلا غيورا فكان يصحب الرفقة بالليل ويفارقهم بالنهار، لئلا تراهم امرأته»
فلم يكن يترك زوجته بين ”زملاء العمل“ ثلث اليوم!
فبعد هذا، رأيت ركاكة هذا القياس وفساده؟
وإن كان شرع من قبلنا شرع لنا، فدونك ما أوردته مما فهمه المفسرون والفقهاء من شرع من قبلنا!
وكان يجدر ترك هذا اللف والدوران، والتدبر في شرعنا وفي قوله تعالى: ﴿وَقَرۡنَ فِی بُیُوتِكُنَّ﴾، لا أن تُخصص هذه الآية في أمهات المؤمنين حصرا خلافا لكلام العلماء، ثم نذهب نتقفَّر شرع من قبلنا!
BY قناة || أبي عائشة سامي هوايري
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/Abu_Aisha1/1825