Telegram Group & Telegram Channel
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
(والرسالة ضرورية في إصلاح العبد في معاشه ومعاده، فكما أنه لا صلاح له في آخرته إلا باتباع الرسالة، فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة ؛ فإنَّ الإنسان مضطر إلى الشرع؛ فإنه بين حركتين : حركة يجلب بها ما ينفعه، وحركة يدفع بها ما يضره . والشرع هو النور الذي يُبين ما ينفعه وما يضره. والشرع نور الله في أرضه، وعدله بين عباده، وحصنه الذي من دخله كان آمنا .
وليس المراد بالشرع التمييز بين الضار والنافع بالحس ؛ فإن ذلك يحصل للحيوانات العجم ؛ فإن الحمار والجمل يميز بين الشعير والتراب. بل التمييز بين الأفعال التي تضر فاعلها في معاشه ومعاده ؛ كنفع الإيمان والتوحيد والعدل والبر والتصديق والإحسان والأمانة والعفة والشجاعة والحلم والصبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام، وبرّ الوالدين، والإحسان إلى المماليك والجار ، وأداء الحقوق، وإخلاص العمل الله، والتوكل عليه، والاستعانة به، والرضا بمواقع القدر به والتسليم لحكمه والانقياد لأمره، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، وخشيته في الغيب والشهادة، والتقرب إليه بأداء فرائضه واجتناب محارمه واحتساب الثواب عنده وتصديقه، وتصديق رسله في كل ما أخبروا به، وطاعته في كل ما أمروا به، مما هو نفع وصلاح للعبد في دنياه وآخرته، وفي ضد ذلك شقاوته ومضرته في دنياه وآخرته . ولولا الرسالة لم يهتد العقل إلى تفاصيل النافع والضار في المعاش والمعاد.
فمن أعظم نعم الله على عباده وأشرف منة عليهم أن أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وبين لهم الصراط المستقيم. ولولا ذلك لكانوا بمنزلة الأنعام والبهائم، بل أشر حالاً منها .
فمن قبل رسالة الله واستقام عليها ، فهو من خير البرية، ومن ردها وخرج عنها فهو من شر البرية، وأسوأ حالاً من الكلب والخنزير والحيوان البهيم)
4🥰1



group-telegram.com/ph0oio/1337
Create:
Last Update:

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

(والرسالة ضرورية في إصلاح العبد في معاشه ومعاده، فكما أنه لا صلاح له في آخرته إلا باتباع الرسالة، فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة ؛ فإنَّ الإنسان مضطر إلى الشرع؛ فإنه بين حركتين : حركة يجلب بها ما ينفعه، وحركة يدفع بها ما يضره . والشرع هو النور الذي يُبين ما ينفعه وما يضره. والشرع نور الله في أرضه، وعدله بين عباده، وحصنه الذي من دخله كان آمنا .
وليس المراد بالشرع التمييز بين الضار والنافع بالحس ؛ فإن ذلك يحصل للحيوانات العجم ؛ فإن الحمار والجمل يميز بين الشعير والتراب. بل التمييز بين الأفعال التي تضر فاعلها في معاشه ومعاده ؛ كنفع الإيمان والتوحيد والعدل والبر والتصديق والإحسان والأمانة والعفة والشجاعة والحلم والصبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام، وبرّ الوالدين، والإحسان إلى المماليك والجار ، وأداء الحقوق، وإخلاص العمل الله، والتوكل عليه، والاستعانة به، والرضا بمواقع القدر به والتسليم لحكمه والانقياد لأمره، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، وخشيته في الغيب والشهادة، والتقرب إليه بأداء فرائضه واجتناب محارمه واحتساب الثواب عنده وتصديقه، وتصديق رسله في كل ما أخبروا به، وطاعته في كل ما أمروا به، مما هو نفع وصلاح للعبد في دنياه وآخرته، وفي ضد ذلك شقاوته ومضرته في دنياه وآخرته . ولولا الرسالة لم يهتد العقل إلى تفاصيل النافع والضار في المعاش والمعاد.
فمن أعظم نعم الله على عباده وأشرف منة عليهم أن أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وبين لهم الصراط المستقيم. ولولا ذلك لكانوا بمنزلة الأنعام والبهائم، بل أشر حالاً منها .
فمن قبل رسالة الله واستقام عليها ، فهو من خير البرية، ومن ردها وخرج عنها فهو من شر البرية، وأسوأ حالاً من الكلب والخنزير والحيوان البهيم)

BY يَحْيَى بنُ المُبَارَك | طالِبُ عِلْمٍ


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/ph0oio/1337

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram users are able to send files of any type up to 2GB each and access them from any device, with no limit on cloud storage, which has made downloading files more popular on the platform. The regulator said it had received information that messages containing stock tips and other investment advice with respect to selected listed companies are being widely circulated through websites and social media platforms such as Telegram, Facebook, WhatsApp and Instagram. The message was not authentic, with the real Zelenskiy soon denying the claim on his official Telegram channel, but the incident highlighted a major problem: disinformation quickly spreads unchecked on the encrypted app. This ability to mix the public and the private, as well as the ability to use bots to engage with users has proved to be problematic. In early 2021, a database selling phone numbers pulled from Facebook was selling numbers for $20 per lookup. Similarly, security researchers found a network of deepfake bots on the platform that were generating images of people submitted by users to create non-consensual imagery, some of which involved children. Right now the digital security needs of Russians and Ukrainians are very different, and they lead to very different caveats about how to mitigate the risks associated with using Telegram. For Ukrainians in Ukraine, whose physical safety is at risk because they are in a war zone, digital security is probably not their highest priority. They may value access to news and communication with their loved ones over making sure that all of their communications are encrypted in such a manner that they are indecipherable to Telegram, its employees, or governments with court orders.
from fr


Telegram يَحْيَى بنُ المُبَارَك | طالِبُ عِلْمٍ
FROM American