group-telegram.com/ahssnalqss/143895
Last Update:
في إحدى الليالي الهادئة، خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يتفقد أحوال رعيته، كعادته في السهر على شؤونهم. وبينما هو يطوف بأطراف المدينة، لمح خيمةً لم يعتد رؤيتها من قبل. فاقترب منها وهمّه يشتد، وإذا بأنينٍ يتصاعد من داخلها يقطع سكون الليل.
نادَى: "يا أهل الضوء!"
فخرج إليه رجلٌ بدويّ، فسأله عمر: "من أنت؟"
قال: "رجلٌ من أهل البادية، أصابتنا الحاجة، فجئنا نلتمس من فضل الله، ثم من عمر، فقد بلغنا أنّه لا يردّ محتاجًا."
فقال عمر: "وما هذا الأنين؟"
قال الرجل: "زوجتي، تعاني أوجاع الولادة، وليس معنا من يعينها."
فسأله عمر: "أوعندك طعام؟"
قال: "لا والله."
فقال عمر: "انتظرني، سأعود إليك بمن يعينك ويطعمك."
عاد عمر إلى بيته، ونادى على زوجته الصالحة أم كلثوم بنت عليّ، حفيدة النبي ﷺ، وقال:
"يا بنت الأكرمين، هل لكِ في عملٍ يرضي الله ساقه إليكِ؟"
قالت: "وما هو؟"
قال: "امرأة تلد في العراء، بلا معين ولا زاد."
فقالت: "أنا لها."
فأعدّت ما تحتاجه المرأة عند الولادة، وحمل عمر الطعام على ظهره، ومضى هو وزوجته إلى الخيمة.
دخلت أم كلثوم على المرأة، وتولّت أمرها، بينما جلس عمر خارجًا يعدّ الطعام. وبعد حين، نادت أم كلثوم:
"يا أمير المؤمنين، بشّر الرجل، فإنّ الله رزقه غلامًا وزوجته بخير."
تراجع الرجل مذهولًا، وقال: "أأنت عمر؟!"
قال: "نعم، وهذه أم كلثوم، ابنة عليّ، تولّت رعاية زوجتك."
فانكبّ الرجل باكيًا، وقال: "آل بيت النبوّة يولّدون زوجتي؟ وأمير المؤمنين يطبخ لي؟"
فقال عمر بتواضع: "إنما نحن قومٌ خدمٌ لهذه الأمة، ما دام فينا نَفَس."
---
هذا هو المنهاج النبويّ العظيم، ليس في كثرة الصلاة والصيام فحسب، بل في إقامة العدل، والرحمة، والتواضع، وخدمة المحتاج.
---
📚 المصدر: سير أعلام النبلاء – أسد الغابة في معرفة الصحابة
💠 إذا أتممت القراءة، صلّ على الحبيب المصطفى ﷺ.
BY أحسن القصص
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/ahssnalqss/143895