Telegram Group & Telegram Channel
=

ولَم أجِد -بَعدَ التحرِّي- مَنْ نصَّ على ذلِكَ مِنَ الحنابِلَةِ، سِوَى ما ذَكَرَهُ شَيخُنَا ابنُ عُثيمِين في
«الشرح الممتع» مِن قولِه:
«إنها لا تُحَدُّ، فإنْ أكرهَهَا حتَّى زَنَى بها ـ والعياذُ بالله ـ فليسَ عليها حَدٌّ، لكِنَّ المُكْرِهَ يُحَدُّ بِلَا شَكَّ، بل لو قِيلَ بالحَدِّ والتعزيرِ لكَانَ أوْلَى، فيُحَدُّ للزِّنَى، ويُعزَّرُ للاعتِدَاء»
عِلمًا بأنَّ قَواعِدَ المَذهَبِ تَقتَضِي ذلِكَ، لا سِيَّمَا إنْ قُلنَا بِأنَّهُ مُخرَّجٌ علَى قَولِ صاحِبِ "الإنصاف"، عندَمَا ذَكَرَ ضَابطَ التَّعزير، وأنَّهُ  وَاجِبٌ فِي كُلِّ مَعْصِيَةٍ لَا حَدَّ فِيهَا وَلَا كَفَّارَةَ، قالَ: "وإنْ ‌كان ‌فيها ‌حدٌّ، ‌فقَد ‌يُعَزَّرُ ‌معَهُ. وقد تَقدَّمَ بعضُ ذلك، في مَسائِلَ متفَرِّقَةٍ"
فإن قُلتَ: فما تَقُولُونَ في قَولِ الزَّرْكَشِيُّ وغيرِه: "ولا يُشْرَعُ التَّعْزيرُ فيمَا فِيهِ حَدٌّ"
فالجوَابُ: أنَّ مُرادَهُم؛ بِأنْ لَا يَجتَمِعَ الحَدُّ والتَّعزِيرُ علَى جريمَةٍ واحِدَةٍ تَستوجِبُ حَدًّا. أمَّا إذا قَامَ بالشَّخصِ الواحِدِ أكثَرُ مِن جريمَةٍ، بعضُهَا يَستَوجِبُ حَدًّا والآخَرُ يَستَوجِبُ تَعزِيرًا أو قِصَاصًا، فلَا مانِعَ مِن مُعاقَبَتِهِ على كُلِّ جَريمَةٍ بِمَا يُناسِبُهَا.

قال في «كشاف القناع»: «ويُعزَّر بعشرينَ سَوطًا بشُربِ مُسْكِرٍ في نهارِ رمضَانَ لِفطرِهِ - كما دَلَّ عليه تعليلُهُم - معَ الحَدِّ، فيَجتَمِعُ الحَدُّ والتعزيرُ في هذِهِ الصُّورَةِ؛ لمَا روَى أحمدُ بإسناده: "أنَّ عليًّا أُتي بالنَّجاشيِّ قد شَرِب خمرًا في رَمَضَانَ، فجلَدَهُ ثمانِينَ الحَدَّ، وعشْرينَ سَوطًا لِفِطرِهِ في رمضان" وإنَّمَا جَمَعَ بَينَهُمَا؛ لِجِنَايَتِهِ مِن وَجهَين»
وأمَّا السُّؤالُ عَنِ اغتِصَابِ المرأَةِ، وهَل هو داخِلٌ في الإكرَاهِ، بحَيثُ تَجرِي عليهِ الأَحكَامُ السابِقَةُ؟
فالجوَاب: بالنَّظر إلى مَعنَى هذا المُصطَلح نَجِدهُم يُعرِّفُونَهُ بقولِهم: ‌"اغتصَب ‌المرأةَ، ‌غصَبَها: ‌زنَى ‌بها ‌رَغمًا ‌عنها" كما في "معجم اللغة العربية المعاصرة".
وهذا هُو مَعنى "الإكراه بالإِلجَاءِ، أو القَهرِ" في عبارَاتِ فُقهائِنَا، كما في قول «المُغني»: «ولا فَرقَ بينَ الإكراهِ بالإِلجَاءِ، وهُوَ أن يَغلِبها على نَفسِهَا، وبينَ الإكراهِ بالتَّهدِيدِ بالقَتل»
وقال في «المحرر»: «وإذَا ‌أُكرِهَت ‌المرأةُ على الزنى قَهرًا، أو بضربٍ، أو بالمَنعِ مِن طعامٍ اضطُرَّت إليهِ، ونحوِه، لم تُحَدَّ»
فيكونُ اغتصَابُ المرأةِ دَاخلًا في مَعنَى الإِكرَاهُ. واللهُ أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــ
القنوات العلمية:
📚فقه الحنابلة
📚أصول الفقه وقواعده
📚علوم الحديث
📚تفسير القرآن وعلومه
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
👍10



group-telegram.com/hnabla1444/1184
Create:
Last Update:

=

ولَم أجِد -بَعدَ التحرِّي- مَنْ نصَّ على ذلِكَ مِنَ الحنابِلَةِ، سِوَى ما ذَكَرَهُ شَيخُنَا ابنُ عُثيمِين في
«الشرح الممتع» مِن قولِه:
«إنها لا تُحَدُّ، فإنْ أكرهَهَا حتَّى زَنَى بها ـ والعياذُ بالله ـ فليسَ عليها حَدٌّ، لكِنَّ المُكْرِهَ يُحَدُّ بِلَا شَكَّ، بل لو قِيلَ بالحَدِّ والتعزيرِ لكَانَ أوْلَى، فيُحَدُّ للزِّنَى، ويُعزَّرُ للاعتِدَاء»
عِلمًا بأنَّ قَواعِدَ المَذهَبِ تَقتَضِي ذلِكَ، لا سِيَّمَا إنْ قُلنَا بِأنَّهُ مُخرَّجٌ علَى قَولِ صاحِبِ "الإنصاف"، عندَمَا ذَكَرَ ضَابطَ التَّعزير، وأنَّهُ  وَاجِبٌ فِي كُلِّ مَعْصِيَةٍ لَا حَدَّ فِيهَا وَلَا كَفَّارَةَ، قالَ: "وإنْ ‌كان ‌فيها ‌حدٌّ، ‌فقَد ‌يُعَزَّرُ ‌معَهُ. وقد تَقدَّمَ بعضُ ذلك، في مَسائِلَ متفَرِّقَةٍ"
فإن قُلتَ: فما تَقُولُونَ في قَولِ الزَّرْكَشِيُّ وغيرِه: "ولا يُشْرَعُ التَّعْزيرُ فيمَا فِيهِ حَدٌّ"
فالجوَابُ: أنَّ مُرادَهُم؛ بِأنْ لَا يَجتَمِعَ الحَدُّ والتَّعزِيرُ علَى جريمَةٍ واحِدَةٍ تَستوجِبُ حَدًّا. أمَّا إذا قَامَ بالشَّخصِ الواحِدِ أكثَرُ مِن جريمَةٍ، بعضُهَا يَستَوجِبُ حَدًّا والآخَرُ يَستَوجِبُ تَعزِيرًا أو قِصَاصًا، فلَا مانِعَ مِن مُعاقَبَتِهِ على كُلِّ جَريمَةٍ بِمَا يُناسِبُهَا.

قال في «كشاف القناع»: «ويُعزَّر بعشرينَ سَوطًا بشُربِ مُسْكِرٍ في نهارِ رمضَانَ لِفطرِهِ - كما دَلَّ عليه تعليلُهُم - معَ الحَدِّ، فيَجتَمِعُ الحَدُّ والتعزيرُ في هذِهِ الصُّورَةِ؛ لمَا روَى أحمدُ بإسناده: "أنَّ عليًّا أُتي بالنَّجاشيِّ قد شَرِب خمرًا في رَمَضَانَ، فجلَدَهُ ثمانِينَ الحَدَّ، وعشْرينَ سَوطًا لِفِطرِهِ في رمضان" وإنَّمَا جَمَعَ بَينَهُمَا؛ لِجِنَايَتِهِ مِن وَجهَين»
وأمَّا السُّؤالُ عَنِ اغتِصَابِ المرأَةِ، وهَل هو داخِلٌ في الإكرَاهِ، بحَيثُ تَجرِي عليهِ الأَحكَامُ السابِقَةُ؟
فالجوَاب: بالنَّظر إلى مَعنَى هذا المُصطَلح نَجِدهُم يُعرِّفُونَهُ بقولِهم: ‌"اغتصَب ‌المرأةَ، ‌غصَبَها: ‌زنَى ‌بها ‌رَغمًا ‌عنها" كما في "معجم اللغة العربية المعاصرة".
وهذا هُو مَعنى "الإكراه بالإِلجَاءِ، أو القَهرِ" في عبارَاتِ فُقهائِنَا، كما في قول «المُغني»: «ولا فَرقَ بينَ الإكراهِ بالإِلجَاءِ، وهُوَ أن يَغلِبها على نَفسِهَا، وبينَ الإكراهِ بالتَّهدِيدِ بالقَتل»
وقال في «المحرر»: «وإذَا ‌أُكرِهَت ‌المرأةُ على الزنى قَهرًا، أو بضربٍ، أو بالمَنعِ مِن طعامٍ اضطُرَّت إليهِ، ونحوِه، لم تُحَدَّ»
فيكونُ اغتصَابُ المرأةِ دَاخلًا في مَعنَى الإِكرَاهُ. واللهُ أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــ
القنوات العلمية:
📚فقه الحنابلة
📚أصول الفقه وقواعده
📚علوم الحديث
📚تفسير القرآن وعلومه

BY قناة فقه الحنابلة


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/hnabla1444/1184

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

This provided opportunity to their linked entities to offload their shares at higher prices and make significant profits at the cost of unsuspecting retail investors. "He has kind of an old-school cyber-libertarian world view where technology is there to set you free," Maréchal said. Russians and Ukrainians are both prolific users of Telegram. They rely on the app for channels that act as newsfeeds, group chats (both public and private), and one-to-one communication. Since the Russian invasion of Ukraine, Telegram has remained an important lifeline for both Russians and Ukrainians, as a way of staying aware of the latest news and keeping in touch with loved ones. Again, in contrast to Facebook, Google and Twitter, Telegram's founder Pavel Durov runs his company in relative secrecy from Dubai. Pavel Durov, a billionaire who embraces an all-black wardrobe and is often compared to the character Neo from "the Matrix," funds Telegram through his personal wealth and debt financing. And despite being one of the world's most popular tech companies, Telegram reportedly has only about 30 employees who defer to Durov for most major decisions about the platform.
from us


Telegram قناة فقه الحنابلة
FROM American