قال الآجريّ (ت. ٣٦٠ هـ) في «الشريعة»:

[٥٧٧] وحدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال: نا الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، وبلغه عن رجل أنه قال: «إن الله تعالى لا يرى في الآخرة»، فغضب غضبا شديدا ثم قال: «من قال بأن الله تعالى لا يرى في الآخرة فقد كفر، عليه لعنة الله وغضبه، من كان من الناس، أليس الله عز وجل قال ﴿وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة﴾ [القيامة ٢٣] وقال تعالى: ﴿كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون﴾ [المطففين ١٥] هذا دليل على أن المؤمنين يرون الله تعالى». اهـ

سبحان الله! هذا الأثر مشجٍ جدًا، لا سيما في زماننا هذا. فكيف لو رأى الإمام أحمد من يُصنَّف في نُصرة التجهم بابًا بابًا، ومع ذلك يُعد إمامًا، بل ومحنةً لأهل الحديث والأثر! فالله أكبر.

ووقفت متأملًا في قول الإمام: "من كان من الناس"، فقلت: أما اليوم، فبعض الجهمية كأنّ القلم قد رُفِع عنهم عند بعض المنتسبين للسلفية، فلا يُلامون حتى في تصنيفهم المصنفات ذوات العدد في التعطيل والتجهم، بل صاروا قنطرة يُدعى من خلالها العوام إلى هذه النحلة، ولا يخفاكم كَمْ تجهّم من طالب علم نشأ على السلفية بسبب هذا الملف بالذات.

فإنا لله وإنا إليه راجعون وهو حسبنا ونعم الوكيل.