للتو سألت نفسي عن العلاقة بين الشتاء والحنين، إنه مرادف للمعنى الذي يجعلك تبحث عن معطفٍ دافئ وسط موجة برد شديدة، ونحن نبحث عن الذكريات والأيَّام السعيدة لنلتحف بها ونعيش علىٰ إثرها، يمكن للأفكار الحنونة أن تكون مُسكّن، ويمكن للذكرى أن تستوطن القلب لأطولِ وقتٍ حتى تجعل منه منبع للدّموع .. نحن نشتاق لكل ما كان منّا لكن اقتضت رحلة الحياة أن نضع نهاية ما، مرة وضعناها نحن، ومرّة تفاجأنا بها.
الأجواء هذه تهيّج مشاعرنا وشوقنا حتى للأشياء التي كانت في خيالنا ولم ترى النّور!

وعن حالة القلب
فإنه في حاجة دائمة إليك ..

لو أمعنت النّظر في النّاس ستلحظ في نظراتهم وأفعالهم افتقار كبير لمن يفهمهم، ويشعر بهم، ويخاطب وجدانهم، لو أمعنت ستجد الجميع يعاني، ولا أحد يمتلك رفاهية أن يُفسّر.

"يا الله!
أشعرُ بالضياع…
كلّ شيءٍ حولي غريب، كلّ شيءٍ حولي ناقص، كلّ شيءٍ حولي متناقض! ..
لطالما اعتمدتُ على الدموع لترتيب هذه الحياة من حولي، لكن يا الله… حتى الدموع لم تَعُد تُجدِي!
لجأتُ إلى الكتابةِ مرارًا، كتبتُ، وكتبتُ، ومرةً أخرى كتبتُ…
وها أنا أعودُ إلى الكتابةِ مجددًا!
هل أنا ضائعةٌ فعلًا في متاهاتِ الزمان؟!
هل ألمّت بنا مصائبُ الدهر؟
هل أُبالغ؟ هل الأمر يستحق؟
لا أدري يا إلهي!
لكن قلبي يوحي إليّ أن جزءًا سُلب مني،
جزءًا يستدعيني لإقامةِ مأتم السماء عليه…"

_سلا.

في غيابك ثقل الحياة لا يُحتمل
والعمر في كمدٍ وحزن لا ينتهي،
أنت العُمر والحياة وكل الجمال!
كل عام وأنت الفكرة التي لا تموت
والنهج الذي لا يعرف الفناء،
والشهيد الحي في وجداننا.
أشتاق إليك، أنسى فأدعو لك بطول العُمر،
فتردتي غصة تهشّم قلبي،
كل عام وأنا أبكيك ياا أبتي .💔

وتشعر إن ليس بوسعك فعل شيء جديد،
طاقتك نفدت، ورصيدك من التحمل انتهى،
وبالرغم من ذلك، لا تقوى على التوقف،
تُفضّل السير نحو المجهول بدلًا من تخمين ماهيته والخوف منه، لا تدري ماذا تفعل؟!
ثم تشد نفسك وتصبّرها بالدعاء
رفيقك في السفر وزادك في الطريق
وتستمر، تستمر على الأقل حتى تجد مكانك،
حيث يستقر قلبك..

الإنسان يعرف إن عليه أن يُذكّر نفسه بين حينٍ وآخر أن الوصول إلى ما يريد يعني إنه سيصطدم بكل ما يكره وسيضطر لتحمل ما يزعجه والمرور بمحطات ثقيلة على قلبه .. لكنه يغفل عن هذه النقطة، يسأم ويتذمّر وينسى إن ما هكذا يثبت المرء .

لا يهزّني أيّ شيء تقريعًا كما يهزّني نسيان النِعم،
أننا نمضي في الدنيا جاحدين حتى نرى من لا يملكُ يدًا ولا قدمًا ولا يبصرُ ولا يسمعُ!
أن دائرة النعم اللامتناهية التي ندورُ فيها نفكُّها بأنانيةٍ في مكسبٍ واحد لا نعلم خيرهُ وشرّه.

ابعد عني كلما يجعلني أعتقد إن ليس هناك مخرج .

كان أبًا في قمة الحنان
هذه الحروف تحرك القلب ليبكي،
يبكي خسارة الروح التي نفتقدها
حتى نحن أشعرنا بالأبوّة وبِحُبّه.

مؤلمة هي "فأرجو أن لا تغيب عني"
هذا الرجاء يعرفنا الجوانب اللي ملكها السيد حسن سلام الله عليه، قويًا ضد أعدائه ورقيق القلب مع أحبائه!
لم يمتلك صفة بعينها وتعامل بها مع الجميع، بل كان يعطي لكل شيء حقّه.

في النهاية لقد غاب هو، غاب نورنا.

لن يُذَل شعب أنت قائده ❤️.

اعتزاز السيد بشعبه يقابله حُب غزير لا تحمله الأوراق ولا الكتابات من قِبلهم ناحيته ..

مشاعرنا نحو سيدي تفوق التصورات ♡.

لا شيء خُلِق عَبث،
كل ما هُنا يحمل رسالةٍ ما
نتلقّاها من خلال الأيّام!
المواقف أيضًا نافذة لكل رسالة،
عبرها نستطيع الوصول إلى
استنتاجات، ومنها نتيقّن أو نتغيَّر!

صلِّ على مُحمَّدٍ وآل مُحمَّد
وحاوطني برعايةٍ منك لا تنفد
وسلام لا يبرح قلبي مهما كان!

باعد بيننا وبين كل ما يمتص طاقتنا، من أشخاص إلى أماكن إلى أفكار..

أصابني جفاء تجاه مذكراتي، فأصبحت نادرًا ما أكتب فيها، أو ما يردّني هو خوفي من مواجهة كلماتي التي لست جاهزة لأمنحها كل شعوري، ما زلت مستنزفة من أحداثٍ سابقة، لم أستعد توازني، ولا أملك القدرة؛ لأخطّ بيديّ هزيمة وخسارة.

خائفة من مواجهة أوراقي
التي كانت صديقتي لسنواتٍ عديدة
كيف سأخبرها، إن الوهج لم يعد كما كان!
وأن الـ سوف التي كتبتها في أول سطر، قد طُويت  ..  
أردت عندما أعود إليها يكون أول ما أكتبه، هو إنني سرت إلى الأنسب وليس إلى ما أريد، مع إن ما أريد لم يكن يعارض مبادئي، لكن بطريقةٍ ما حال بيني وبينه أمور كثيرة  ..

لست حزينة مُطْلقًا، فمن فَهِم أن الله يهيئ له سُبل الخير في أشياء عدّة، لن يرى الخير فقط فيما يصرّ عليه هو، خير الله واسع  ..
لقد سمعت عبارة أو توجيه للسيد عبد الملك-يحفظه الله- في إحدى محاضراته، كالعادة جاءت رسالة لقلبي، قال بمعناها : " الإنسان بحاجة إلى أن تكون طموحه الشخصية متوازنة "
لم يقل لنا لا نطمح، لم يأمرنا بدون توضيح بل ألحق ذلك بشرح كيف إن الطموح غير المتوازنة تتعب الإنسان نفسيًا. تنبهت هُنا إلى أمرٍ مهم، هو إننا عندما نأتي نفكر في طموحنا وآمالنا قد نحسب التقليل منها والتعامل معها بواقعية استسلام وضعف، ولا أدري من أين أتينا بهذه القناعة، لكن إدراك ذلك يجنبنا الدخول في متاهات نفسيَّة وآمال لا تصل بنا إلىٰ نتيجة، فقط تعمينا عن رؤية حياتنا من زوايا أخرى، نخلق معاناة لسنا مجبرين على تحملها .

رغبت باستكمال هذا النمو ونقله إلىٰ مذكراتي عندما أتأكد أنه لم يتبقَ في حِبري ولو القليل من الانتظار للّاشيء، فقلبي لا يستحق إقحامه في أي عبث .

إنني الآن يا رب أدرك عُمق قول "ولا تتركني لاختياراتي" لأنني لا أُحسن التصرُّف دائمًا، لا أنجح في استنتاج ماهو الخيار الأفضل لي، ولأن الدهاء هُنا لا ينفع، ولأن قلبي تعب التجارب.
ما ينفع هو تدخلك العظيم وترتيبك الدقيق لحياتي .. لأنني لو تُركت لنفسي سيأخذني التسرّع، ستلتهمني الظُّنون ولا أفلح، لأنني وبكل ذرة في كياني لم أعد أرغب بشيءٍ إلّا إذا ارتبط بك، سهّل لي يا مسهّل الصعاب .

| بريد مذكراتي .. آيات

يعزّ علىٰ الإنسان قلبه
وهو بين تناقض الكِبر
ومشاعر الانزواء كالأطفال!

أعرف إن الأشياء لا تكتمل
وليس بالضرورة أن يسير كل شيء
على ما يُرام، لا أخشى كل ذلك
طالما أبقيتني تحت رحمتك
وزدت من توفيقك لي،
يا كريم..

يا رب، ونحن نعزم على الاستمرارية
طمأننا بإشاراتك أنك تحبنا
وإن توفيقك سيلازمنا
اقذف فينا ذلك الشعور اللطيف
كأن نشعر بإننا نسير بجيشٍ
وراءنا، ولا يوجد شيء
سواء أنها معيّتك .
.

أحب كل الكلمات التي تشعرني إننا نتشارك الإحساس، وإن ثمة من هو بعيد عن العين قريب بالمشاعر والحروف. جميعنا نبحث عن الشيء ذاته..