Telegram Group & Telegram Channel
مقالة : جواز سجود السهو قبل السَّلام وبعده في كُلِّ حالات السهو ، والخلاف في ثبوت الإجماع المحكي في المسألة

الحمد لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله على عبده ورسوله ، محمد وآلِه وسلَّم تسليمًا

أمَّا بعد :

فقد ثبت عن النبيِّ ﷺ أنه سجد للسهو قبل السَّلام ، وسجد للسهو بعد السَّلام ، فكان هذا سببًا لاختلاف الفقهاء في موضع ذلك على مذاهب شتَّى ، فمنهم :

1- مَن جعله قبل السلام في كُلِّ الأحوال

2- ومنهم من جعله بعد السلام في كُلِّ الأحوال

3- ومنهم من فصَّل ، فرأى أنَّهُ في حالات يكون قبل السلام ، وفي حالات يكون بعد السلام ، واختلفوا في هذه الحالات أيضًا

لكن عامة المختلفين في ذلك لا يرونه واجبًا بل مُستحبًا

قال الإمام ابن عبد البر بعد أن نقل كلام جمع من الفقهاء ، واختيارهم لموضع سجود السهو :

وكل هؤلاء يقول : إنَّ المُصلِّي إذا سجد بعد السلام فيما قالوا : إنَّ السجود فيه قبل السلام ، لم يضره شيء

ولو سجد قبل السلام فيما فيه السجود بعد السلام ، لم يكن عليه شيء

التمهيد 5/33

وقال الإمام الماوردي - رحمه الله - :

لا خلاف بين الفقهاء أنَّ سجود السهو جائز قبل السلام وبعده ، وإنما اختلفوا في المسنون والأَولى

الحاوي الكبير 2/214

قلت : ونقل الإمام النووي كلام الماوردي مُقِرًّا له

انظر : المجموع 4/155

وقال القاضي عياض - رحمه الله - :

ولا خلاف بين هذه الطوائف كُلِّها المختلفة في سجود السهو ، أنَّهُ إن سجد بعد لما يراه قبل ، أو سجد قبل لما يراه بعد ، أنَّ ذلك يجزيه ولا يفسد صلاته

إكمال المعلم 2/508

وقال الإمام النووي - رحمه الله - :

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى وجماعة من أصحابنا : ولا خلاف بين هؤلاء المختلفين وغيرهم من العلماء أنَّهُ لو سجد قبل السلام أو بعده للزيادة أو النقص ، أنه يجزئه ولا تفسد صلاته ، وإنما اختلافهم في الأفضل ، والله أعلم

شرح النووي لصحيح مسلم 5/56

وقال مجدين الدين أبو البركات ابن تيمية الحنبلي :

الخلاف في محلّ السجود ، وهل هو قبل السلام أو بعده في الاستحباب ، أمَّا الجواز ، فإنه لا خلاف فيه ، ذكره القاضي وأبو الخطاب في خلافيهما

شرح الزركشي على مختصر الخرقي 2/19

وقال الإمام المرداوي الحنبلي :

محلّ الخلاف في سجود السهو ، هل هو قبل السلام ، أو بعده ، أو قبله إلا في صورتين ، أو ما كان من زيادة أو نقص ، على سبيل الاستحباب والأفضلية

فيجوز السجود بعد السلام إذا كان محله قبل السلام وعكسه ، وهذا هو الصحيح من المذهب ، وعليه أكثر الأصحاب ، وذكره القاضي وأبو الخطاب وغيره وجزم به المجد وغيره وقدمه في الفروع وغيره

الانصاف 4/84

قال الإمام أبو يعلى الحنبلي :

لا خلاف في جواز الأمرين ، وإنما الكلام في الأَولى والأفضل

المصدر السابق

« الإجماع المحكي في المسألة »

قال الإمام المرداوي الحنبلي :

وقيل : محله وجوبًا اختاره الشيخ تقي الدين ، وقال : « عليه يدل كلام الإمام أحمد »

وهو ظاهر كلام صاحب المستوعب والتلخيص والمصنف وغيرهم ، قال الزركشي: « وظاهر كلام أبي محمد »

وأكثر الأصحاب : أنه على سبيل الوجوب وقدَّمه في الرعاية ، وأطلقهما في الفائق ، وابن تميم

الانصاف 4/84

قلت : وذكر الحافظ ابن حجر كلام الإمام الماوردي المنقول أدناه في حكايته للإجماع ، ثُمَّ نقل عن بعض فقهاء المذاهب الأربعة خلافًا في ذلك في مذاهبهم ، ثم قال :

ويمكن أن يُقال : الإجماع الذي نقله الماوردي وغيره قبل هذه الآراء في المذاهب المذكورة

فتح الباري 3/95
👍1



group-telegram.com/KhenchelaSalafi/4427
Create:
Last Update:

مقالة : جواز سجود السهو قبل السَّلام وبعده في كُلِّ حالات السهو ، والخلاف في ثبوت الإجماع المحكي في المسألة

الحمد لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله على عبده ورسوله ، محمد وآلِه وسلَّم تسليمًا

أمَّا بعد :

فقد ثبت عن النبيِّ ﷺ أنه سجد للسهو قبل السَّلام ، وسجد للسهو بعد السَّلام ، فكان هذا سببًا لاختلاف الفقهاء في موضع ذلك على مذاهب شتَّى ، فمنهم :

1- مَن جعله قبل السلام في كُلِّ الأحوال

2- ومنهم من جعله بعد السلام في كُلِّ الأحوال

3- ومنهم من فصَّل ، فرأى أنَّهُ في حالات يكون قبل السلام ، وفي حالات يكون بعد السلام ، واختلفوا في هذه الحالات أيضًا

لكن عامة المختلفين في ذلك لا يرونه واجبًا بل مُستحبًا

قال الإمام ابن عبد البر بعد أن نقل كلام جمع من الفقهاء ، واختيارهم لموضع سجود السهو :

وكل هؤلاء يقول : إنَّ المُصلِّي إذا سجد بعد السلام فيما قالوا : إنَّ السجود فيه قبل السلام ، لم يضره شيء

ولو سجد قبل السلام فيما فيه السجود بعد السلام ، لم يكن عليه شيء

التمهيد 5/33

وقال الإمام الماوردي - رحمه الله - :

لا خلاف بين الفقهاء أنَّ سجود السهو جائز قبل السلام وبعده ، وإنما اختلفوا في المسنون والأَولى

الحاوي الكبير 2/214

قلت : ونقل الإمام النووي كلام الماوردي مُقِرًّا له

انظر : المجموع 4/155

وقال القاضي عياض - رحمه الله - :

ولا خلاف بين هذه الطوائف كُلِّها المختلفة في سجود السهو ، أنَّهُ إن سجد بعد لما يراه قبل ، أو سجد قبل لما يراه بعد ، أنَّ ذلك يجزيه ولا يفسد صلاته

إكمال المعلم 2/508

وقال الإمام النووي - رحمه الله - :

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى وجماعة من أصحابنا : ولا خلاف بين هؤلاء المختلفين وغيرهم من العلماء أنَّهُ لو سجد قبل السلام أو بعده للزيادة أو النقص ، أنه يجزئه ولا تفسد صلاته ، وإنما اختلافهم في الأفضل ، والله أعلم

شرح النووي لصحيح مسلم 5/56

وقال مجدين الدين أبو البركات ابن تيمية الحنبلي :

الخلاف في محلّ السجود ، وهل هو قبل السلام أو بعده في الاستحباب ، أمَّا الجواز ، فإنه لا خلاف فيه ، ذكره القاضي وأبو الخطاب في خلافيهما

شرح الزركشي على مختصر الخرقي 2/19

وقال الإمام المرداوي الحنبلي :

محلّ الخلاف في سجود السهو ، هل هو قبل السلام ، أو بعده ، أو قبله إلا في صورتين ، أو ما كان من زيادة أو نقص ، على سبيل الاستحباب والأفضلية

فيجوز السجود بعد السلام إذا كان محله قبل السلام وعكسه ، وهذا هو الصحيح من المذهب ، وعليه أكثر الأصحاب ، وذكره القاضي وأبو الخطاب وغيره وجزم به المجد وغيره وقدمه في الفروع وغيره

الانصاف 4/84

قال الإمام أبو يعلى الحنبلي :

لا خلاف في جواز الأمرين ، وإنما الكلام في الأَولى والأفضل

المصدر السابق

« الإجماع المحكي في المسألة »

قال الإمام المرداوي الحنبلي :

وقيل : محله وجوبًا اختاره الشيخ تقي الدين ، وقال : « عليه يدل كلام الإمام أحمد »

وهو ظاهر كلام صاحب المستوعب والتلخيص والمصنف وغيرهم ، قال الزركشي: « وظاهر كلام أبي محمد »

وأكثر الأصحاب : أنه على سبيل الوجوب وقدَّمه في الرعاية ، وأطلقهما في الفائق ، وابن تميم

الانصاف 4/84

قلت : وذكر الحافظ ابن حجر كلام الإمام الماوردي المنقول أدناه في حكايته للإجماع ، ثُمَّ نقل عن بعض فقهاء المذاهب الأربعة خلافًا في ذلك في مذاهبهم ، ثم قال :

ويمكن أن يُقال : الإجماع الذي نقله الماوردي وغيره قبل هذه الآراء في المذاهب المذكورة

فتح الباري 3/95

BY خنشلة الدعوية-الجزائر


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/KhenchelaSalafi/4427

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Again, in contrast to Facebook, Google and Twitter, Telegram's founder Pavel Durov runs his company in relative secrecy from Dubai. Individual messages can be fully encrypted. But the user has to turn on that function. It's not automatic, as it is on Signal and WhatsApp. He said that since his platform does not have the capacity to check all channels, it may restrict some in Russia and Ukraine "for the duration of the conflict," but then reversed course hours later after many users complained that Telegram was an important source of information. Markets continued to grapple with the economic and corporate earnings implications relating to the Russia-Ukraine conflict. “We have a ton of uncertainty right now,” said Stephanie Link, chief investment strategist and portfolio manager at Hightower Advisors. “We’re dealing with a war, we’re dealing with inflation. We don’t know what it means to earnings.” Overall, extreme levels of fear in the market seems to have morphed into something more resembling concern. For example, the Cboe Volatility Index fell from its 2022 peak of 36, which it hit Monday, to around 30 on Friday, a sign of easing tensions. Meanwhile, while the price of WTI crude oil slipped from Sunday’s multiyear high $130 of barrel to $109 a pop. Markets have been expecting heavy restrictions on Russian oil, some of which the U.S. has already imposed, and that would reduce the global supply and bring about even more burdensome inflation.
from in


Telegram خنشلة الدعوية-الجزائر
FROM American