أحسن القصص

*_#تأمُّــلات_*

*((قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ))*

قالها نبيُّ الله نوحٌ عليه السلام بعد أن بلغ الغايةَ في البلاءِ، وأفرغَ وُسعَه في الدعوة، فلبثَ في قومِه ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا، ليُخرِجهم من ظلماتِ الكفرِ إلى نورِ الإيمان، يحدوهُ في ذلك صبرٌ لا تَحِدُّهُ حدود، ورِقَّةُ قلبِ نبيٍّ يحملُ همَّ الهدايةِ لأمَّتِه، فما استجابَ له إلا قليلٌ، وتمرَّدَ الأكثرونَ عن دعوته، حتى إذا جاء أمرُ الله، وحُقَّت الكلمةُ على الظالمين، ورأى الماءَ يعلو ويطغى، لم يملكْ قلبُ الأب إلا أن يَهتزَّ لرؤيةِ ولدِه تتخطفهُ أمواجُ الغرق، فتكلَّمَ بما انبعثَ من رحمةِ الوالدِ المشفق، لا اعتراضًا على حكمِ الله، ولكن استِذكارًا لوعدِ النجاة، فجاء العتابُ الإلهيُّ الذي هزَّ أعماقَه: *(فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)* .

وهنا ينسحقُ نوحٌ خضوعًا، ويُلقي بين يدي مولاه اعترافَه بالعجزِ والجهل، وتبرُّؤه من كلِّ سؤالٍ لم يُحِطْ بسرِّ الحكمةِ الإلهيةِ فيه، فينادي بصدقِ المنيبِ المتهيبِ من جلالِ المقام: *(رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)* .

فيا عبدَ الله، هذا نبيٌّ كريمٌ من أولي العزمِ، خوطبَ بهذا الخطاب، فكيف بكَ أنتَ الذي لم تَحمِلْ ثِقلَ النبوَّة، ولم تبلُغْ معشارَ معشارِ صبرِه، وأنتَ المكبَّلُ بآصارِ الذنوبِ، الملطَّخُ بأدرانِ الشهوات، تضيقُ ذرعًا بحكمٍ لا تفقَهُ سرَّه، وتعترضُ على قضاءٍ لم تُحِطْ بهِ خبرًا! إنَّ من عرفَ قَدْرَهُ وقفَ عندَ حدِّه، ومن تأملَ في عظمةِ اللهِ وعلمِه وحكمتِه، خضعَ خضوعَ الموقنِ، وقال كما قال نبيُّ الله نوحٌ عليه السلام: *(إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ)* .
🌴🌲

❤1

www.group-telegram.com/in/ahssnalqss.com/137909

544 viewsMar 7 at 22:28

*_#تأمُّــلات_*

*((قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ))*

قالها نبيُّ الله نوحٌ عليه السلام بعد أن بلغ الغايةَ في البلاءِ، وأفرغَ وُسعَه في الدعوة، فلبثَ في قومِه ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا، ليُخرِجهم من ظلماتِ الكفرِ إلى نورِ الإيمان، يحدوهُ في ذلك صبرٌ لا تَحِدُّهُ حدود، ورِقَّةُ قلبِ نبيٍّ يحملُ همَّ الهدايةِ لأمَّتِه، فما استجابَ له إلا قليلٌ، وتمرَّدَ الأكثرونَ عن دعوته، حتى إذا جاء أمرُ الله، وحُقَّت الكلمةُ على الظالمين، ورأى الماءَ يعلو ويطغى، لم يملكْ قلبُ الأب إلا أن يَهتزَّ لرؤيةِ ولدِه تتخطفهُ أمواجُ الغرق، فتكلَّمَ بما انبعثَ من رحمةِ الوالدِ المشفق، لا اعتراضًا على حكمِ الله، ولكن استِذكارًا لوعدِ النجاة، فجاء العتابُ الإلهيُّ الذي هزَّ أعماقَه: *(فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)* .

وهنا ينسحقُ نوحٌ خضوعًا، ويُلقي بين يدي مولاه اعترافَه بالعجزِ والجهل، وتبرُّؤه من كلِّ سؤالٍ لم يُحِطْ بسرِّ الحكمةِ الإلهيةِ فيه، فينادي بصدقِ المنيبِ المتهيبِ من جلالِ المقام: *(رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)* .

فيا عبدَ الله، هذا نبيٌّ كريمٌ من أولي العزمِ، خوطبَ بهذا الخطاب، فكيف بكَ أنتَ الذي لم تَحمِلْ ثِقلَ النبوَّة، ولم تبلُغْ معشارَ معشارِ صبرِه، وأنتَ المكبَّلُ بآصارِ الذنوبِ، الملطَّخُ بأدرانِ الشهوات، تضيقُ ذرعًا بحكمٍ لا تفقَهُ سرَّه، وتعترضُ على قضاءٍ لم تُحِطْ بهِ خبرًا! إنَّ من عرفَ قَدْرَهُ وقفَ عندَ حدِّه، ومن تأملَ في عظمةِ اللهِ وعلمِه وحكمتِه، خضعَ خضوعَ الموقنِ، وقال كما قال نبيُّ الله نوحٌ عليه السلام: *(إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ)* .
🌴🌲

BY أحسن القصص