Telegram Group & Telegram Channel
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
الجوع إلى البطولة..

أمسينا على صور سينمائية للأميرة سلمى بنت عبد الله (ملك الأردن)، وهي تشارك في عملية "إنزال جوي" قامت بها القوات الجوية الأردنية لإسقاط مستلزمات طبية في شمال غزة.. هكذا زعموا!

سأترك تفنيد الحقيقة من المزاعم للمراسلين والصحافيين، ذلك أني أريد الكلام عن أمر آخر..

في الأيام الماضية شُنَّت حملة شعواء على الملثم، محبوب الجماهير الإسلامية كلها، يزعم فيها أتباع الأنظمة أنه يقيم في فندق تركي أو قطري..

وبالمناسبة: لو تبين لي فعلا أنه يقيم في فندق فلست أرى في هذا أي بأس، فإن المحافظة على القادة وعلى الراية وعلى رموز المعركة هو من أولويات الحرب العظمى، فإن النكبة فيهم تكون نكبة عارمة، وتكون بمثابة قتل الشعوب وأفراد المقاومة.. بل الحقيقة أني أرى هذا نوعا من ذكاء المقاومة وإعدادها وحساباتها لكل الأحوال.

لكن السؤال هنا: لماذا يهاجمون هذا الملثم الذي تعلقت به قلوب الناس، مع أنه لم يذكر حكوماتهم بسوء؟!

والجواب: لأنه الذي يبث في هذه الجماهير حرارة البسالة، يشبع فيها الجوع إلى البطولة، يعطيها ما حُرِمَتْه من النصر على كثرة ما في بلادها من مظاهر الجيوش والعساكر والأسلحة!

رجل بلا نيشان يدفن في طلعته النياشين الخزفية المزيفة التي تغطي صدور الزعماء المهزومين!

على أني لن أتوقف هنا أيضا، أريد أن أدخل في موضوع آخر..

هل تذكرون قول الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم. أبى الله إلا أن يذل من عصاه؟

والمعنى: مهما مشى هؤلاء الكبراء في مواكب فارهة على خيول مطهمة مزينة، فإنهم في أنفسهم أذلاء صغار!

هؤلاء الذين يملؤون صدورهم بالنياشين، وتغني عليهم وسائل إعلامهم ليل نهار بأخبار بطولاتهم وحكمتهم وقوتهم وشجاعتهم.. يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم ضعفاء حقراء لا يساوون شيئا!

ولذلك تراهم صامتين ساكتين وهم يسمعون تصريحات الصهاينة والأمريكان يصفونهم بالدواب، وبأنهم يحمون مؤخراتهم، وبأنهم يحسنون الخدمة... إلخ!

ومثل هؤلاء إذا ظهر في الناس أمثال الملثم فإنهم يكون عليهم كالصاعقة الحارقة الكاوية.. فمهما ضبط الملثم لسانه فإن الناس تقارن وتعرف وتحكم.

لهذا يلجأ السفاحون، الفارغون من القوة، إلى اصطناع المشاهد السينمائية لأنفسهم، يشبعون بها جوعهم إلى البطولة..

سفاح أوغندا عيدي أمين، أنتج فيلما لنفسه، مثَّل فيه دور البطل الذي يحارب التماسيح في أدغال إفريقيا.. وبعد هذا الفيلم اكتسحته القوات التنزانية، وهرب منها بحياته، ولجأ إلى السعودية حتى مات!

السادات كتب مذكراته بنفسه، ونشرها وهو رئيس للجمهورية، فجعل نفسه قطب الرحى في ثورة يوليو.. ومن فرط شهوته كان كمن نسي أنه هو الذي كتب "يا ولدي هذا عمك جمال"، حيث كان جمال عبد الناصر هو قطب الرحى! وكان بذلك أول رئيس -فيما أعلم- يصدر مذكراته لنفسه وهو في الحكم.

ولدينا عبد الفتاح السيسي، السفاح القزم، أشرف بنفسه على مسلسل يحكي قصته وهو في الحكم، فراجع نصه واختار ممثليه وشاهده مشهدا مشهدا قبل خروجه.. فعل هذا بنفسه وهو في الحكم!.. فعلها وهو الذي تآكلت منه مصر أرضا ومياها وغازا، وصار أول حاكم في تاريخ مصر يُسرق منه النيل ولا يفعل شيئا!!

والقذافي.. سفاح ليبيا، ملك النياشين وأسطورة العشق للمشاهد السينمائية الغرائبية، وهو الذي لم ينتصر مرة في معركة واحدة!

والملك عبد الله، ملك الأردن، ظهر بنفسه في فيلم أمريكي.. لا أتذكر اسمه الآن.. ثم ها هو يسمح بمقطع سينمائي لابنته!!

نعم، هذا هو الجوع إلى البطولة.. محاولة إشباع تلك الرغبة الدفينة، محاولة الخروج من ذلك الذل العميق القابع في أغوار القلوب.. فإن لم تكن حقا، كانت تمثيلا!!

وقديما ضرب العرب مثلا لهؤلاء برجل اسمه أبو حية النمري، كان يزعم لنفسه البطولة، فلما سمع حركة في بيته امتشق سيفه وألقى خطبة عصماء يهدد بها اللص المقتحم.. فلما تبين أنه فأرٌ تنهد قائلا: الحمد لله الذي أسخطك فأرا، وكفاني حربا!

ومرَّ المتنبي برجلين يفتخران بأنهما قتلا فأرا، فأنشد فيهما هذه الأبيات اللاذعة، يقول:

لقد أصبح الجرذ المستغير .. أسير المنايا صريع العطب
رماه الكناني والعامري .. وتلّاه للوجه فعل العرب
كلا الرجلين اتّلا قتله .. فأيكما غلّ حرّ السلب؟
وأيكما كان من خلفه .. فإني أرى عضّة في الذنب



group-telegram.com/melhamy/8672
Create:
Last Update:

الجوع إلى البطولة..

أمسينا على صور سينمائية للأميرة سلمى بنت عبد الله (ملك الأردن)، وهي تشارك في عملية "إنزال جوي" قامت بها القوات الجوية الأردنية لإسقاط مستلزمات طبية في شمال غزة.. هكذا زعموا!

سأترك تفنيد الحقيقة من المزاعم للمراسلين والصحافيين، ذلك أني أريد الكلام عن أمر آخر..

في الأيام الماضية شُنَّت حملة شعواء على الملثم، محبوب الجماهير الإسلامية كلها، يزعم فيها أتباع الأنظمة أنه يقيم في فندق تركي أو قطري..

وبالمناسبة: لو تبين لي فعلا أنه يقيم في فندق فلست أرى في هذا أي بأس، فإن المحافظة على القادة وعلى الراية وعلى رموز المعركة هو من أولويات الحرب العظمى، فإن النكبة فيهم تكون نكبة عارمة، وتكون بمثابة قتل الشعوب وأفراد المقاومة.. بل الحقيقة أني أرى هذا نوعا من ذكاء المقاومة وإعدادها وحساباتها لكل الأحوال.

لكن السؤال هنا: لماذا يهاجمون هذا الملثم الذي تعلقت به قلوب الناس، مع أنه لم يذكر حكوماتهم بسوء؟!

والجواب: لأنه الذي يبث في هذه الجماهير حرارة البسالة، يشبع فيها الجوع إلى البطولة، يعطيها ما حُرِمَتْه من النصر على كثرة ما في بلادها من مظاهر الجيوش والعساكر والأسلحة!

رجل بلا نيشان يدفن في طلعته النياشين الخزفية المزيفة التي تغطي صدور الزعماء المهزومين!

على أني لن أتوقف هنا أيضا، أريد أن أدخل في موضوع آخر..

هل تذكرون قول الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم. أبى الله إلا أن يذل من عصاه؟

والمعنى: مهما مشى هؤلاء الكبراء في مواكب فارهة على خيول مطهمة مزينة، فإنهم في أنفسهم أذلاء صغار!

هؤلاء الذين يملؤون صدورهم بالنياشين، وتغني عليهم وسائل إعلامهم ليل نهار بأخبار بطولاتهم وحكمتهم وقوتهم وشجاعتهم.. يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم ضعفاء حقراء لا يساوون شيئا!

ولذلك تراهم صامتين ساكتين وهم يسمعون تصريحات الصهاينة والأمريكان يصفونهم بالدواب، وبأنهم يحمون مؤخراتهم، وبأنهم يحسنون الخدمة... إلخ!

ومثل هؤلاء إذا ظهر في الناس أمثال الملثم فإنهم يكون عليهم كالصاعقة الحارقة الكاوية.. فمهما ضبط الملثم لسانه فإن الناس تقارن وتعرف وتحكم.

لهذا يلجأ السفاحون، الفارغون من القوة، إلى اصطناع المشاهد السينمائية لأنفسهم، يشبعون بها جوعهم إلى البطولة..

سفاح أوغندا عيدي أمين، أنتج فيلما لنفسه، مثَّل فيه دور البطل الذي يحارب التماسيح في أدغال إفريقيا.. وبعد هذا الفيلم اكتسحته القوات التنزانية، وهرب منها بحياته، ولجأ إلى السعودية حتى مات!

السادات كتب مذكراته بنفسه، ونشرها وهو رئيس للجمهورية، فجعل نفسه قطب الرحى في ثورة يوليو.. ومن فرط شهوته كان كمن نسي أنه هو الذي كتب "يا ولدي هذا عمك جمال"، حيث كان جمال عبد الناصر هو قطب الرحى! وكان بذلك أول رئيس -فيما أعلم- يصدر مذكراته لنفسه وهو في الحكم.

ولدينا عبد الفتاح السيسي، السفاح القزم، أشرف بنفسه على مسلسل يحكي قصته وهو في الحكم، فراجع نصه واختار ممثليه وشاهده مشهدا مشهدا قبل خروجه.. فعل هذا بنفسه وهو في الحكم!.. فعلها وهو الذي تآكلت منه مصر أرضا ومياها وغازا، وصار أول حاكم في تاريخ مصر يُسرق منه النيل ولا يفعل شيئا!!

والقذافي.. سفاح ليبيا، ملك النياشين وأسطورة العشق للمشاهد السينمائية الغرائبية، وهو الذي لم ينتصر مرة في معركة واحدة!

والملك عبد الله، ملك الأردن، ظهر بنفسه في فيلم أمريكي.. لا أتذكر اسمه الآن.. ثم ها هو يسمح بمقطع سينمائي لابنته!!

نعم، هذا هو الجوع إلى البطولة.. محاولة إشباع تلك الرغبة الدفينة، محاولة الخروج من ذلك الذل العميق القابع في أغوار القلوب.. فإن لم تكن حقا، كانت تمثيلا!!

وقديما ضرب العرب مثلا لهؤلاء برجل اسمه أبو حية النمري، كان يزعم لنفسه البطولة، فلما سمع حركة في بيته امتشق سيفه وألقى خطبة عصماء يهدد بها اللص المقتحم.. فلما تبين أنه فأرٌ تنهد قائلا: الحمد لله الذي أسخطك فأرا، وكفاني حربا!

ومرَّ المتنبي برجلين يفتخران بأنهما قتلا فأرا، فأنشد فيهما هذه الأبيات اللاذعة، يقول:

لقد أصبح الجرذ المستغير .. أسير المنايا صريع العطب
رماه الكناني والعامري .. وتلّاه للوجه فعل العرب
كلا الرجلين اتّلا قتله .. فأيكما غلّ حرّ السلب؟
وأيكما كان من خلفه .. فإني أرى عضّة في الذنب

BY قناة: محمد إلهامي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/melhamy/8672

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

DFR Lab sent the image through Microsoft Azure's Face Verification program and found that it was "highly unlikely" that the person in the second photo was the same as the first woman. The fact-checker Logically AI also found the claim to be false. The woman, Olena Kurilo, was also captured in a video after the airstrike and shown to have the injuries. Perpetrators of such fraud use various marketing techniques to attract subscribers on their social media channels. Elsewhere, version 8.6 of Telegram integrates the in-app camera option into the gallery, while a new navigation bar gives quick access to photos, files, location sharing, and more. Emerson Brooking, a disinformation expert at the Atlantic Council's Digital Forensic Research Lab, said: "Back in the Wild West period of content moderation, like 2014 or 2015, maybe they could have gotten away with it, but it stands in marked contrast with how other companies run themselves today." Ukrainian forces have since put up a strong resistance to the Russian troops amid the war that has left hundreds of Ukrainian civilians, including children, dead, according to the United Nations. Ukrainian and international officials have accused Russia of targeting civilian populations with shelling and bombardments.
from in


Telegram قناة: محمد إلهامي
FROM American