Telegram Group & Telegram Channel
بقلم: د. إدريس اوهنا
"العلمانية" في الوطن العربي تساوي عند كثيرين من العلمانيين: "اللادينية"، وتعني: كراهية "الإسلام" ورفضه، خصوصا في جانبه التشريعي ‼️
لقد ألف القوم عبادة الأهواء والشهوات، والتزلف على أبواب الطواغيت، ومسح أحذيتهم، والتسبيح بحمدهم ومدحهم مقابل أن يغدقوا عليهم بما يشبع نزوعاتهم البهيمية وأشواقهم الحيوانية: سكر وعري وعهر وفسق وفجور... بلا قيد من دين أو قانون أو خلق أو ضمير.
لا يؤمنون بقاعدة: "أنت حر ما لم تضر"، ولا بحكمة: "الحرية المطلقة مفسدة مطلقة"، ولا بأصل: "حقوق الله"، ولا بقول الفاروق عمر: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله"، ولا بعقيدة الحساب والجزاء... كل همهم ومنتهى طلبهم إشباع شهواتهم وعبادة أهوائهم بدون قيد أو شرط‼️
"الصهاينة" ينطلقون من ثوراتهم المحرفة، والمسيحيون يقدسون أناجيلهم المزيفة، والعلمانيون (المسلمون!!) يريدونها ممسوحة من الدين، معارضة له وموالية لخصومه وأعدائه‼️
إن ثوراتهم التآمرية الكيدية الخسيسة في عمقها ثورات مضادة للإسلام، رافضة لأحكامه، مرتمية في أحضان مناوئيه، باسم الحريات، وهم من يقفون في وجه حرية الشعوب العربية في الاعتزاز بهويتها، والعودة إلى ذاتها، واختيار سبيل للعيش خاص بها، لا تقليد فيه للغرب ولا للشرق.
إن هؤلاء - في تقديري- أشد خطرا على الإسلام والمسلمين من خصومه غير المسلمين.. ويجب التعامل معهم بكثير من الحيطة والحذر والحزم، وأن لا يسمح لهم بالعبث بهوية وعقيدة الغالبية الساحقة من شعوب العالم العربي والإسلامي.
ولكي ينجح الغيورون على الأوطان والإسلام في ذلك، لا بد من أن يكونوا على درجة عالية من الفهم السليم لدينهم، ووعي عميق بتعاليمه ومبادئه وقيمه ومقاصده، وتنزيل صحيح لذلك في واقع الحياة المعاصرة؛ لأن الفساد في التصور، أوالخلل في التنزيل والتطبيق، من شأنه أن يعصف بمشاريع التغيير والعمران الحضاري البديل، ويفقدها مصداقيتها وجاذبيتها وأحقيتها بالتدبير والسياسة والتسيير.
وفي هذا السياق لابد من استحضار جملة أفقاه: فقه الأولويات، وفقه الموازنات، وفقه المناطات والمآلات، وفقه الاستراتيجيات والمستقبليات، وفقه الاختلاف، وفقه السنن، وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفقه النفوس والمجتمعات والعلاقات، وفقه المكر الحسن الناعم، وغيرها من الأفقاه الضرورية لبناء حضارة إسلامية جديدة ينعم بعدلها وخيرها وحقها وجمالها وسائر مكارمها القاصي والداني والقريب والبعيد.
فهل العاملون للدين والغيورون على الأوطان على قدر الواجب والمسؤولية في إقامة العدل والحق والخير والجمال وغيرها من المكارم التي جاء بها الإسلام لمصلحة الإنسان؟؟!!
أتمنى للتجارب القادمة أن لا تخالف موعدها مع التاريخ كما جرى لبعض سابقاتها؛ فإن الإنسانية جمعاء والعالم كله بحاجة ماسة اليوم إلى أنوار الإسلام وظلال القرآن، بزي مدني حضاري راق يألف ويؤلف، وتهوى إليه القلوب والعقول على حد سواء.



group-telegram.com/Almanarion/32356
Create:
Last Update:

بقلم: د. إدريس اوهنا
"العلمانية" في الوطن العربي تساوي عند كثيرين من العلمانيين: "اللادينية"، وتعني: كراهية "الإسلام" ورفضه، خصوصا في جانبه التشريعي ‼️
لقد ألف القوم عبادة الأهواء والشهوات، والتزلف على أبواب الطواغيت، ومسح أحذيتهم، والتسبيح بحمدهم ومدحهم مقابل أن يغدقوا عليهم بما يشبع نزوعاتهم البهيمية وأشواقهم الحيوانية: سكر وعري وعهر وفسق وفجور... بلا قيد من دين أو قانون أو خلق أو ضمير.
لا يؤمنون بقاعدة: "أنت حر ما لم تضر"، ولا بحكمة: "الحرية المطلقة مفسدة مطلقة"، ولا بأصل: "حقوق الله"، ولا بقول الفاروق عمر: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله"، ولا بعقيدة الحساب والجزاء... كل همهم ومنتهى طلبهم إشباع شهواتهم وعبادة أهوائهم بدون قيد أو شرط‼️
"الصهاينة" ينطلقون من ثوراتهم المحرفة، والمسيحيون يقدسون أناجيلهم المزيفة، والعلمانيون (المسلمون!!) يريدونها ممسوحة من الدين، معارضة له وموالية لخصومه وأعدائه‼️
إن ثوراتهم التآمرية الكيدية الخسيسة في عمقها ثورات مضادة للإسلام، رافضة لأحكامه، مرتمية في أحضان مناوئيه، باسم الحريات، وهم من يقفون في وجه حرية الشعوب العربية في الاعتزاز بهويتها، والعودة إلى ذاتها، واختيار سبيل للعيش خاص بها، لا تقليد فيه للغرب ولا للشرق.
إن هؤلاء - في تقديري- أشد خطرا على الإسلام والمسلمين من خصومه غير المسلمين.. ويجب التعامل معهم بكثير من الحيطة والحذر والحزم، وأن لا يسمح لهم بالعبث بهوية وعقيدة الغالبية الساحقة من شعوب العالم العربي والإسلامي.
ولكي ينجح الغيورون على الأوطان والإسلام في ذلك، لا بد من أن يكونوا على درجة عالية من الفهم السليم لدينهم، ووعي عميق بتعاليمه ومبادئه وقيمه ومقاصده، وتنزيل صحيح لذلك في واقع الحياة المعاصرة؛ لأن الفساد في التصور، أوالخلل في التنزيل والتطبيق، من شأنه أن يعصف بمشاريع التغيير والعمران الحضاري البديل، ويفقدها مصداقيتها وجاذبيتها وأحقيتها بالتدبير والسياسة والتسيير.
وفي هذا السياق لابد من استحضار جملة أفقاه: فقه الأولويات، وفقه الموازنات، وفقه المناطات والمآلات، وفقه الاستراتيجيات والمستقبليات، وفقه الاختلاف، وفقه السنن، وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفقه النفوس والمجتمعات والعلاقات، وفقه المكر الحسن الناعم، وغيرها من الأفقاه الضرورية لبناء حضارة إسلامية جديدة ينعم بعدلها وخيرها وحقها وجمالها وسائر مكارمها القاصي والداني والقريب والبعيد.
فهل العاملون للدين والغيورون على الأوطان على قدر الواجب والمسؤولية في إقامة العدل والحق والخير والجمال وغيرها من المكارم التي جاء بها الإسلام لمصلحة الإنسان؟؟!!
أتمنى للتجارب القادمة أن لا تخالف موعدها مع التاريخ كما جرى لبعض سابقاتها؛ فإن الإنسانية جمعاء والعالم كله بحاجة ماسة اليوم إلى أنوار الإسلام وظلال القرآن، بزي مدني حضاري راق يألف ويؤلف، وتهوى إليه القلوب والعقول على حد سواء.

BY المناريون


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/Almanarion/32356

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Pavel Durov, Telegram's CEO, is known as "the Russian Mark Zuckerberg," for co-founding VKontakte, which is Russian for "in touch," a Facebook imitator that became the country's most popular social networking site. Recently, Durav wrote on his Telegram channel that users' right to privacy, in light of the war in Ukraine, is "sacred, now more than ever." Individual messages can be fully encrypted. But the user has to turn on that function. It's not automatic, as it is on Signal and WhatsApp. After fleeing Russia, the brothers founded Telegram as a way to communicate outside the Kremlin's orbit. They now run it from Dubai, and Pavel Durov says it has more than 500 million monthly active users. Anastasia Vlasova/Getty Images
from it


Telegram المناريون
FROM American