group-telegram.com/abo_moaaz2/503
Last Update:
حديثُ البكور( ٨٣ )
عن جابر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ، ثمّ يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمُهم فتنةً، يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه، فيُدنِيه منه، ويقولُ: نِعمَ أنتَ ) رواه مسلم
المعنى: يُخبرُنا النّبي صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديثِ عن أمرٍ خطيرٍ جدًّا، وهو شدّةُ حرصِ الشّيطانِ على إفسادِ الحياةِ الزّوجيّةِ وإنهائها.
فهذا إبليسُ زعيمُ الشّياطين يجلسُ كلَّ صبيحةٍ على عرشِهِ فوقَ ماءِ البحرِ، ثم يرسلُ جنودَهُ لإغواءِ النّاسِ وإضلالِهم عن دينهم وتخريبِ معاشِهم، ثمّ في آخرِ اليومِ يستعرضُ نتائجَ سعي جنودِه ليكافئَهم، ويُدني منه أكثرَ جنودِهِ إفسادًا في الأرضِ، ويقرّبُهُ إليه علامةً على رضاه عنه، فلا يكونُ أحدٌ من شياطينِه يستحقُّ هذا التّقريبَ أكثرَ من الشيطانِ الذي أتى إلى زَوجَينِ كانا على وفاقٍ فزرعَ الخلافَ والشّقاقَ بينَهما حتّى افترقا.
والسّببُ في ذلك أنّ تخريبَ الحياةِ الزّوجيّةِ يجلبُ العديدَ من المفاسدِ، إذ ينتجُ عنه ضياعُ الأولادِ، والكراهيةُ التي تنشأُ بينَ أهلِ الزوجينِ، وقطيعةُ الرّحمِ لا سيما حين تكونُ هناك قرابةُ نسبٍ بين الزّوجين، وكذلك تعرّضُ كلٍّ من الزّوجينِ لفتنةِ الشّهوةِ التي لم يعد له شريكٌ يطفئُها معه، فربّما يوصلُه ذلك إلى الزّنا، وكذلك افتضاحُ عيوبِ كلٍّ طرفٍ منهما عن طريقِ تشهيرِ الطّرفِ الآخر.
طريقةٌ مقترحةٌ للتطبيق:
أخي وأختي: تطبيقُ هذا الحديثِ يكونُ بالعملِ على إبطالِ كيدِ هذا الشيطانِ اللعينِ، وسدِّ المنافذِ التي تؤمّنُ وصولَه إلى مبتغاهُ في بيوتنا، وذلك بكثرةِ التّعوّذِ بالله من الشيطانِ الرّجيم، وبالتّروّي عند الغضب والخلافِ، ومحاولةِ حلِّ الخلافاتِ بالحسنى، وبمسارعةِ الزّوجينِ إلى الاعتراف بالخطأِ إن حصلَ والاعتذارِ للطّرفِ الآخر، وبتحصينِ بيوتِنا بكثرةِ ذكرِ اللهِ وتقواه وقراءةِ القرآن، ونشر ثقافةِ التفاهمِ في البيوت.
اللهم احفظ بيوتنا من كيدِ شياطين الإنس والجن.
BY أبو معاذ الحمصي ( زيتون )
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/abo_moaaz2/503