فوائد في التاريخ

رأيت بعض القوميين الشعوبيين يحاولون نفي عروبة كثير من الشعوب السامية بحجة الروايات التي تفرق بين العرب وبعض هذه الشعوب

ولكن هذه الروايات في الواقع لا تنفي عروبة تلك الشعوب أصلا

فعلى سبيل المثال الأنباط يفرق التلمود البابلي بينهم وبين العرب حيث يقول العرب والأنباط

[ Talmud mas.Baba Batra 56a or 56b ]

إلا أننا نجد يوسيفوس يقول عن الأنباط أنهم أمةٌ عربيّةٌ
وفي موضعٍ آخر سماهم بالعرب الأنباط 
وذكر ملك الأنباط الحارث الثاني ووصفه بأنه ملك العرب
ووصف الحارث الثالث بـ الملك العربيّ
كما وصف الملك النبطيّ مالك بأنه ملك العرب

[ Josephus antiquities 1.12.4 ]
[ Josephus war 1.124 / 440 ]

هذا وقد ذكر بليني وسترابو الأنباط على أنهم عرب

[ Strabo 16.4.21 ]

ونجد أن الرومان تعاملوا بالأمر نفسه مع الساراسين والإيطوريين

ففي كتاب تاريخ الكتبة الملكي لمؤرخ روماني قال فيه أن الملك الروماني أستعان بفرسان إيطوريين وعرب وساراسين

[ SCRIPTORES HISTORIA AUGUSTA, DEIFIED AURELIANUS 11:5 ]

ولكننا نجد ديو قاسيوس قد سمى الإيطوريين بالعرب بكل صراحة

[ Cassius Dio 59:12:2 ]

• ونجد أيضا أن أميانوس قال عن الساراسين حيث تحدث عنهم بأنهم عرب ساكني الخيام الذين سميناهم في العصور اللاحقة بالساراسين

[ AMMIANUS MARCELLINUS 22:15:2 / 23:6:13 ]

وقد تحدث بوسيدونيوس عن الآراميين حيث وصفهم بأنهم سوريين يسمون أنفسهم آراميبن وفرق بينهم وبين العرب إلا أنه في شاهد آخر قال الآراميين المسمون بالسوريون عنده هم في الأساس قبائل عربية

[ Strabo 1.2.34 / 16.4.27 ]

ونجد أن شمال سوريا الذي كان عربيا دعي أهله الذين كان معظمهم من العرب بالسوريين وقد قالها سترابو ونص كلامه : العرب المسمون السوريين

[ Starbo 16.1.1 ]

٤ - وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للكنعانيين فكثير من الكتابات فرقت بينهم وبين قومهم العرب

رغم أن الصيدونيين الكنعانيين وصفوا بأنهم عرب

[ سترابون ترجمة حسان ميخائيل إسحق ج٢ ص ٣٤٦ ]

وقد وصف يامبليخوس قائد قبيلة حمص ( emesa ) الكنعانية بأنه عربي وكذا ابنه يامبليخوس الثاني قيل أنه أسترجع ملك آبائه العرب في حمص

وسميت حفيداته كجوليا دومنا وجوليا ميسا بالفينيقيات

[ Herodian 5.3.1 ]
[ Cassius Dio 50:13:7 ]
[ Diodorus of Sicily 33:4a ]
[ Arabs in Antiquity p409 ]
[ سعديا الفيومي - تفسير التكوين ١٠ ]

وكذلك نجد أن الرفائيون الكنعانيون قال جيروم عنهم أنهم عرب

[ Buch der hebraischen Untersuchungen über die Cenesis-Vorwart Kapitel 14:5 ]

ونجد أن يوسيفوس يفرق بين الأدوميين والعرب إلا أن أوريجانوس وأورانيوس ذكروا عروبة الأدوميين

[ The Arabs in Antiquity p487 - 492 ]

فخلاصة الأمر أن هذه الشعوب كانت عربية وذات نسب عربي إلا التفرقة بينها وبين العرب سببه في رأيي هو كون هذه الشعوب كونت كيانات متمايزة عن بعضها البعض وعن باقي العرب أيضا في فترات معينة مع تاريخها سواء كان ذلك لأسباب جغرافية كالكنعانيين
أو لأنهم أشتهروا باسم مغاير عن العرب مثل السوريين المسمون بالآراميين فكان من يتعرف عليهم يميز بينهم وبين العرب رغم كونهم عربا

وينطبق الأمر نفسه على مملكة تدمر التي عرفت بأنها مملكة ساراسينية اي عربية وهذا عائد لشهرة اسم القبيلة أو الجغرافيا الإقليمية على الشعب العربي القاطن في تلك المنطقة

ويمكن أن يعود ذلك لكون تلك الشعوب فضلت العزلة الإجتماعية عن العرب وباقي الشعوب المحيطة مثل الإيطوريين لفترة من الزمن فأصبح من يتعرف عليهم لا يراهم عربا لأن تعريف هؤلاء لأنفسهم أصبح لقبيلتهم لا عرقهم
وهذا يشبه تفرقة كثير من العرب بين هوازن وبني عامر بن صعصعة رغم كون بني عامر من هوازن إلا أن تمايزهم القبلي ككيان مستقل عن هوازن أدى لهذا التمييز بين بني عامر وهوازن


ومما يدعم رأيي هنا هم الكلدان فهم فرع من الآراميين حسب بحث ليبنسكي وقد تم التفريق بينهم وبين الآراميين كثيرا والتفريق بينهم وبين الآراميين ظهر أنه كان لأسباب ثقافية وإجتماعية لا عرقية

وهذا يفسر لنا أن كثير من التفرقة بين العرب وبعض الشعوب العربية في التواريخ القديمة أسبابه ثقافية وإجتماعية وجغرافية لا عرقية ضرورة

[ THE ARAMAEANS BY EDWARD LIPIŃSKI pp417 - 422 ]

وهذا يشبه اليوم حال العرب مثلا

فتجد في بلاد الشام يسمى الدمشقي بالشامي في حين يسمى الأردني أردني رغم كونه شامي وهذا عائد لإشتهار الأردني باسم مغاير عن الشامي رغم كونهما عرب من نسب واحد

وهو الأمر ذاته مع المغرب العربي فتجد سكان مملكة المغرب فقط يعرفون أنفسهم على أنهم مغاربة في حين باقي السكان يقولون جزائري وتونسي فقط لا غير لأجل غلبة إشتهارهم باسم الإقليم الذين عاشوا فيه وعدم إحتفاظهم بتسمية المغرب

فهذه تفرقات إجتماعية وثقافية لا أكثر ولا تعني أن القوم عرق منفصل عن العرب

#مصطلح_العرب

💯7

www.group-telegram.com/no/Altarikhied.com/433

1.75K viewsedited  Apr 27, 2024 at 10:30

رأيت بعض القوميين الشعوبيين يحاولون نفي عروبة كثير من الشعوب السامية بحجة الروايات التي تفرق بين العرب وبعض هذه الشعوب

ولكن هذه الروايات في الواقع لا تنفي عروبة تلك الشعوب أصلا

فعلى سبيل المثال الأنباط يفرق التلمود البابلي بينهم وبين العرب حيث يقول العرب والأنباط

[ Talmud mas.Baba Batra 56a or 56b ]

إلا أننا نجد يوسيفوس يقول عن الأنباط أنهم أمةٌ عربيّةٌ
وفي موضعٍ آخر سماهم بالعرب الأنباط 
وذكر ملك الأنباط الحارث الثاني ووصفه بأنه ملك العرب
ووصف الحارث الثالث بـ الملك العربيّ
كما وصف الملك النبطيّ مالك بأنه ملك العرب

[ Josephus antiquities 1.12.4 ]
[ Josephus war 1.124 / 440 ]

هذا وقد ذكر بليني وسترابو الأنباط على أنهم عرب

[ Strabo 16.4.21 ]

ونجد أن الرومان تعاملوا بالأمر نفسه مع الساراسين والإيطوريين

ففي كتاب تاريخ الكتبة الملكي لمؤرخ روماني قال فيه أن الملك الروماني أستعان بفرسان إيطوريين وعرب وساراسين

[ SCRIPTORES HISTORIA AUGUSTA, DEIFIED AURELIANUS 11:5 ]

ولكننا نجد ديو قاسيوس قد سمى الإيطوريين بالعرب بكل صراحة

[ Cassius Dio 59:12:2 ]

• ونجد أيضا أن أميانوس قال عن الساراسين حيث تحدث عنهم بأنهم عرب ساكني الخيام الذين سميناهم في العصور اللاحقة بالساراسين

[ AMMIANUS MARCELLINUS 22:15:2 / 23:6:13 ]

وقد تحدث بوسيدونيوس عن الآراميين حيث وصفهم بأنهم سوريين يسمون أنفسهم آراميبن وفرق بينهم وبين العرب إلا أنه في شاهد آخر قال الآراميين المسمون بالسوريون عنده هم في الأساس قبائل عربية

[ Strabo 1.2.34 / 16.4.27 ]

ونجد أن شمال سوريا الذي كان عربيا دعي أهله الذين كان معظمهم من العرب بالسوريين وقد قالها سترابو ونص كلامه : العرب المسمون السوريين

[ Starbo 16.1.1 ]

٤ - وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للكنعانيين فكثير من الكتابات فرقت بينهم وبين قومهم العرب

رغم أن الصيدونيين الكنعانيين وصفوا بأنهم عرب

[ سترابون ترجمة حسان ميخائيل إسحق ج٢ ص ٣٤٦ ]

وقد وصف يامبليخوس قائد قبيلة حمص ( emesa ) الكنعانية بأنه عربي وكذا ابنه يامبليخوس الثاني قيل أنه أسترجع ملك آبائه العرب في حمص

وسميت حفيداته كجوليا دومنا وجوليا ميسا بالفينيقيات

[ Herodian 5.3.1 ]
[ Cassius Dio 50:13:7 ]
[ Diodorus of Sicily 33:4a ]
[ Arabs in Antiquity p409 ]
[ سعديا الفيومي - تفسير التكوين ١٠ ]

وكذلك نجد أن الرفائيون الكنعانيون قال جيروم عنهم أنهم عرب

[ Buch der hebraischen Untersuchungen über die Cenesis-Vorwart Kapitel 14:5 ]

ونجد أن يوسيفوس يفرق بين الأدوميين والعرب إلا أن أوريجانوس وأورانيوس ذكروا عروبة الأدوميين

[ The Arabs in Antiquity p487 - 492 ]

فخلاصة الأمر أن هذه الشعوب كانت عربية وذات نسب عربي إلا التفرقة بينها وبين العرب سببه في رأيي هو كون هذه الشعوب كونت كيانات متمايزة عن بعضها البعض وعن باقي العرب أيضا في فترات معينة مع تاريخها سواء كان ذلك لأسباب جغرافية كالكنعانيين
أو لأنهم أشتهروا باسم مغاير عن العرب مثل السوريين المسمون بالآراميين فكان من يتعرف عليهم يميز بينهم وبين العرب رغم كونهم عربا

وينطبق الأمر نفسه على مملكة تدمر التي عرفت بأنها مملكة ساراسينية اي عربية وهذا عائد لشهرة اسم القبيلة أو الجغرافيا الإقليمية على الشعب العربي القاطن في تلك المنطقة

ويمكن أن يعود ذلك لكون تلك الشعوب فضلت العزلة الإجتماعية عن العرب وباقي الشعوب المحيطة مثل الإيطوريين لفترة من الزمن فأصبح من يتعرف عليهم لا يراهم عربا لأن تعريف هؤلاء لأنفسهم أصبح لقبيلتهم لا عرقهم
وهذا يشبه تفرقة كثير من العرب بين هوازن وبني عامر بن صعصعة رغم كون بني عامر من هوازن إلا أن تمايزهم القبلي ككيان مستقل عن هوازن أدى لهذا التمييز بين بني عامر وهوازن


ومما يدعم رأيي هنا هم الكلدان فهم فرع من الآراميين حسب بحث ليبنسكي وقد تم التفريق بينهم وبين الآراميين كثيرا والتفريق بينهم وبين الآراميين ظهر أنه كان لأسباب ثقافية وإجتماعية لا عرقية

وهذا يفسر لنا أن كثير من التفرقة بين العرب وبعض الشعوب العربية في التواريخ القديمة أسبابه ثقافية وإجتماعية وجغرافية لا عرقية ضرورة

[ THE ARAMAEANS BY EDWARD LIPIŃSKI pp417 - 422 ]

وهذا يشبه اليوم حال العرب مثلا

فتجد في بلاد الشام يسمى الدمشقي بالشامي في حين يسمى الأردني أردني رغم كونه شامي وهذا عائد لإشتهار الأردني باسم مغاير عن الشامي رغم كونهما عرب من نسب واحد

وهو الأمر ذاته مع المغرب العربي فتجد سكان مملكة المغرب فقط يعرفون أنفسهم على أنهم مغاربة في حين باقي السكان يقولون جزائري وتونسي فقط لا غير لأجل غلبة إشتهارهم باسم الإقليم الذين عاشوا فيه وعدم إحتفاظهم بتسمية المغرب

فهذه تفرقات إجتماعية وثقافية لا أكثر ولا تعني أن القوم عرق منفصل عن العرب

#مصطلح_العرب

BY فوائد في التاريخ