Telegram Group & Telegram Channel
كتب الدكتور عبد الله البكري حفظه الله:
👇🏻

احذروا التفقه في الدين !!
———-
لم يزل الفقه محمودًا عند العلماء،
ولم يزل الفقهاء سادة الناس، بهم تتبين معالم الشريعة، وإليهم يفزع الناس مستفتين ومستبصرين !

ولم يكن التفقه محل ريبة عند المنتسبين للعلم قبل هذا العصر ،
بل كان محل الغبطة، وكان أهله محل الثناء والتوقير !

فما الذي جدّ حتى يُحذّر من الفقه، ويُتوجّس من الاهتمام به، والعودة به إلى أصوله، والنهل من منابعه، والثقة بفحوله وكتبه الأصيلة ومذاهبه العتيقة ؟ !

ربما كان الذي جد أن جماعات ودعوات طرأت في الأمة في أزمنتها المتأخرة، لها مدوناتها ومفاهيمها ورموزها ومجدديها وشيوخ إسلامها!

فكانت الخشية أن يعود الناس إلى الفقه فيتكشف للمتفقه من الحقائق ما لاتريد الجماعات كشفه، ليبقى كبير الجماعة أو مؤسسها مرجعًا وحيدًا تُستقى منه مهمات الدين ويكون هو الواسطة بين أتباعه وبين نصوص الوحي، فالفهم ما فهمه، والحق ما قرره، والدين ما بيّنه !

وبعد ذلك لا بأس أن يطالع الأتباع كتب الفقه بحذر و توجس، وما اختُلف فيه فحكمه إلى مدونات مؤسس الجماعة، فهو الذي نقّى الشريعة وصفّى الدين وما عدا علومه فهذر وخطر !

فالفقه إلى هذا الحد مقبول؛
يُطالع التابع كتب الفقهاء، وما خالف مدونات الجماعة فلا قيمة له ولا اعتبار !

وبهذا يبقى الأتباع في رباط وثيق بالجماعة أو الدعوة أو الحزب …
أما أن يتعمق التابع في الفقه، ويتقن أصوله ويحقق مسائله، وينظر في الخلاف والوفاق في قضاياه، ويحرر النزاع، فذاك الخطر الداهم على تماسك بنيان (الجماعة) ،
وهنا تعلو نبرة التحذير من التفقه، وتُقرع أجراس الإنذار بالخطر، ويتخلى الوقور عن وقاره، ويخرج المتزن عن اتزانه محذرًا من الفقه العتيق الذي تتابع عليه أئمة الإسلام لأكثر من ألف عام، مبينًا خطره على العقيدة، وأن وراء الدعوة إلى التفقه مؤامرة كونية كتلك التي كان يتحدث عنها نظام الأسد قبيل سقوطه !

إن أمثل حالات أتباع (الجماعات) ألا يكون للواحد منهم مذهب فقهي، فرؤساء الجماعة كفيلون باختيار الأقوال له، وإن لم يكونوا فحولًا كفقهاء المذاهب إلا أنهم قد (كُشف) لهم من حقائق الدين ما فات السابقين مهما علت أقدارهم وتتابعت القرون على قبول كتبهم وإجلالهم !

هذه هي الحالة المثلى لأتباع الجماعات، ليبقى التابع تابعًا سامعًا مطيعًا، مشدودًا بحبل متين إلى كبراء الجماعة، فهم الأئمة حقًا ، ومن عداهم فضلال مبتدعة، أو مشركون كفرة، عياذًا بالله،
وبالمبالغة في التنفير عن الفقه، والتوقير لشيوخ الجماعة ينفرد شيوخ الطائفة بالأتباع الأغرار في الزوايا المظلمة بعيدًا عن الفقه والفقهاء، وأصولهم وقواعدهم، محذرين ذلك التابع الغر من الإمام فلان ومنفرين له عن الإمام فلان، ومحصنين لعقله من مطالعة معتمدات المذاهب وما استقرت عليه جهود الفقهاء المتراكمة من الاختيارات !

ومعلوم أن الفقه يفتح آفاق المتفقه، ويُطلعه على كيفية بناء الأحكام، ويعرف مواضع الخلاف والوفاق،

وبالتفقه ينشرح صدر المتفقه، فيزن المسائل بموازين دقيقة، ويتسع صدره للخلاف السائغ،
ثم يعاير أحوال وأقوال شيوخ جماعته بمعايير العلم الدقيقة؛ فيقبل أمورًا ويردّ أمورًا، وهذا ما لا تقبله الجماعات وتحارب دونه بلا هوادة،
فمدونات مؤسسي الجماعة مقدسة، واختياراتهم هي الحق الذي لا يقبل نقاشًا ولا اعتراضًا، فمن ناقش أو اعترض فالويل كل الويل له؛ فسيوف التضليل والتبديع مشرعة في وجهه وسهام التحذير والتنفير مسدّدة إلى مقاتِله !
فاللهم سلّم سلّم

ونختم بما قاله منصور الفقيه رحمه الله تعالى :

عاب التّفقُّه قومٌ لا عقولَ لهم
وما عليه إِذا عابوه من ضررِ **

ما ضَرَّ شمسَ الضُّحى وَالشمسُ طالِعَةٌ**
أَن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصرِ

اللهم فقّهنا بالدين،
وبصرنا بعيوب أنفسنا،
واجمع شتاتنا على الهدى 🤲🏻



group-telegram.com/alqamra/3070
Create:
Last Update:

كتب الدكتور عبد الله البكري حفظه الله:
👇🏻

احذروا التفقه في الدين !!
———-
لم يزل الفقه محمودًا عند العلماء،
ولم يزل الفقهاء سادة الناس، بهم تتبين معالم الشريعة، وإليهم يفزع الناس مستفتين ومستبصرين !

ولم يكن التفقه محل ريبة عند المنتسبين للعلم قبل هذا العصر ،
بل كان محل الغبطة، وكان أهله محل الثناء والتوقير !

فما الذي جدّ حتى يُحذّر من الفقه، ويُتوجّس من الاهتمام به، والعودة به إلى أصوله، والنهل من منابعه، والثقة بفحوله وكتبه الأصيلة ومذاهبه العتيقة ؟ !

ربما كان الذي جد أن جماعات ودعوات طرأت في الأمة في أزمنتها المتأخرة، لها مدوناتها ومفاهيمها ورموزها ومجدديها وشيوخ إسلامها!

فكانت الخشية أن يعود الناس إلى الفقه فيتكشف للمتفقه من الحقائق ما لاتريد الجماعات كشفه، ليبقى كبير الجماعة أو مؤسسها مرجعًا وحيدًا تُستقى منه مهمات الدين ويكون هو الواسطة بين أتباعه وبين نصوص الوحي، فالفهم ما فهمه، والحق ما قرره، والدين ما بيّنه !

وبعد ذلك لا بأس أن يطالع الأتباع كتب الفقه بحذر و توجس، وما اختُلف فيه فحكمه إلى مدونات مؤسس الجماعة، فهو الذي نقّى الشريعة وصفّى الدين وما عدا علومه فهذر وخطر !

فالفقه إلى هذا الحد مقبول؛
يُطالع التابع كتب الفقهاء، وما خالف مدونات الجماعة فلا قيمة له ولا اعتبار !

وبهذا يبقى الأتباع في رباط وثيق بالجماعة أو الدعوة أو الحزب …
أما أن يتعمق التابع في الفقه، ويتقن أصوله ويحقق مسائله، وينظر في الخلاف والوفاق في قضاياه، ويحرر النزاع، فذاك الخطر الداهم على تماسك بنيان (الجماعة) ،
وهنا تعلو نبرة التحذير من التفقه، وتُقرع أجراس الإنذار بالخطر، ويتخلى الوقور عن وقاره، ويخرج المتزن عن اتزانه محذرًا من الفقه العتيق الذي تتابع عليه أئمة الإسلام لأكثر من ألف عام، مبينًا خطره على العقيدة، وأن وراء الدعوة إلى التفقه مؤامرة كونية كتلك التي كان يتحدث عنها نظام الأسد قبيل سقوطه !

إن أمثل حالات أتباع (الجماعات) ألا يكون للواحد منهم مذهب فقهي، فرؤساء الجماعة كفيلون باختيار الأقوال له، وإن لم يكونوا فحولًا كفقهاء المذاهب إلا أنهم قد (كُشف) لهم من حقائق الدين ما فات السابقين مهما علت أقدارهم وتتابعت القرون على قبول كتبهم وإجلالهم !

هذه هي الحالة المثلى لأتباع الجماعات، ليبقى التابع تابعًا سامعًا مطيعًا، مشدودًا بحبل متين إلى كبراء الجماعة، فهم الأئمة حقًا ، ومن عداهم فضلال مبتدعة، أو مشركون كفرة، عياذًا بالله،
وبالمبالغة في التنفير عن الفقه، والتوقير لشيوخ الجماعة ينفرد شيوخ الطائفة بالأتباع الأغرار في الزوايا المظلمة بعيدًا عن الفقه والفقهاء، وأصولهم وقواعدهم، محذرين ذلك التابع الغر من الإمام فلان ومنفرين له عن الإمام فلان، ومحصنين لعقله من مطالعة معتمدات المذاهب وما استقرت عليه جهود الفقهاء المتراكمة من الاختيارات !

ومعلوم أن الفقه يفتح آفاق المتفقه، ويُطلعه على كيفية بناء الأحكام، ويعرف مواضع الخلاف والوفاق،

وبالتفقه ينشرح صدر المتفقه، فيزن المسائل بموازين دقيقة، ويتسع صدره للخلاف السائغ،
ثم يعاير أحوال وأقوال شيوخ جماعته بمعايير العلم الدقيقة؛ فيقبل أمورًا ويردّ أمورًا، وهذا ما لا تقبله الجماعات وتحارب دونه بلا هوادة،
فمدونات مؤسسي الجماعة مقدسة، واختياراتهم هي الحق الذي لا يقبل نقاشًا ولا اعتراضًا، فمن ناقش أو اعترض فالويل كل الويل له؛ فسيوف التضليل والتبديع مشرعة في وجهه وسهام التحذير والتنفير مسدّدة إلى مقاتِله !
فاللهم سلّم سلّم

ونختم بما قاله منصور الفقيه رحمه الله تعالى :

عاب التّفقُّه قومٌ لا عقولَ لهم
وما عليه إِذا عابوه من ضررِ **

ما ضَرَّ شمسَ الضُّحى وَالشمسُ طالِعَةٌ**
أَن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصرِ

اللهم فقّهنا بالدين،
وبصرنا بعيوب أنفسنا،
واجمع شتاتنا على الهدى 🤲🏻

BY قناة حمد بن صالح المري (فوائد علمية)


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/alqamra/3070

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The S&P 500 fell 1.3% to 4,204.36, and the Dow Jones Industrial Average was down 0.7% to 32,943.33. The Dow posted a fifth straight weekly loss — its longest losing streak since 2019. The Nasdaq Composite tumbled 2.2% to 12,843.81. Though all three indexes opened in the green, stocks took a turn after a new report showed U.S. consumer sentiment deteriorated more than expected in early March as consumers' inflation expectations soared to the highest since 1981. But Kliuchnikov, the Ukranian now in France, said he will use Signal or WhatsApp for sensitive conversations, but questions around privacy on Telegram do not give him pause when it comes to sharing information about the war. Anastasia Vlasova/Getty Images One thing that Telegram now offers to all users is the ability to “disappear” messages or set remote deletion deadlines. That enables users to have much more control over how long people can access what you’re sending them. Given that Russian law enforcement officials are reportedly (via Insider) stopping people in the street and demanding to read their text messages, this could be vital to protect individuals from reprisals. The Securities and Exchange Board of India (Sebi) had carried out a similar exercise in 2017 in a matter related to circulation of messages through WhatsApp.
from no


Telegram قناة حمد بن صالح المري (فوائد علمية)
FROM American