Telegram Group & Telegram Channel
بابٌ في الحِمية الإلكترونية:

اقترح بعض الأحباب الكرام أن أنشئ حسابًا في الفيس بوك وآخر في تويتر فرفضتُ، وقد عرض بعضهم أن يديرها فرفضتُ أيضًا -مع شكري للطفهم-.
وهذه فرصة لأقول قناعاتي التي لا ألزم بها أحدًا في وسائل التواصل، وليست أفضل من غيرها، وهي آراء يعتريها الغلط والصواب:
- تعلمتُ في فترة العزلة أن الحِمية الإلكترونية تعيد جزءًا من عقلك؛ وكأنّ هذا الصخب يجعلك صبيًا متلطخًا بالسفه الجزئي مهما بلغ عمرك.
- الشأن في هذه الوسائل ضياع التركيز لا مجرد فوات الأوقات، وإذا عدّدت حساباتك في كل تطبيق تشعّب قلبك في أودية لا ترجع منها بشيء.
- إدمان وسائل التواصل يخلق منك كائنًا انفعاليًا متأثرًا، مشاعرك في وعاء مثقوب بلطف؛ تتسرب دون علمك، تشعر آخر اليوم بأنك مرهق من اللاشيء.
- تأكدت من ضعف الإنسان حين انقطعت، والمرء مهما كبر عمره يحتاج إلى صيانة نفسه من مزالق النظر والكلام وشهوات الشباب الأول مع ما يعتريه من شهوة الإعجاب بالرأي والاستطالة على الخلق.
- الفاعلية في وسائل التواصل المتعددة تجعل القلب متتبعًا لرضا البشر دون أن يشعر، يحزن لعدم الإعجاب، وينتشي لخلافه، فأين جمعية القلب على الله ومحابّه؟ وهذا الشعث يحصل حتى لو كان غيري يدير الحساب فسأظل أتتبع.
- العلم بالله وأحكامه عزيز لا يغالب؛ وسائل التواصل تصنع منك مقدمًا للمحتوى الشرعي لا طالب علم مدقق، وبينهما فرق كبير.
- لاحظت أن وسائل التواصل ترسخ حالة الزبَد الوهمي؛ والحقّ أن أصدقاءك وطلابك هم الذين تعرفهم على أرض الواقع -عدا قلّة القلة- فلا تغترّ.
- بعض المقامات العلمية تحتاج تتابعَ الأوقات وتواليها في التحصيل، لا مجرد وجود الأوقات؛ ووسائل التواصل المتعددة قد توفر الأوقات لكن دون تتابُع.
- الحمية الإلكترونية وتخفيف الوسائل يعصمك من داء المبالغات، وفي العزلة تعلمتُ أن ما يكفيه "جميل" لا تضف له "جدًا".
والمبالغات قد تكون في أوهام تقدير علمك، وحجم تأثيرك؛ وهي تأتي بسبب الانغماس في تتبع ردود الأفعال، والاغترار بثنائهم.
- وجدتُ في الحِمية الإلكترونية أمانًا من صراع العروش الافتراضية؛ فكثير ممن يتصدر يصير عبدًا لمكانته، تلميذًا لتلامذته، عدوًا لمن يشاركه صنعته خشيةً على حصته من التأثير والجاه.
- وسائل التواصل تريد منك أن تحتفل أكثر مما تنجز.
- التخمة الافتراضية تعزز في القلب شعور الضحية الدائم، كل الناس يحيكون المؤامرات ضدك كما تتوهم، وتبدأ في سرد عبارات الوجع وفقد الثقة والطعن في الظهر؛ وكأنّ الناس قد تركوا هموم معايشهم وآخرتهم ليخططوا بإضرارك يا محور الكون.

أمَا والله لو قدرنا الله حق قدره لتهذبت نفوسنا، وندمنا على سابق غفلتنا وغلطنا وتقصيرنا، والموفق يبادر طيّ صحيفته، ويسابق أجله بما يسره في آخرته.



group-telegram.com/badrth313/554
Create:
Last Update:

بابٌ في الحِمية الإلكترونية:

اقترح بعض الأحباب الكرام أن أنشئ حسابًا في الفيس بوك وآخر في تويتر فرفضتُ، وقد عرض بعضهم أن يديرها فرفضتُ أيضًا -مع شكري للطفهم-.
وهذه فرصة لأقول قناعاتي التي لا ألزم بها أحدًا في وسائل التواصل، وليست أفضل من غيرها، وهي آراء يعتريها الغلط والصواب:
- تعلمتُ في فترة العزلة أن الحِمية الإلكترونية تعيد جزءًا من عقلك؛ وكأنّ هذا الصخب يجعلك صبيًا متلطخًا بالسفه الجزئي مهما بلغ عمرك.
- الشأن في هذه الوسائل ضياع التركيز لا مجرد فوات الأوقات، وإذا عدّدت حساباتك في كل تطبيق تشعّب قلبك في أودية لا ترجع منها بشيء.
- إدمان وسائل التواصل يخلق منك كائنًا انفعاليًا متأثرًا، مشاعرك في وعاء مثقوب بلطف؛ تتسرب دون علمك، تشعر آخر اليوم بأنك مرهق من اللاشيء.
- تأكدت من ضعف الإنسان حين انقطعت، والمرء مهما كبر عمره يحتاج إلى صيانة نفسه من مزالق النظر والكلام وشهوات الشباب الأول مع ما يعتريه من شهوة الإعجاب بالرأي والاستطالة على الخلق.
- الفاعلية في وسائل التواصل المتعددة تجعل القلب متتبعًا لرضا البشر دون أن يشعر، يحزن لعدم الإعجاب، وينتشي لخلافه، فأين جمعية القلب على الله ومحابّه؟ وهذا الشعث يحصل حتى لو كان غيري يدير الحساب فسأظل أتتبع.
- العلم بالله وأحكامه عزيز لا يغالب؛ وسائل التواصل تصنع منك مقدمًا للمحتوى الشرعي لا طالب علم مدقق، وبينهما فرق كبير.
- لاحظت أن وسائل التواصل ترسخ حالة الزبَد الوهمي؛ والحقّ أن أصدقاءك وطلابك هم الذين تعرفهم على أرض الواقع -عدا قلّة القلة- فلا تغترّ.
- بعض المقامات العلمية تحتاج تتابعَ الأوقات وتواليها في التحصيل، لا مجرد وجود الأوقات؛ ووسائل التواصل المتعددة قد توفر الأوقات لكن دون تتابُع.
- الحمية الإلكترونية وتخفيف الوسائل يعصمك من داء المبالغات، وفي العزلة تعلمتُ أن ما يكفيه "جميل" لا تضف له "جدًا".
والمبالغات قد تكون في أوهام تقدير علمك، وحجم تأثيرك؛ وهي تأتي بسبب الانغماس في تتبع ردود الأفعال، والاغترار بثنائهم.
- وجدتُ في الحِمية الإلكترونية أمانًا من صراع العروش الافتراضية؛ فكثير ممن يتصدر يصير عبدًا لمكانته، تلميذًا لتلامذته، عدوًا لمن يشاركه صنعته خشيةً على حصته من التأثير والجاه.
- وسائل التواصل تريد منك أن تحتفل أكثر مما تنجز.
- التخمة الافتراضية تعزز في القلب شعور الضحية الدائم، كل الناس يحيكون المؤامرات ضدك كما تتوهم، وتبدأ في سرد عبارات الوجع وفقد الثقة والطعن في الظهر؛ وكأنّ الناس قد تركوا هموم معايشهم وآخرتهم ليخططوا بإضرارك يا محور الكون.

أمَا والله لو قدرنا الله حق قدره لتهذبت نفوسنا، وندمنا على سابق غفلتنا وغلطنا وتقصيرنا، والموفق يبادر طيّ صحيفته، ويسابق أجله بما يسره في آخرته.

BY قناة بدر آل مرعي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/badrth313/554

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

At this point, however, Durov had already been working on Telegram with his brother, and further planned a mobile-first social network with an explicit focus on anti-censorship. Later in April, he told TechCrunch that he had left Russia and had “no plans to go back,” saying that the nation was currently “incompatible with internet business at the moment.” He added later that he was looking for a country that matched his libertarian ideals to base his next startup. The account, "War on Fakes," was created on February 24, the same day Russian President Vladimir Putin announced a "special military operation" and troops began invading Ukraine. The page is rife with disinformation, according to The Atlantic Council's Digital Forensic Research Lab, which studies digital extremism and published a report examining the channel. Soloviev also promoted the channel in a post he shared on his own Telegram, which has 580,000 followers. The post recommended his viewers subscribe to "War on Fakes" in a time of fake news. In 2018, Russia banned Telegram although it reversed the prohibition two years later. "The result is on this photo: fiery 'greetings' to the invaders," the Security Service of Ukraine wrote alongside a photo showing several military vehicles among plumes of black smoke.
from no


Telegram قناة بدر آل مرعي
FROM American