group-telegram.com/qonour777/8477
Last Update:
من أسوأ الآفات الخُلقية التي يمكن أن يتلبّس بها المرء: آفة الحسد. فالحسد في تحليله النهائي إذا صدر من شخص يقول أنه مؤمن، فهو اتهام ضمني لله تعالى في عدله، وحكمته، وقسمته، وتدبير.
في الرؤية الإيمانية؛ فالله جل جلاله هو الذي يدبر شؤون خلقه، ويقسّم بينهم حظوظهم من كل شيء، بحسب الكثير من الاعتبارات، بعضها للإنسان دخل فيها، وبعضها ليس له دخل فيها.
هذا التقسيم الإلهي للحظوظ والأرزاق: في العلم، في الجمال، في المال، في الشهرة، في الزواج، في الصحة.... إلخ وثيق الصلة بمجموعة من الاعتبارات كما قلنا، ومن أبرزها: أن الدنيا دار تكليف وابتلاء.
ولهذا، فالحسد مُتصوّر من كل الناس في شتى المجالات: بين العلماء، بين المفكرين، بين الأغنياء، بين الأقوياء، بين الإخوة، بين الأخوات، بين الجيران، بين الأصدقاء، بسبب كثرة العلم أو اتساع الشهرة، أو تيسر الزواج، أو تحقق الوظيفة، أو..... إلخ
ولما كانت آفة الحسد تتعلق ضمنا برفض قسمة الله تعالى في خلقه، فإنها "تأكل" حسنات العبد كما تأكل النار الحطب، فلو عبد العبد ربه ألف سنة يقوم الليل ويصوم النهار لكنه لا يرضى بقدر الله وقسمته فإن عمله ذلك لا قيمة له، ولهذا قالت العلماء: "القدر نظام التوحيد".
على أن الرب سبحانه يعجّل للحسود عقوبة أليمة في الدنيا، تتمثل في ذلك اختناق النفس، وكآبة القلب، وضغط الضمير، وتكالب الهواجس، فلا يرتاح أبداً، لأنه يرى للآخر ما يعجز هو عن الحصول عليه، فلا هو يظفر بما يريد، ولا هو يرتاح نفسيا مما يعانيه. وهذا جزاء كل ظالم.
ولما كان الأمر كذلك، فالحسد يُتصوّر من كل شخص، وأيضا في كل مرحلة عمرية، فلابد إذن من الحرص على تنقية القلب من هذه الآفة البشعة، ومراقبة الضمير من تسلل إبليس ببذورها ليغرسها فيه، وكثرة الدعاء أن يرزق الله الرضا والتسليم وحسن الظن.
اللهم طهّر قلوبنا من الحسد، وارزقنا الرضا بقدرك، والرجاء في فضلك، ولا تحرمنا خير ما عندك لشر ما عندنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
BY ✨قناة أ. نورالدين قوطيط ✨
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/qonour777/8477