Telegram Group & Telegram Channel
إشراقة 💛
Photo
فلسفةُ الزواج في الإسلام 💍🩵

خلقنا اللهُ جلّ وعلا لعبادته، وبثَّ في الأرضِ آياتٍ كثيرة تدلُّ على وحدانيته وأنه أهلٌ للعبادة، سبحانه وبحمده.
فهذه الشّمسُ تشرقُ كلّ يومٍ بميقاتها ومن مكانِها لا يملكُ أحدُ أن يزيحَها عن مكانها قيدَ أنملة..
وهذا الذي كان بالأمسِ طيناً؛ تراهُ اليومَ يفكّرُ ويعقلُ ويشعرُ ويسعى في مناكبها..
وهذه السمّاء قد رفعَها المولى جلّ وعلا بدونِ عمد، وزيّنها بكواكبَ لا نملكُ أكثرَ من رصدها من بعيد وحسابَ المسافة بيننا وبينها بالسنوات الضوئية.

ولقد كانَ من جملةِ هذه الآيات العظيمة الدالّة على الله عزّ وجلّ: الزواج!

قالَ جلَّ مِن قائِل: ﴿ ومن آياتهِ أن خلقَ لكمْ منْ أنفسكِمْ أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلَ بينكم مودّةً ورحمةً إنَّ في ذلكَ لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون ﴾ [الروم: ٢١]

ولكن، كيف يكونُ الزّواجُ آية؟

• وهنا عودٌ على بدء.. خلقنا اللهُ عزّ وجلّ لعبادته، خلقنا لنظهرَ التّوحيد ونُعمرَ الأرض، ونستخلف فيها بالطاعةِ والأعمالِ الصّالحة.
من يقومُ بهذه العبادة بمفهمومها الشامل؟ الإنسان، إذ لا وجودَ لعبادةٍ من دون عابد!
إذاً لا يمكنُ للعبوديّة أن تتحقّق إلا بوجودِ هذا الإنسان، ومن ينجبُ هذا الإنسان؟ إنها الأمّ، وذلك عن طريق الزواج وتكوين منظومة الأسرة.
فالزواجُ في الإسلام ليسَ أمراً ثانوياً اختيارياً منفصِلاً عن عبودية الله عز وجل، بل هو أمرٌ في صميم تحقيق العبودية لأنه وحده الذي يضمنُ استمرارَ النّسل وبالتالي تحقيق الهدف من خلق الإنسان ﴿إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة﴾.

• اللهُ تعالى يريدُ لنا أن نتزوج وأن نعمر الأرض بالإنسان الصّالح المُصلح، ولقد قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم: : " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ ".
وقد وردَ في معنى "الولود" : التي تكثر ولادتها، وتكثير الأمة بكثرة التوالد هو أمرٌ مطلوبٌ لمدافعة الباطل بالنسلِ المُسلم.

• خلق اللهُ الجنسَين ميّالَين إلى بعضهما في أصل الجبلّة البشريّة، وجعلها مختلفين ناقصَين ليبحث كلُّ منهما عن كماله في الطرف الآخر فينتهي زمنُ الاضطراب ويسكن إلى صاحبه.
فالرجلُ ناقصٌ بدون امرأة، زاده اللهُ قوةً في الجسدِ والعقلِ والإدراك وأهّله لمواجهة العالم الخارجيّ والتعامل معه، ثمّ جعله محتاجاً إلى عاطفة المرأةِ وسكونِها.. وكذلكَ المرأةُ ناقصة! فيها الحياءُ والتستُّر والسكينةُ وشدّة الانفعال والاهتمام بالأولاد، لكنّها بحاجةٍ إلى رجل يحميها ويقوم على شؤونها.
وفي قول د. عبد الرحمن ذاكر الهاشمي تلخيصٌ لذلك إذ يخاطب الشباب قائلاً: "أنتَ تحتاجُ إنسانةً تكونُ سكناً لقوّام" إذاً ففيه القوامة وفيها السكن.

• جعل الله في الزواج أبواباً كثيرةً لأجور عظيمة لا تتحقق إلا به.
ففي إعفاف الطرف الآخر أجر، وفي قضاء الإنسان شهوته بالحلال صدقة، وفي طاعة المرأة زوجَها أجر، وفي آلام الحمل والولادة أجر، وفي رعاية الأبناء وتربيتهم وتوجيههم أجر، وفي كلّ لفتة طيّبة من أحد الزوجين إلى الآخر أجر.
ومن أعظم تلك الأجور: استمرار عمل الإنسان بعد وفاته!
فمن خيرِ أعمال الإنسان ولدٌ صالح ينجبه الأبوان فيطعمانه من حلال ويربّيانه على شرع الله عز وجل فيكون استمراراً لعملهما الصالح حتى قيام الساعة.


• ثمّ إن الشرع الحنيف بعد ذلك كلّه يسّر أمرَ الزواج ورغّب بالاهتمام بالجوهر فقال للمرأة (إذا خطبَ إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه) وقال للرجل: (فاظفر بذاتِ الدين ترِبت يداك) .. وذلك تذكيراً لهما بأن الزواج مظهرٌ من مظاهر العبودية فإن قام على غيرِ معايير الدين ورؤاه فَسُدَ ولا بدّ.


📌 إذاً فالزواج في الإسلام: تلبيةٌ لدافع الميل الفطري بين الجنسَين، قضاءٌ للشهوة في الحلال الطيّب، بابٌ للأجور العظيمة في الآخرة، وسبيلٌ عظيم لأداء مهمة الاستخلاف في الأرض عن طريق إنجاب الأولاد الصالحين المصلحين وتكثير الأمةّ لمدافعة أهل الباطل.. وفي ذلك كلّه تحقيقٌ لعبودية الله عزّ وجلّ وطلبٌ لمرضاته.

جعلنا اللهُ وإياكم شركاءَ صالحين لأحبِّ خلقه وأتقاهم له ..
﴿ربِّ هبْ لي من الصّالحين﴾.

د. سليمان النبهان | مادّة إدارة الحياة الزوجية | أكاديمية هندسة الأجيال

#إشراقة || @Ishraaqaa
56👍8👏4🏆4💯1💔11



group-telegram.com/ishraaqaa/4213
Create:
Last Update:

فلسفةُ الزواج في الإسلام 💍🩵

خلقنا اللهُ جلّ وعلا لعبادته، وبثَّ في الأرضِ آياتٍ كثيرة تدلُّ على وحدانيته وأنه أهلٌ للعبادة، سبحانه وبحمده.
فهذه الشّمسُ تشرقُ كلّ يومٍ بميقاتها ومن مكانِها لا يملكُ أحدُ أن يزيحَها عن مكانها قيدَ أنملة..
وهذا الذي كان بالأمسِ طيناً؛ تراهُ اليومَ يفكّرُ ويعقلُ ويشعرُ ويسعى في مناكبها..
وهذه السمّاء قد رفعَها المولى جلّ وعلا بدونِ عمد، وزيّنها بكواكبَ لا نملكُ أكثرَ من رصدها من بعيد وحسابَ المسافة بيننا وبينها بالسنوات الضوئية.

ولقد كانَ من جملةِ هذه الآيات العظيمة الدالّة على الله عزّ وجلّ: الزواج!

قالَ جلَّ مِن قائِل: ﴿ ومن آياتهِ أن خلقَ لكمْ منْ أنفسكِمْ أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلَ بينكم مودّةً ورحمةً إنَّ في ذلكَ لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون ﴾ [الروم: ٢١]

ولكن، كيف يكونُ الزّواجُ آية؟

• وهنا عودٌ على بدء.. خلقنا اللهُ عزّ وجلّ لعبادته، خلقنا لنظهرَ التّوحيد ونُعمرَ الأرض، ونستخلف فيها بالطاعةِ والأعمالِ الصّالحة.
من يقومُ بهذه العبادة بمفهمومها الشامل؟ الإنسان، إذ لا وجودَ لعبادةٍ من دون عابد!
إذاً لا يمكنُ للعبوديّة أن تتحقّق إلا بوجودِ هذا الإنسان، ومن ينجبُ هذا الإنسان؟ إنها الأمّ، وذلك عن طريق الزواج وتكوين منظومة الأسرة.
فالزواجُ في الإسلام ليسَ أمراً ثانوياً اختيارياً منفصِلاً عن عبودية الله عز وجل، بل هو أمرٌ في صميم تحقيق العبودية لأنه وحده الذي يضمنُ استمرارَ النّسل وبالتالي تحقيق الهدف من خلق الإنسان ﴿إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة﴾.

• اللهُ تعالى يريدُ لنا أن نتزوج وأن نعمر الأرض بالإنسان الصّالح المُصلح، ولقد قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم: : " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ ".
وقد وردَ في معنى "الولود" : التي تكثر ولادتها، وتكثير الأمة بكثرة التوالد هو أمرٌ مطلوبٌ لمدافعة الباطل بالنسلِ المُسلم.

• خلق اللهُ الجنسَين ميّالَين إلى بعضهما في أصل الجبلّة البشريّة، وجعلها مختلفين ناقصَين ليبحث كلُّ منهما عن كماله في الطرف الآخر فينتهي زمنُ الاضطراب ويسكن إلى صاحبه.
فالرجلُ ناقصٌ بدون امرأة، زاده اللهُ قوةً في الجسدِ والعقلِ والإدراك وأهّله لمواجهة العالم الخارجيّ والتعامل معه، ثمّ جعله محتاجاً إلى عاطفة المرأةِ وسكونِها.. وكذلكَ المرأةُ ناقصة! فيها الحياءُ والتستُّر والسكينةُ وشدّة الانفعال والاهتمام بالأولاد، لكنّها بحاجةٍ إلى رجل يحميها ويقوم على شؤونها.
وفي قول د. عبد الرحمن ذاكر الهاشمي تلخيصٌ لذلك إذ يخاطب الشباب قائلاً: "أنتَ تحتاجُ إنسانةً تكونُ سكناً لقوّام" إذاً ففيه القوامة وفيها السكن.

• جعل الله في الزواج أبواباً كثيرةً لأجور عظيمة لا تتحقق إلا به.
ففي إعفاف الطرف الآخر أجر، وفي قضاء الإنسان شهوته بالحلال صدقة، وفي طاعة المرأة زوجَها أجر، وفي آلام الحمل والولادة أجر، وفي رعاية الأبناء وتربيتهم وتوجيههم أجر، وفي كلّ لفتة طيّبة من أحد الزوجين إلى الآخر أجر.
ومن أعظم تلك الأجور: استمرار عمل الإنسان بعد وفاته!
فمن خيرِ أعمال الإنسان ولدٌ صالح ينجبه الأبوان فيطعمانه من حلال ويربّيانه على شرع الله عز وجل فيكون استمراراً لعملهما الصالح حتى قيام الساعة.


• ثمّ إن الشرع الحنيف بعد ذلك كلّه يسّر أمرَ الزواج ورغّب بالاهتمام بالجوهر فقال للمرأة (إذا خطبَ إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه) وقال للرجل: (فاظفر بذاتِ الدين ترِبت يداك) .. وذلك تذكيراً لهما بأن الزواج مظهرٌ من مظاهر العبودية فإن قام على غيرِ معايير الدين ورؤاه فَسُدَ ولا بدّ.


📌 إذاً فالزواج في الإسلام: تلبيةٌ لدافع الميل الفطري بين الجنسَين، قضاءٌ للشهوة في الحلال الطيّب، بابٌ للأجور العظيمة في الآخرة، وسبيلٌ عظيم لأداء مهمة الاستخلاف في الأرض عن طريق إنجاب الأولاد الصالحين المصلحين وتكثير الأمةّ لمدافعة أهل الباطل.. وفي ذلك كلّه تحقيقٌ لعبودية الله عزّ وجلّ وطلبٌ لمرضاته.

جعلنا اللهُ وإياكم شركاءَ صالحين لأحبِّ خلقه وأتقاهم له ..
﴿ربِّ هبْ لي من الصّالحين﴾.

د. سليمان النبهان | مادّة إدارة الحياة الزوجية | أكاديمية هندسة الأجيال

#إشراقة || @Ishraaqaa

BY إشراقة 💛




Share with your friend now:
group-telegram.com/ishraaqaa/4213

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

"The argument from Telegram is, 'You should trust us because we tell you that we're trustworthy,'" Maréchal said. "It's really in the eye of the beholder whether that's something you want to buy into." "We as Ukrainians believe that the truth is on our side, whether it's truth that you're proclaiming about the war and everything else, why would you want to hide it?," he said. The Security Service of Ukraine said in a tweet that it was able to effectively target Russian convoys near Kyiv because of messages sent to an official Telegram bot account called "STOP Russian War." Anastasia Vlasova/Getty Images As the war in Ukraine rages, the messaging app Telegram has emerged as the go-to place for unfiltered live war updates for both Ukrainian refugees and increasingly isolated Russians alike.
from ru


Telegram إشراقة 💛
FROM American