الدرس:97
الفصل الرابع ـ من الخلافة إلى الشهادة
العنوان: مقدمات صفين
المواضيع:
▪️انصياع مالك للأشعث!
▪️امير المؤمنين يدعو لرعاية حُرمة الشهر الحرام
▪️توافد الوفود منهم وفد القرّاء
▪️حيلة معاوية إنطَلت على أهل الشام



#أميرالمؤمنين_سيرة_وبصيرة

هذه المرّة في الجامعة الأمريكية

نعم.. هذه المرّة ليست في مقهى أو في شارع أو حتى على شاشة تلفاز، بل في صرح أكاديمي، في الجامعة الأمريكية بكردستان العراق، حيث ارتُكب المشهد الأكثر صلافة في الحرب المعلنة ضد العباءة والحجاب.
لم تكن المسألة مجرّد حدث عابر، بل كانت كشفًا لما ظلّ يُحاك منذ سنوات في الخفاء: حربٌ تُموّلها سفارات، وتغذّيها وسائل إعلام، وتدعمها منظمات المجتمع المدني، وهي في حقيقتها معركة على هوية المرأة المسلمة.
لكن حينما وقف أهل العلم والإيمان في وجه هذه الموجة، وواجهوها بلسان البيان ونور الحكمة. واصبح الإلتزام بالحجاب عن قناعة وإدراك، وصرن يرتدين العباءة عن وعي ومعرفة. وهنا تكشّفت الأقنعة، فالحرية التي كانوا يرفعونها شعارًا لم تكن حرية "الاختيار"، بل كانت حرية "التفسّخ"، أمّا حرية "التعفف" فممنوعة ومستهزأ بها!

فشُنّت الحملات على مراحل:
١.سخرية واستهزاء: إذ لُقّبت الفتاة بالمرتدية عباءتها بألقاب ساخرة مثل "زورو"، في محاولات لتجريدها من رمزيتها.
٢.تهمة وبهتان: بل وصل الأمر أن تقول إحداهن باستخفاف: "كل البلاوي من أم العباية"، وكأنّ العباءة هي مصدر الشرور لا حصن الطهر!
٣.وسم بالتخلف: حتى إن فتيات كثيرات يرغبن في ارتداء العباءة لكن يُواجهن الرفض من عوائلهن خوفًا من نظرة المجتمع.
٤.تضييق وإقصاء: في الجامعات وأماكن العمل، تتكرر شكاوى الطالبات والموظفات من سلوك إداري أو أستاذ أو عميد يضغط عليهن بذرائع واهية، ليُجبرهن على التخلي عن العباءة.
وها هو ما جرى في الجامعة الأمريكية لم يكن إلا لحظة الإعلان الرسمي لهذه الحرب: أن تُداس العباءة تحت الأقدام، في مشهد يختصر كل ما مضى من محاولات.
لكن العباءة ليست قماشًا يُهان، بل هي رمز يُقاوم، وحصنٌ يصمد… وكلما اشتدّت الحرب عليها، ازداد بريقها لمعانًا في عيون المؤمنات، وازدادت القلوب تعلقًا بها.

"لو رأيتُ طفلاً عربياً لقتلته، فإنهم عبيد لي" هكذا قال طفلٌ اسرائيلي في مدرسة من مدارسهم الابتدائية.

فكرةٌ عنصريةٌ يتم تلقينها لأطفال اسرائيل، ليكونوا آلةَ قتلٍ في المشروع الاستعماري الغربي.. هكذا ظهر لي مقطعٌ متداول من مقاطعِ فضحِ التطرّف الاسرائيلي ليكون ادانةً اضافية لا لنتن ياهو ومن لفَّ لفَّه، بل للغرب المدافع والمناصر لهم.

ولكن السؤال الذي أريد أن اناقشه هنا:

هل يتحمَّل هذا الطفل، إذا ما تحوَّل في شبابه الى جنديٍ صهيوني يلتذ بمشاهدِ قتلِ أبرياء المسلمين.. هل يتحمَّل هو اثم ذلك أو لا؟ أم أنَّ الإثم على من علمَّه ذلك فحسب؟

هذا السؤال، هو فرعُ السؤال المطروح والمتكرّر جدا:

(أنت ولدت في بيئة مسلمة، فأنت مسلم.. والآخر في بيئة هندوسية فصار هندوسياً.. فكيف تفضِّل نفسك عليه؟ وما تدري لعلَّك إن ولدت مكانه لصرت مثله؟)

وهذه الفكرة، تنتهي في الغالب الى إحدى النتيجتين:

الأولى: الجبر والتشكيك بعدالة الله عزَّ وجل.
الثاني: صحة العمل بجميع الأديان والشرائع، ومعذورية الكافر على كفره ما دامه لم يختر بيئته التي جعلته كافرا.

ورغم أنّي أجبتُ عن هذا السؤال بأجوبة كثيرة على مدى السنين، وستجد في ثنايا منشوراتٍ قديمة آثاراً من تلك الردود، إلا أنَّ مثال الطفل الصهيوني حالاً، الجندي المجرم مستقبلاً يمثِّل أفضل ردٍ وإدانةٍ على هذه الفكرة.

كيف؟

لأنّ الجنديّ الإسرائيلي الذي وُلِد في مجتمعٍ صهيوني علماني، و تشبَّع منذ اليوم الأول بأفكار عنصرية علَّمته بأنَّ الله اختارَه على البشر كلهم فجعله من عِرقٍ خاص.. و وعده قبل 3 آلاف سنة أرضاً ليسكنها – رغم عدم قناعته التامة بوجود الله-
فهذا الجندي – وفق الفكرة السابقة- معذورٌ في قتله لأطفال العرب في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق.. لأنه ابنُ بيئته.. ولا يجوز محاسبته دنياً فضلاً عن الآخرة!

هل تقبل هذا الكلام؟

هل تقبل بأنَّ الله تعالى يُدخل جيش نتنياهو إلى الجنّة يوم القيامة، ويجعله بمصافِ من قتلهم من المظلومين، فيكون القاتل والمقتول ومساعد القتل والراضي بهم، كلّهم في الجنّة؟!

إنَّها فكرة سخيفة لا يقبلها الطفل حتى.

وهي غير مقبولة، لمخالفتها للفطرة، ولأنَّك في قبالها ستقول: مهما وصل مستوى انحراف البيئة، ومهما لُقِّن الفرد افكاراً متطرفة في طفولته او كبره.. إلا أنَّ ذلك لا ينفي ارادته ودوره في ارتكاب تلك المجازر.. وذلك لأنَّ للإنسان مصدراً آخراً للمعرفة: إنَّه ضميره، و وجدانه، وعقله والذي يعرف ويعرِّف له الحقائق دون التأثر بالبيئة، نعم يبقى استجابة الانسان لتلك الافكار أو اهمالها بيد الانسان نفسه، وبهذا يتمايز الناس.

نعم لا شكَّ أن جريمةُ المنحرف في بيئة صالحة أكبر من المنحرف في بيئة فاسدة.. والأمر سهلٌ بعد عدم الدليل على وحدةِ العقاب الإلهي لهما فافهم واغتنم.

قد تقول، إنَّ ذلك لا ينفي تأثير البيئة والطفولة وغير ذلك، فأقول: نعم، ولكن ليس ذلك التأثير حتمياً، ومن جهة أخرى فإن ذلك لا يمكن أن ينفي عدالة الله عند مجازاة المحسن، أو معاقبة المسيء، نتيجة اختلاف البيئات.

فالله تعالى يتم الحجَّة على العباد، فله الحجَّة البالغة، وحتى لو لم ندرك كيفية اتمام تلك الحجّة على فردٍ فذلك لا ينفي القاعدة التامة.

وفي النهاية:
(ليهلك من هلك عن بيِّنة، ويحيى من حيَّ عن بيِّنة)

فيا صديقي، في المرَّة القادمة التي احتجّ احدهم بمقولة تأثير البيئة والطفولة.. وحاول أن ينفي عن مُحسِنٍ إحسانه، او عن مسيءٍ اساءَته.. أو في المرة القادمة التي حاول ابليس اغواءَك بتبريرِ خطأٍ في اتهامه التربية او البيئة..

هناك، تذكَّر الطفل الصهيوني الذي تحوَّل إلى آلةِ قتلٍ وحشية.. وفكِّر: إن كنتَ لا تنفي عن ذلك الطفل / الجندي وزرَ عمله، فلا يحقّ لك أن تنفي عن نفسك وزر عملك ايضاً.

وإن كنت تنفي ذلك عن الجندي، فأنت حينئذ مجنون، ولا حساب على مجنون!
#تأملات

تخيّل أنَّ يدًا مفعمة بالنور تمتد إليك، تحمل بين سطورها وصيةً من باب مدينة العلم…
وصية ليست كلمات عابرة، بل نداء رحيم، يعلّمك كيف تعيش في دنياك لتفوز بآخرتك، وكيف توازن بين زينة الحياة ورضوان الله.
تأمل المشهد: أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأرأف الآباء قلبًا، يكتب لك رسالة تختصر خبرة العمر، وتفيض محبةً وشفقةً… فهل ستكتفي بقراءتها؟ أم ستجعلها نبراسًا يضيء دربك، وتحوّلها إلى منهج حياة؟
سنقف بالتأمّل ـ بإذن الله ـ عند إحدى رسائل أمير المؤمنين عليه السلام لواحد من حوارييه، لننهل من معينها العذب، ونتعلّم كيف نعيش في هذه الدنيا الفاتنة كما أراد الله تعالى.
الأربعاء من كل اسبوع في الساعة السابعة مساءً ـ في الكاظمية المقدسة

الدرس:98
الفصل الرابع ـ من الخلافة إلى الشهادة
العنوان: بدء معركة صفين
المواضيع:
▪️ما الغاية من خطبة الامام سلام الله عليه ؟
▪️الاعداد الكبيرة من القتلى في صفوف الجيشين دليل على ضراوة القتال
▪️دور عمّار بن ياسر رضوان الله عليه
▪️الاكاذيب التي قيلت في صفين



#أميرالمؤمنين_سيرة_وبصيرة

على بركة الله
وعلى حُب صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه

أيها الشباب..
اغدوا الى عزّكم.

الدرس:99
الفصل الرابع ـ من الخلافة إلى الشهادة
العنوان: اليوم الرابع الى السابع
المواضيع:
▪️محاولة معاوية البائسة لإستمالة الامام الحسن ع
▪️عبيد الله بن عمر يفر من مواجهة الاشتر!
▪️استبسال اصحاب امير المؤمنين في القتال
▪️خطبة امير الامام لتعبئة الجيش



#أميرالمؤمنين_سيرة_وبصيرة

الدرس: 100
الفصل الرابع ـ من الخلافة إلى الشهادة
العنوان: المعركة الشاملة
المواضيع:
▪️امير المؤمنين يدعو معاوية للمبارزة
▪️خطبة الامام لبيان ملامح الحركة العسكرية
▪️من هي أم الخير البارقية وما دورها في صفين؟
▪️هاشم المِرقال..المقاتل الصنديد



#أميرالمؤمنين_سيرة_وبصيرة

شيفت عمل لأجل "أمي"

حينما نُشرت قصته، تباينت الآراء حتى أنكر بعضهم قصّته، فكيف يمكن لإنسان أن يعمل أكثر من خمس عشرة ساعة في اليوم؟!
لكنها الحقيقة… الحقيقة التي يثبتها رجل بسيط منّا، اسمه رأفت علوان، عامل في أمانة بغداد، جسّد معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام: "ما ضعف بدنٌ عمّا قويت عليه النيّة".
لكن نجاح رأفت لم يكن في عمله بثلاث مناوبات فحسب، بل في أنّه لم يسعَ وراء المجد الشخصي، ولم يكن هذا الجهد المبذول لأجل رفاهية عيش، بل جعل حياته "شفتات" حبٍ وتضحية.
الأول: لأجل دواء أمه.. لأنّها الحياة التي أعطته كل شيء، فوهبها جزء يومه وهي تستحق أكثر من ذلك.
الثاني: لأجل إيجار بيت يأوي أسرته، ليشعروا بالأمان مهما ضاقت الدنيا.
أما الثالث: فهو لأجل أخيه من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي أكمل الماجستير بفضل دعم أخيه، ويطمح اليوم لنيل الدكتوراه.
أقول:
بينما ينشغل الكثير منا في سباق لا ينتهي من أجل مكاسب شخصية وتحقيق النجاح لأنفسنا، يعلمنا رأفت أن النجاح ليس ما تحققه لنفسك، بل ما تتركه من أثر في حياة من تحب.
نجاح أن ترد للأم جزءا من تعبها، ونجاح أن تضمن سقفا يحمي عائلتك، ونجاح أعظم أن تكون سببا في وصول غيرك إلى مراتب علمية وإنجازات كبيرة.
إن قصة رأفت ليست حكاية عامل بلدية فحسب، بل رسالة قوية تقول لنا مفادّها: قيمة الإنسان بما يمنحه للآخرين، لا بما يحققه لنفسه.

على حب سيدة نساء العالمين
الاربعاء صباحا بإذن الله

بإذن الله الاربعاء ليلاً
في الكاظمية المقدسة