أبو معاذ الحمصي ( زيتون )

اُكتُب بُنَيّ

اُكتُب بُنيَّ وَزِد في النَّصِّ تِبيانا
إِنّي مِن الشّامِ خَلِّ الشامَ عُنوانا

إِِنّي من الشّامِ وَالتّاريخُ يَذكُرني
حتماً وَهَل يعرِفُ التّاريخُ نِسيانا

إِنّي من الشّامِ روحي لا تُفارِقُها
حتّى وَلو مِتُ تأبى الروحُ هِجرانا

اُكتُب بُنيَّ على لَوحِ الزمانِ وَ لا
تَخجَل وَثَبِّت على الألواحِ شَكوانا

اُكتُب فُصولَ معاناتي و َتَجرِبَتي
في عالمٍ أشبَعَ الأَخلاقَ نُكرانا

إِن جَفَّ حِبرُكَ خُذ دمعي وَبعضَ دمي
وامزجهُما واجعلِ الآهاتِ ألوانا

اُكتُب بُنيَّ بلا جُرمٍ قُتِلتُ أنا
قهراً وَأُعطيتُ حجمَ الكونِ أَحزانا

واذكُر ولا تَنسَ أيّاماً مَضَت هَلَعاً
أمضيتُها في ظلامِ الليلِ هَيمانا

حيناً مِنَ القصفِ أحياناً مُداهمةً
أَخشى فأقصِدُ في البُلدانِ بُستانا

أَقضي بِهِ الليلَ مَشغولاً وَمُضطرِبا
أَنهارُ إِن حرَّكَ العُصفورُ أَغصانا

لا لي فِراشٌ لَعلّي أستريحُ و لا
عِندي دِثارٌ فأمضي الليلَ سَهرانا

ما لي أنيسٌ سوى ذكرايَ والدَتي
مِن قِلَّةِ الزادِ أَطوي الليلَ جَوعانا

اُكتُب بُنيَّ وَكرِّر ما رَوَيتُ على
سَمعِ الزّمانِ فقد عانَيتُ أَزمانا

في الأرضِ كَم مُجرمٍ يَحيا بِعزّتِهِ
حُرّاً طليقاً له السَّجّانُ قد دانا

لكِن أَنا وَيحَ قَلبي ما جَنيتُ لِكي
يَغدو عليَّ جميعُ الكونِ سَجّانا

ذَنبي الوَحيدُ لأنّي ما خَضَعتُ لَهم
لَم أرتَضِ النِّيرَ لا صَفَّقتُ إِذعانا

ما صِحتُ مِن مِلءِ أَشداقي لِعاهِرِهِم
حينَ انبَرى وافترى لبَّيكَ مولانا

اُكتُب بُنيَّ لِهذا أطلقوا قَسَماً
أَن يَجعلوني على ما جِئتُ نَدمانا

مِن أجلِ هذا رَمَوني دونَ سابِقةٍ
بالعُنفِ حيناً و بالإرهابِ أحيانا

قد أَطلقوا كفَّ جلادي فليسَ له
مَهما اعتدى رادِعٌ فازدادَ طُغيانا

إِذ أعمَلَ القتلَ في أَهلي وَساقَهُمُ
نَحوَ السُّجونِ زَرافاتٍ وَوِحدانا

سامَ العِبادَ نكالاً لا شَبيهَ له
قصفاً وَغَصباً وَ إِذلالاً وَعُدوانا

ضَرباً وَشتماً وَتَهجيراً وَمَخمَصةً
سَحلاً وَحرقاً وَتَشويهاً وَحِرمانا

وَاشتاطَ لَمّا رآنا لا نلينُ له
فاستَقدَمَ الكلبُ أَنصاراً وَأَعوانا

مِن عُصبةِ الشَّرِّ في لُبنانَ شِرذِمةٌ
مِن بعدِ ذلكَ أَمَّ الوَغدُ إيرانا

وَالرُّوسُ مِن أبعدِ الأكنافِ جاء بهم
والكُلُّ جَرَّبَ فينا فوقَ ما كانا

لكنَّني رغم هذا غيرُ مُكترثٍ
صَيَّرتُ عزميَ كالجُلمودِ ما لانا

فاكتُب بُنيَّ عَسى الأجيالُ إِن قَرأت
تَدري فَتَرفَعُ للأجيالِ دَعوانا

واكتُب بُنيَّ لِمَن باعوا ضمائرَهم
مولاكُمُ الزّورُ فيما الحَقُّ مولانا

أبو معاذ زيتون

www.group-telegram.com/sa/abo_moaaz2.com/475

80 viewsNov 29, 2022 at 13:27

اُكتُب بُنَيّ

اُكتُب بُنيَّ وَزِد في النَّصِّ تِبيانا
إِنّي مِن الشّامِ خَلِّ الشامَ عُنوانا

إِِنّي من الشّامِ وَالتّاريخُ يَذكُرني
حتماً وَهَل يعرِفُ التّاريخُ نِسيانا

إِنّي من الشّامِ روحي لا تُفارِقُها
حتّى وَلو مِتُ تأبى الروحُ هِجرانا

اُكتُب بُنيَّ على لَوحِ الزمانِ وَ لا
تَخجَل وَثَبِّت على الألواحِ شَكوانا

اُكتُب فُصولَ معاناتي و َتَجرِبَتي
في عالمٍ أشبَعَ الأَخلاقَ نُكرانا

إِن جَفَّ حِبرُكَ خُذ دمعي وَبعضَ دمي
وامزجهُما واجعلِ الآهاتِ ألوانا

اُكتُب بُنيَّ بلا جُرمٍ قُتِلتُ أنا
قهراً وَأُعطيتُ حجمَ الكونِ أَحزانا

واذكُر ولا تَنسَ أيّاماً مَضَت هَلَعاً
أمضيتُها في ظلامِ الليلِ هَيمانا

حيناً مِنَ القصفِ أحياناً مُداهمةً
أَخشى فأقصِدُ في البُلدانِ بُستانا

أَقضي بِهِ الليلَ مَشغولاً وَمُضطرِبا
أَنهارُ إِن حرَّكَ العُصفورُ أَغصانا

لا لي فِراشٌ لَعلّي أستريحُ و لا
عِندي دِثارٌ فأمضي الليلَ سَهرانا

ما لي أنيسٌ سوى ذكرايَ والدَتي
مِن قِلَّةِ الزادِ أَطوي الليلَ جَوعانا

اُكتُب بُنيَّ وَكرِّر ما رَوَيتُ على
سَمعِ الزّمانِ فقد عانَيتُ أَزمانا

في الأرضِ كَم مُجرمٍ يَحيا بِعزّتِهِ
حُرّاً طليقاً له السَّجّانُ قد دانا

لكِن أَنا وَيحَ قَلبي ما جَنيتُ لِكي
يَغدو عليَّ جميعُ الكونِ سَجّانا

ذَنبي الوَحيدُ لأنّي ما خَضَعتُ لَهم
لَم أرتَضِ النِّيرَ لا صَفَّقتُ إِذعانا

ما صِحتُ مِن مِلءِ أَشداقي لِعاهِرِهِم
حينَ انبَرى وافترى لبَّيكَ مولانا

اُكتُب بُنيَّ لِهذا أطلقوا قَسَماً
أَن يَجعلوني على ما جِئتُ نَدمانا

مِن أجلِ هذا رَمَوني دونَ سابِقةٍ
بالعُنفِ حيناً و بالإرهابِ أحيانا

قد أَطلقوا كفَّ جلادي فليسَ له
مَهما اعتدى رادِعٌ فازدادَ طُغيانا

إِذ أعمَلَ القتلَ في أَهلي وَساقَهُمُ
نَحوَ السُّجونِ زَرافاتٍ وَوِحدانا

سامَ العِبادَ نكالاً لا شَبيهَ له
قصفاً وَغَصباً وَ إِذلالاً وَعُدوانا

ضَرباً وَشتماً وَتَهجيراً وَمَخمَصةً
سَحلاً وَحرقاً وَتَشويهاً وَحِرمانا

وَاشتاطَ لَمّا رآنا لا نلينُ له
فاستَقدَمَ الكلبُ أَنصاراً وَأَعوانا

مِن عُصبةِ الشَّرِّ في لُبنانَ شِرذِمةٌ
مِن بعدِ ذلكَ أَمَّ الوَغدُ إيرانا

وَالرُّوسُ مِن أبعدِ الأكنافِ جاء بهم
والكُلُّ جَرَّبَ فينا فوقَ ما كانا

لكنَّني رغم هذا غيرُ مُكترثٍ
صَيَّرتُ عزميَ كالجُلمودِ ما لانا

فاكتُب بُنيَّ عَسى الأجيالُ إِن قَرأت
تَدري فَتَرفَعُ للأجيالِ دَعوانا

واكتُب بُنيَّ لِمَن باعوا ضمائرَهم
مولاكُمُ الزّورُ فيما الحَقُّ مولانا

أبو معاذ زيتون

BY أبو معاذ الحمصي ( زيتون )