group-telegram.com/sari_orabi/2841
Last Update:
موازين القوى واضحة، والظرف القائم معلوم، وتوقع النهايات من ذلك سهل، لكن هل النتيجة المتوقعة بناء على ذلك حتمية؟!
استعجال النهاية قبل وقوعها ليس من الحكمة ولا من الصواب في شيء، ليس استسلامًا للأماني، ولا بيعًا للأوهام، ولا لأنّ النصر مضمون للمستضعفين، ولا لأنّهم اتخذوا عند الله عهدًا، ولكن لأنّ الأمر لم ينته بعد، ولأنّ تجربة التاريخ، بما في ذلك التاريخ الحديث والمعاصر، تقول إنّ الأقوياء يمكنهم افتتاح الحروب وفعل الكثير في الأثناء؛ لكن النهايات لا تتعلّق بقوتهم ولا بقدرتهم حصرًا، وإن كانت قوتهم وقدرتهم من عوامل تحديد النهايات في الأسباب الظاهرة، لكنها ليست العامل الوحيد، إلا أنّ هذه الأثناء الطويلة المديدة قاسية وموجعة وقاتمة.
لا يعني ذلك الامتناع عن التقييم والتحليل من وضع شديد الواقعية متجرّد تمامًا من الأماني المستندة إلى الرغبات، بل هذا مطلوب ولا بدّ منه، لكنّ هذا شيء، واستعجال الجزم بالنهاية شيء آخر.
يشعر المرء أنّه بحاجة إلى من يبثّه مخاوفه وقلقه وجزعه وحزنه، وفي الصحبة والرفقة وأهل العقل والحكمة ما يغني عن بثّ ذلك في المجال العام، وتداول القول قبل نشره من شأن العقلاء، فنحن لسنا بين بيع الأوهام وبين الجزم بالكارثة قدرًا محتومًا لنهاياتنا.
والأوقات الصعبة لا تُقطع إلا بالتصبّر والثبات مهما كان الموقف عصيبًا، فمن سلّم بنهايته واستبدّ به الهلع كيف له أن يحسن التفكير أو أن يهتدي للعمل أو أن يحتفظ بتوازنه؟!
﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ﴾.
BY قناة ساري عرابي
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/sari_orabi/2841