group-telegram.com/sari_orabi/3990
Last Update:
نوّه إليّ بعض الإخوة إلى السياق الكامل لتغريدة الأخ أدهم، ورأوا أنّ الإنصاف يقتضي التعليق عليها بتمامها، وتعقيبي على ذلك ما يلي:
1. انتقادي كان على مقولة محددة، وهي المقارنة بين معاناة الغزيين والسوريين، وهي مقارنة مضللة أفضت إلى نتائج سيئة، كنت أرفضها طوال سنوات الثورة السورية، فكيف الآن في غمرة الإبادة؟!
2. هذه المقولة تامة مكتملة المعنى في تغريدة الأخ أدهم لا تتغير بتغير السياق إطلاقًا. فالانتقاد يبقى قائمًا.
3. أنا لستُ في صدد المحاكمة بينه وبين الأخ بلال، ولا علم لي بخلفيات هذا السجال، وهذا بقطع النظر عن كونه في ظاهر الأمر من شارك تغريدة بلال وعلق عليها وأقحم فيها إيران التي لم يذكرها بلال هنا. مع أنّ تغريدة بلال هذه صحيحة ودافعها واضح وهو حملات التحريض على الفلسطينيين السوريين من بعض النشطاء، فأيّ داع لمحاولة إلزامه هنا بإشراك إيران في جرائم بشار؟! فإن كان الأخ أدهم مهمومًا بإدانة إيران فلم يكن مضطرًا لهذه المقارنة التي هي موضوعي.
4. من نافلة القول إنّ الخلاف مع أحد في مسألة، سواء في فكرة راسخة عنده، أو في تعبير خانه التوفيق؛ لا يعني إسقاطه، فكلنا يخوننا التوفيق، وكلنا نتبنى أفكارًا يتبين لنا خطؤها لاحقًا؛ والتصيد والإسقاط وتصفية الحسابات سلوك مرذول، خاصة ونحن نعاني هذا التغول علينا، فلا يجوز ألا تهذبنا الحرب، وننشغل في التصيد لبعضنا، ومن ثمّ فالرد هو على المقولة الشائعة والمنتشرة والتي ظلت تتردد بنحو مقزز طوال 14 سنة؛ فالرد على هذه المقولة لا على الأخ أدهم بعينه؛ الذي تعرف مواقفه الطيبة وإسهاماته الخيرة.
5. ولا يقل عن ذلك إملالًا وإزعاجًا اتهام كل من اصطف في معركة طرفها الآخر إسرائيل بأنه يحول فلسطين إلى صابون لغسل جرائم الآخرين. هذا الأمر معيب وفيه تجنّ واضح، والأسوأ الاتهام بالتأيرن لمجرد اصطفاف في هذه الحدود، فهذا إلزام بما لا يلزم، وغفلة عن السياقات والمقامات، والعقلاء تعبوا من كثرة ما بينوا ما في هذا من المغالطة والتشغيب والإلزام المتعسف.
6. والحاصل أنّنا الآن في غمرة إبادة. هناك دم يسيل كالشلالات، ومأساة لا توصف. هذا هو الأمر اللحوح الآن، فأيّ معنى للانصراف عنه لفتح معركة مع إيران في سياق ذكر الدم الفلسطيني وفي حين الدم الغزي؛ وقد انحسر نفوذ إيران، وسقط نظام بشار؟! نسأل الله للإخوة السوريين تمام العافية والاستقرار والعوض، وأن يلهمهم الصواب والرشاد، ويكفيهم شرور أنفسهم ويكفينا شرور أنفسنا.
7. من كان يريد أن يدفع عن نفسه تهمة التأيرن؛ ليس في حاجة لمقارنة المعاناة الغزية بغيرها. نحن في غنى عن هذا أصلاً. ومن جحد مواقف 14 سنة من مناصرة السوريين لن يمنعه شيء عن إطلاق تهمة التأيرن هذه ضد كل من خالفه في الموقف من خصوم إسرائيل أثناء حروبهم معها. والمواقف لله تعالى، لا لطلب رضا الناس، ولا للحفاظ على الشكل والصورة، ولا لمواكبة التريندات.
8. وأخيرًا هذه معارك أنأى بنفسي عنها. ونحن كلنا في غمرة الدم الغزي في خزي وعار. وينبغي أن نخجل من أنفسنا قبل أيّ شيء آخر.
BY قناة ساري عرابي

Share with your friend now:
group-telegram.com/sari_orabi/3990