group-telegram.com/hamdoohat/4522
Last Update:
نحو سوريا جديدة: من ثقافة القطيع إلى المواطنة الحقيقية
أحد أكبر التحديات التي تواجه سوريا الجديدة ليس فقط إعادة الإعمار المادي، بل إعادة بناء الإنسان نفسه، وتحريره من عقلية القطيع التي سادت لعقود. فالمواطن الحقيقي ليس مجرد تابع يصفق لما يُملى عليه، بل هو فرد واعٍ، له حقوق يدافع عنها، وعليه واجبات يؤديها بإرادته الحرة، لا تحت ضغط الخوف أو التبعية العمياء.
ثقافة القطيع هي التي تجعل الفرد يرى في "الزعيم" مصدر كل النعم، وفي معارضيه خونة يستحقون الإقصاء. هذه الثقافة تقتل الإبداع، وتقمع الفكر الحر، وتحول المجتمع إلى كتلة هامدة تتحرك وفق أوامر السلطة لا وفق مصالحها الحقيقية. عندما يُختزل الإنسان إلى مجرد "خروف" يتبع الراعي دون تفكير، يصبح من السهل التحكم به، واستغلاله، وابتزازه بلقمة عيشه.
لكن سوريا الجديدة لا تُبنى بهذه العقلية. نريد مجتمعًا قائمًا على المواطنة، حيث يكون للفرد كرامته المستقلة، وحيث يعرف كل شخص أنه ليس مجرد رقم في قطيع، بل هو شريك في الوطن، له رأيه، وصوته، وحقه في الاختلاف. المواطنة الحقيقية تعني أن يعي كل سوري أن الدولة ليست ملكًا لحاكم أو حزب، بل هي للجميع، وأن القانون فوق الجميع، لا يُستخدم أداة لقمع البعض وإرضاء البعض الآخر.
التحرر من ثقافة القطيع يبدأ من التعليم، من الإعلام، من الأسرة، ومن كل مؤسسة تسهم في تشكيل وعي الإنسان. علينا أن نعلّم الأجيال القادمة أن تسأل، أن تنتقد، أن تفكر، وألا تقبل الأوامر دون فهم أو اقتناع. فالشعب الذي يتخلى عن التفكير، يتخلى عن مستقبله.
في سوريا الجديدة، لا نريد شعارات جوفاء، ولا زعماء يُقدّسون، ولا أنظمة تُعبد. نريد إنسانًا حرًا، ومجتمعًا واعيًا، ودولة يكون فيها المواطن هو الأساس، لا مجرد تابع بلا رأي أو قرار.
https://x.com/SyrNetworkNews/status/1884753075400753564?t=nqRbcKWGoT2shwZFnKC0qQ&s=08
BY شام الكرامة وشامة الشام

Share with your friend now:
group-telegram.com/hamdoohat/4522