Telegram Group & Telegram Channel
-11-

*ماذا عن قوله تعالى: {ولا تسبوا} ؟*

فإن قلت: إن الله نهانا عن سب آلهة المشركين في قوله تعالى: *{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}* (1).
قلنا:
*أولاً:* أن هذه الآية الكريمة لها ظرفها الخاص, فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجّهر بسب آلهة المشركين في بداية الدعوة واستمر على ذلك, وفي يوم فتح مكة حطّم الأصنام أمام أعين المشركين ولا شك بأن تحطيمها أشد في نفوسهم عن مجرّد سبّها, وهذا يعني بأن هناك أمراً طارئاً في وقت معيّن أدى إلى هذا النهي, فليس النهي في كل زمان بل له ظرفه الخاص.

*ثانياً:* إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه: *{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}* (2) وهذه الآية فيها نيل صريح من *(الذين يدعون من دون الله)*، وحينما نزلت هذه الآية غضب المشركون أشد الغضب من نزولها لأنها تطعن في آلهتهم، وهذا ما أنبئنا به إمامنا الباقر عليه السلام.
عن علي ابن ابراهيم القمي رضوان الله عليه قال الإمام الباقر عليه السلام: *(لما نزلت هذه الآية وجد منها أهل مكة وجداً شديداً فدخل عليهم عبد الله بن الزبعرى وكفار قريش يخوضون في هذه الآية, فقال ابن الزبعرى: أمحمد تكلم بهذه الآية قالوا نعم، قال ابن الزبعرى : إن اعترف بها لأخصمنه)* (3).
فكما تلاحظ شيخنا بأن الله سبحانه وتعالى نال من المشركين وآلهتهم! فكيف ينهانا الله عن النيل من آلهة المشركين ثم من جهة أخرى هو ينال منها بشدة مما أدى إلى غضب أهل مكة؟!
وكذلك ما جاء في أحداث معركة أحد بعد أن نشر الكفار شائعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قتل!
فجاء أبو سفيان فقال لأمير المؤمنين: *(يا علي إنه قد أنعم علينا.*
*فقال علي (عليه السلام) : بل الله أنعم علينا.*
*ثم قال-أبو سفيان- : يا علي أسألك باللات والعزى هل قتل محمد؟*
*فقال له عليه السلام : لعنك الله ولعن اللات والعزى معك ، والله ما قتل وهو يسمع كلامك، قال: أنت أصدق، لعن الله ابن قميئة، زعم أنه قتل محمدا)* (4) .
فكما تلاحظ شيخنا بأن الله سبحانه وتعالى سب آلهة المشركين وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام لعن أبا سفيان ولعن اللات والعزى معه!
فهل –والعياذ بالله- تقول إن الله يتناقض؟! أو أن أمير المؤمنين عليه السلام –حاشاه- لا يفقه النهي في هذه الآية؟!
بالقطع واليقين لا يوجد تناقض في القرآن الكريم وبالقطع واليقين لا يخالف أمير المؤمنين عليه السلام القرآن بل هو مع القرآن والقرآن معه يدور معه حيث ما دار.
إن ما تقدّم من الآية القرآنية التي نالت من آلهة المشركين والرواية التي لعن فيها أمير المؤمنين عليه السلام اللآت والعزى تكشف لكم أن الآية الكريمة- *{وَلاَ تَسُبُّواْ}* - لها ظرفها الخاص وليست مطلقة ,وأن النيل من آلهة المشركين جائز ولو أدى ذلك إلى استفزازهم.

*ثالثاً:* إن المتأمل في الآية الكريمة: *{وَلاَ تَسُبُّواْ}* يجد أن هذه الآية تنهى عن مجرّد السب فحسب فلا تنهى عن كشف الحقائق وبيان حال الرمز المقدس عند الطرف الآخر لأن كشف الحقائق بالأدلة والبراهين أجنبي عن الآية الكريمة.

*رابعاً:* لم تَنهَ الآية الكريمة عن سب رموز الآخرين مطلقاٌ، لأننا نجد القيود في نفس الآية, قال تعالى: *{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}* والقيود (5) هي:
*القيد الأول:* نجد أنّ حرمة السب أو النيل معلّقة على إفضاءها لارتداد السب على الله، فكأنّ الله تعالى يقول يُحرّم عليكم أن تسبّوا الأصنام مادام ذلك يفضي إلى سب الله سبحانه وتعالى, أما إذا لم يكن السب مفضياً لارتداده على الله تعالى أو أوليائه عليهم السلام لا يكون حراماً, لأننا لو افترضنا أنّ امرء يقدح في الطاغية عمر ابن الخطاب لعنة الله عليه، وهو عالم بأن المخالف لن يرد بالقدح في أمير المؤمنين عليه السلام، لكون هذا المخالف معتقداً بأن أمير المؤمنين عليه السلام خليفة رابع، أو أنّ هذا المخالف لن يرد بالقدح في أحد الأئمة عليهم السلام لكونه لا أقل يعتقد فيهم من جلالة، فإذاً هنا لا حرمة للسب أو النيل في هذا الفرض.

*القيد الثانيه:* هو قوله تعالى: *{عَدْوًا}*، والعدو هنا بمعنى أن الكافر أو المخالف يتجاوز عن حالة سابقة، وهي سكوته عن الله وأوليائه فيكون سب المؤمن لمن يعتقد به هذا الكافر أو المخالف موجباً لعدوه أي تجاوزه عن تلك الحالة السابقة إلى حالة جديدة طارئة يهتك بها حرمة الله جل وعلا وحرمة أوليائه عليهم السلام, فهنا يحرم النيل, ولكن لو افترضنا أنّ المخالف قد عدا أولاً قبل أن ننال منه أو ممن يعتقد أي كانت حالته السابقة هي هتك حرمة الله تعالى وأوليائه عليهم السلام ،لا يكون النيل هنا ممن يعتقد بهم المخالف استفزازاً له لأن يعدو، لأنه يفعل هذا الأمر وهو هتك حرمة الله تعالى أو أوليائه عليهم السلام سواءً نلنا ممن يعتقد



group-telegram.com/rarrttyyyuu/455
Create:
Last Update:

-11-

*ماذا عن قوله تعالى: {ولا تسبوا} ؟*

فإن قلت: إن الله نهانا عن سب آلهة المشركين في قوله تعالى: *{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}* (1).
قلنا:
*أولاً:* أن هذه الآية الكريمة لها ظرفها الخاص, فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجّهر بسب آلهة المشركين في بداية الدعوة واستمر على ذلك, وفي يوم فتح مكة حطّم الأصنام أمام أعين المشركين ولا شك بأن تحطيمها أشد في نفوسهم عن مجرّد سبّها, وهذا يعني بأن هناك أمراً طارئاً في وقت معيّن أدى إلى هذا النهي, فليس النهي في كل زمان بل له ظرفه الخاص.

*ثانياً:* إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه: *{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}* (2) وهذه الآية فيها نيل صريح من *(الذين يدعون من دون الله)*، وحينما نزلت هذه الآية غضب المشركون أشد الغضب من نزولها لأنها تطعن في آلهتهم، وهذا ما أنبئنا به إمامنا الباقر عليه السلام.
عن علي ابن ابراهيم القمي رضوان الله عليه قال الإمام الباقر عليه السلام: *(لما نزلت هذه الآية وجد منها أهل مكة وجداً شديداً فدخل عليهم عبد الله بن الزبعرى وكفار قريش يخوضون في هذه الآية, فقال ابن الزبعرى: أمحمد تكلم بهذه الآية قالوا نعم، قال ابن الزبعرى : إن اعترف بها لأخصمنه)* (3).
فكما تلاحظ شيخنا بأن الله سبحانه وتعالى نال من المشركين وآلهتهم! فكيف ينهانا الله عن النيل من آلهة المشركين ثم من جهة أخرى هو ينال منها بشدة مما أدى إلى غضب أهل مكة؟!
وكذلك ما جاء في أحداث معركة أحد بعد أن نشر الكفار شائعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قتل!
فجاء أبو سفيان فقال لأمير المؤمنين: *(يا علي إنه قد أنعم علينا.*
*فقال علي (عليه السلام) : بل الله أنعم علينا.*
*ثم قال-أبو سفيان- : يا علي أسألك باللات والعزى هل قتل محمد؟*
*فقال له عليه السلام : لعنك الله ولعن اللات والعزى معك ، والله ما قتل وهو يسمع كلامك، قال: أنت أصدق، لعن الله ابن قميئة، زعم أنه قتل محمدا)* (4) .
فكما تلاحظ شيخنا بأن الله سبحانه وتعالى سب آلهة المشركين وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام لعن أبا سفيان ولعن اللات والعزى معه!
فهل –والعياذ بالله- تقول إن الله يتناقض؟! أو أن أمير المؤمنين عليه السلام –حاشاه- لا يفقه النهي في هذه الآية؟!
بالقطع واليقين لا يوجد تناقض في القرآن الكريم وبالقطع واليقين لا يخالف أمير المؤمنين عليه السلام القرآن بل هو مع القرآن والقرآن معه يدور معه حيث ما دار.
إن ما تقدّم من الآية القرآنية التي نالت من آلهة المشركين والرواية التي لعن فيها أمير المؤمنين عليه السلام اللآت والعزى تكشف لكم أن الآية الكريمة- *{وَلاَ تَسُبُّواْ}* - لها ظرفها الخاص وليست مطلقة ,وأن النيل من آلهة المشركين جائز ولو أدى ذلك إلى استفزازهم.

*ثالثاً:* إن المتأمل في الآية الكريمة: *{وَلاَ تَسُبُّواْ}* يجد أن هذه الآية تنهى عن مجرّد السب فحسب فلا تنهى عن كشف الحقائق وبيان حال الرمز المقدس عند الطرف الآخر لأن كشف الحقائق بالأدلة والبراهين أجنبي عن الآية الكريمة.

*رابعاً:* لم تَنهَ الآية الكريمة عن سب رموز الآخرين مطلقاٌ، لأننا نجد القيود في نفس الآية, قال تعالى: *{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}* والقيود (5) هي:
*القيد الأول:* نجد أنّ حرمة السب أو النيل معلّقة على إفضاءها لارتداد السب على الله، فكأنّ الله تعالى يقول يُحرّم عليكم أن تسبّوا الأصنام مادام ذلك يفضي إلى سب الله سبحانه وتعالى, أما إذا لم يكن السب مفضياً لارتداده على الله تعالى أو أوليائه عليهم السلام لا يكون حراماً, لأننا لو افترضنا أنّ امرء يقدح في الطاغية عمر ابن الخطاب لعنة الله عليه، وهو عالم بأن المخالف لن يرد بالقدح في أمير المؤمنين عليه السلام، لكون هذا المخالف معتقداً بأن أمير المؤمنين عليه السلام خليفة رابع، أو أنّ هذا المخالف لن يرد بالقدح في أحد الأئمة عليهم السلام لكونه لا أقل يعتقد فيهم من جلالة، فإذاً هنا لا حرمة للسب أو النيل في هذا الفرض.

*القيد الثانيه:* هو قوله تعالى: *{عَدْوًا}*، والعدو هنا بمعنى أن الكافر أو المخالف يتجاوز عن حالة سابقة، وهي سكوته عن الله وأوليائه فيكون سب المؤمن لمن يعتقد به هذا الكافر أو المخالف موجباً لعدوه أي تجاوزه عن تلك الحالة السابقة إلى حالة جديدة طارئة يهتك بها حرمة الله جل وعلا وحرمة أوليائه عليهم السلام, فهنا يحرم النيل, ولكن لو افترضنا أنّ المخالف قد عدا أولاً قبل أن ننال منه أو ممن يعتقد أي كانت حالته السابقة هي هتك حرمة الله تعالى وأوليائه عليهم السلام ،لا يكون النيل هنا ممن يعتقد بهم المخالف استفزازاً له لأن يعدو، لأنه يفعل هذا الأمر وهو هتك حرمة الله تعالى أو أوليائه عليهم السلام سواءً نلنا ممن يعتقد

BY وثائق ومقالات طالب علم


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/rarrttyyyuu/455

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

In view of this, the regulator has cautioned investors not to rely on such investment tips / advice received through social media platforms. It has also said investors should exercise utmost caution while taking investment decisions while dealing in the securities market. "The argument from Telegram is, 'You should trust us because we tell you that we're trustworthy,'" Maréchal said. "It's really in the eye of the beholder whether that's something you want to buy into." The account, "War on Fakes," was created on February 24, the same day Russian President Vladimir Putin announced a "special military operation" and troops began invading Ukraine. The page is rife with disinformation, according to The Atlantic Council's Digital Forensic Research Lab, which studies digital extremism and published a report examining the channel. The regulator said it has been undertaking several campaigns to educate the investors to be vigilant while taking investment decisions based on stock tips. "The result is on this photo: fiery 'greetings' to the invaders," the Security Service of Ukraine wrote alongside a photo showing several military vehicles among plumes of black smoke.
from sg


Telegram وثائق ومقالات طالب علم
FROM American