Telegram Group & Telegram Channel
تنويه مهم بخصوص ما أكتبه حول الشريعة:

كثيرا ما يواجَه ما أكتبه حول الشريعة والدولة بمقولة واحدة لا تكاد تتغير: "فلان من الحكام لا يستطيع الآن تطبيق الشريعة فالتحديات كبيرة والضغوط الدولية حاضرة والمجتمع مرهق والاقتصاد هشّ.. إلخ".

ولا يكاد ردّ فعل بعض القرّاء يخرج عن هذا.. وكأنّهم في حالة تحفّز ضدّ أي استعداء لمن يحبّون ويوالون.. والقضية أوسع من هذا، فلم تكن دعوتي يومًا مرتبطة بمناكفة شخص أو فصيل أو حكومة، بل هي من باب البيان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أتعبّد لله بأدائه.

إنّ حديثي عن قضية الشريعة هو من باب تصحيح المفاهيم حولها، فنحن لدينا مأزق كبير في فهم الشريعة وتطبيقاتها في الواقع والدولة، وفي فهم نطاقها ومجالاتها، وفي فهم حقيقة ارتباطها بالتوحيد.. وهذا المأزق في الفهم هو أحد أبرز العوائق دونها. ولهذا أتناولها في كل مرة من جوانب مختلفة، تفاعلًا مع الأحداث والوقائع والتصريحات لبثّ الوعي بخصوصها.

فإذا كنا ننطلق من فكرة أننا غير قادرين اليوم على إقامة الشريعة بشكل شامل بسبب عجزنا وضعفنا، وبسبب عدم وضوح قضية الشريعة لدى المجتمع، فإنّ الواجب البديهي الطبيعي أن نقوم بواجب البيان ونعرّف الناس بقضية الشريعة ونبثّ مفاهيمها بينهم ونربّي الأجيال عليها لتصير رأيًا عامّا لديهم، وغاية يسعون إليها.. أمّا أن يكون كل حديثنا عن الشريعة هو ترديد مقولة الضعف والعجز فحسب ثم نغلق الكتاب، بلا دعوة ولا بيان ولا رؤية ولا مشروع.. فهذا من الخذلان والله المستعان!

بل إنّ بعض تلك الاعتراضات التي أراها كلما كتبت شيئا عن الشريعة تؤكّد لي أننا وصلنا إلى مدى مؤسف من الجهل بخصوص فهم قضيتها. فهناك الكثير من الفهم السطحي لها ولمظاهر إقامتها في المجال العام، بل هناك عدد لا بأس به من النخب الشرعية والمثقّفة ثقافة إسلامية، وبعضها يمارس الدعوة ويكتب عن الإسلام، تحمل تصوّرات غائمة أو مغلوطة عن الشريعة، فبعضهم يرى أنّ الشريعة مطبّقة في بلادنا، وبعضهم ينظر إلى أمور فردية وشعائرية هي الدليل عنده على تطبيق الشريعة وعدم التقصير فيها!

من أجل ذلك كله أرى وجوب الحديث عن الشريعة وتوضيح مفاهيمها في كل محفل، وإحيائها في عقول المسلمين وقلوبهم، وتناول الماجَريات بمعيارها لتعويد المسلمين الذين غابوا عن آفاق الشريعة طويلا على قياس الأمور بمعيارها والعودة إلى مرجعيّتها دومًا، مع العمل على تطوير رؤى شرعية تواكب تحدّيات الواقع واحتياجاته.

وكل ذلك للاقتراب من إقامة دين الله في الأرض في جميع المجالات، فلا يوجد واجب أولى من العمل على هذا، فهو رسالة الإسلام وصلب دعوته، وهو من إخلاص العبودية لله؛ حقيقة هذا الدين والغاية التي من أجلها خلق الله الخلق وأرسل الرسل. ولا يوجد واجب أو مهمة أو عمل دنيوي مقدَّم عليه، بل كل عمل دنيوي من الأعمال العامة ينبغي أن يصبّ في صالحه ويؤول إليه، والغافل عن هذا يحتاج أن ينبَّه والله الموفق.
140👍40



group-telegram.com/sharefmg/1311
Create:
Last Update:

تنويه مهم بخصوص ما أكتبه حول الشريعة:

كثيرا ما يواجَه ما أكتبه حول الشريعة والدولة بمقولة واحدة لا تكاد تتغير: "فلان من الحكام لا يستطيع الآن تطبيق الشريعة فالتحديات كبيرة والضغوط الدولية حاضرة والمجتمع مرهق والاقتصاد هشّ.. إلخ".

ولا يكاد ردّ فعل بعض القرّاء يخرج عن هذا.. وكأنّهم في حالة تحفّز ضدّ أي استعداء لمن يحبّون ويوالون.. والقضية أوسع من هذا، فلم تكن دعوتي يومًا مرتبطة بمناكفة شخص أو فصيل أو حكومة، بل هي من باب البيان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أتعبّد لله بأدائه.

إنّ حديثي عن قضية الشريعة هو من باب تصحيح المفاهيم حولها، فنحن لدينا مأزق كبير في فهم الشريعة وتطبيقاتها في الواقع والدولة، وفي فهم نطاقها ومجالاتها، وفي فهم حقيقة ارتباطها بالتوحيد.. وهذا المأزق في الفهم هو أحد أبرز العوائق دونها. ولهذا أتناولها في كل مرة من جوانب مختلفة، تفاعلًا مع الأحداث والوقائع والتصريحات لبثّ الوعي بخصوصها.

فإذا كنا ننطلق من فكرة أننا غير قادرين اليوم على إقامة الشريعة بشكل شامل بسبب عجزنا وضعفنا، وبسبب عدم وضوح قضية الشريعة لدى المجتمع، فإنّ الواجب البديهي الطبيعي أن نقوم بواجب البيان ونعرّف الناس بقضية الشريعة ونبثّ مفاهيمها بينهم ونربّي الأجيال عليها لتصير رأيًا عامّا لديهم، وغاية يسعون إليها.. أمّا أن يكون كل حديثنا عن الشريعة هو ترديد مقولة الضعف والعجز فحسب ثم نغلق الكتاب، بلا دعوة ولا بيان ولا رؤية ولا مشروع.. فهذا من الخذلان والله المستعان!

بل إنّ بعض تلك الاعتراضات التي أراها كلما كتبت شيئا عن الشريعة تؤكّد لي أننا وصلنا إلى مدى مؤسف من الجهل بخصوص فهم قضيتها. فهناك الكثير من الفهم السطحي لها ولمظاهر إقامتها في المجال العام، بل هناك عدد لا بأس به من النخب الشرعية والمثقّفة ثقافة إسلامية، وبعضها يمارس الدعوة ويكتب عن الإسلام، تحمل تصوّرات غائمة أو مغلوطة عن الشريعة، فبعضهم يرى أنّ الشريعة مطبّقة في بلادنا، وبعضهم ينظر إلى أمور فردية وشعائرية هي الدليل عنده على تطبيق الشريعة وعدم التقصير فيها!

من أجل ذلك كله أرى وجوب الحديث عن الشريعة وتوضيح مفاهيمها في كل محفل، وإحيائها في عقول المسلمين وقلوبهم، وتناول الماجَريات بمعيارها لتعويد المسلمين الذين غابوا عن آفاق الشريعة طويلا على قياس الأمور بمعيارها والعودة إلى مرجعيّتها دومًا، مع العمل على تطوير رؤى شرعية تواكب تحدّيات الواقع واحتياجاته.

وكل ذلك للاقتراب من إقامة دين الله في الأرض في جميع المجالات، فلا يوجد واجب أولى من العمل على هذا، فهو رسالة الإسلام وصلب دعوته، وهو من إخلاص العبودية لله؛ حقيقة هذا الدين والغاية التي من أجلها خلق الله الخلق وأرسل الرسل. ولا يوجد واجب أو مهمة أو عمل دنيوي مقدَّم عليه، بل كل عمل دنيوي من الأعمال العامة ينبغي أن يصبّ في صالحه ويؤول إليه، والغافل عن هذا يحتاج أن ينبَّه والله الموفق.

BY شريف محمد جابر


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/sharefmg/1311

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

He adds: "Telegram has become my primary news source." Telegram was founded in 2013 by two Russian brothers, Nikolai and Pavel Durov. Some people used the platform to organize ahead of the storming of the U.S. Capitol in January 2021, and last month Senator Mark Warner sent a letter to Durov urging him to curb Russian information operations on Telegram. The Russian invasion of Ukraine has been a driving force in markets for the past few weeks. In December 2021, Sebi officials had conducted a search and seizure operation at the premises of certain persons carrying out similar manipulative activities through Telegram channels.
from us


Telegram شريف محمد جابر
FROM American