Telegram Group & Telegram Channel
هناك من يفهم أن السياسة تعني فن التخلي عن القيم والمبادئ في سبيل تحقيق ما تريد، ولذلك تجد هؤلاء يسخرون ممن يستحضر القيم والمبادئ في سياق الممارسة السياسية.

والواقع أن هذا منظور وهمي ولا ينطبق إلا على من لا يحمل أي مبدأ أو مشروع سوى بقائه في السلطة. أما صاحب المشروع، وخصوصا صاحب المشروع الإسلامي، فينبغي أن تكون السياسة هي الخطاب والممارسات التي تقربه من تحقيق مشروعه وإن على المدى البعيد، فإذا كانت السياسة تبعده عن مشروعه ومبادئه، وتدخله في أطر وممارسات تحقق مشاريع الآخرين، فإن ما يمارسه من تنازلات هو في الواقع غباء سياسي وليس سياسة، ويعكس ارتعاشه وضعفه وانعدام خبرته في السياسة، لأن كل عاقل لو فكر قليلا سيدرك أن أسهل فعل سياسي هو التنازل عن المبادئ تحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية، وهذا في الحقيقة "انفعال" أكثر من كونه "فعلا".

السياسة الحاذقة لأصحاب أي مشروع هي التي توفر الحماية والسلطة للمشروع دون التضحية به فيبقى الأشخاص ويذوب المشروع. وهذه مهمة صعبة تحتاج قبل كل شيء إلى ثقة بالله عز وجل، وإلى اعتزاز بما لدينا من قيم ومبادئ، وإلى معرفة وخبرة واسعتين في الواقع وفي علوم التفاوض والدبلوماسية، لأنك قد تملك من القوة وأوراق الضغط على الأرض ما تجهل كيف تستثمره في علاقاتك السياسية الداخلية والخارجية وتظن نفسك ضعيفا مضطرا إلى التنازلات المجانية حتى بدون ضغوط!

وحين تدخل جهة ما في مضمار السياسة دون خلفية في هذه المجالات تقع فريسة الرهبة والسير في المناطق المعتمة، ونرى حنفية التنازلات تخر بقوة!

ومن هنا تدرك حين ترى أحدا يشيد بجهة تمارس السياسة لأنها تمارس التنازل دائما ويسميه "خداعا".. تدرك أنه شخص لا علاقة له بالسياسة ولا يفهم فيها!
👍2712😢2



group-telegram.com/sharefmg/934
Create:
Last Update:

هناك من يفهم أن السياسة تعني فن التخلي عن القيم والمبادئ في سبيل تحقيق ما تريد، ولذلك تجد هؤلاء يسخرون ممن يستحضر القيم والمبادئ في سياق الممارسة السياسية.

والواقع أن هذا منظور وهمي ولا ينطبق إلا على من لا يحمل أي مبدأ أو مشروع سوى بقائه في السلطة. أما صاحب المشروع، وخصوصا صاحب المشروع الإسلامي، فينبغي أن تكون السياسة هي الخطاب والممارسات التي تقربه من تحقيق مشروعه وإن على المدى البعيد، فإذا كانت السياسة تبعده عن مشروعه ومبادئه، وتدخله في أطر وممارسات تحقق مشاريع الآخرين، فإن ما يمارسه من تنازلات هو في الواقع غباء سياسي وليس سياسة، ويعكس ارتعاشه وضعفه وانعدام خبرته في السياسة، لأن كل عاقل لو فكر قليلا سيدرك أن أسهل فعل سياسي هو التنازل عن المبادئ تحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية، وهذا في الحقيقة "انفعال" أكثر من كونه "فعلا".

السياسة الحاذقة لأصحاب أي مشروع هي التي توفر الحماية والسلطة للمشروع دون التضحية به فيبقى الأشخاص ويذوب المشروع. وهذه مهمة صعبة تحتاج قبل كل شيء إلى ثقة بالله عز وجل، وإلى اعتزاز بما لدينا من قيم ومبادئ، وإلى معرفة وخبرة واسعتين في الواقع وفي علوم التفاوض والدبلوماسية، لأنك قد تملك من القوة وأوراق الضغط على الأرض ما تجهل كيف تستثمره في علاقاتك السياسية الداخلية والخارجية وتظن نفسك ضعيفا مضطرا إلى التنازلات المجانية حتى بدون ضغوط!

وحين تدخل جهة ما في مضمار السياسة دون خلفية في هذه المجالات تقع فريسة الرهبة والسير في المناطق المعتمة، ونرى حنفية التنازلات تخر بقوة!

ومن هنا تدرك حين ترى أحدا يشيد بجهة تمارس السياسة لأنها تمارس التنازل دائما ويسميه "خداعا".. تدرك أنه شخص لا علاقة له بالسياسة ولا يفهم فيها!

BY شريف محمد جابر


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/sharefmg/934

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Also in the latest update is the ability for users to create a unique @username from the Settings page, providing others with an easy way to contact them via Search or their t.me/username link without sharing their phone number. The channel appears to be part of the broader information war that has developed following Russia's invasion of Ukraine. The Kremlin has paid Russian TikTok influencers to push propaganda, according to a Vice News investigation, while ProPublica found that fake Russian fact check videos had been viewed over a million times on Telegram. He floated the idea of restricting the use of Telegram in Ukraine and Russia, a suggestion that was met with fierce opposition from users. Shortly after, Durov backed off the idea. "There are several million Russians who can lift their head up from propaganda and try to look for other sources, and I'd say that most look for it on Telegram," he said. You may recall that, back when Facebook started changing WhatsApp’s terms of service, a number of news outlets reported on, and even recommended, switching to Telegram. Pavel Durov even said that users should delete WhatsApp “unless you are cool with all of your photos and messages becoming public one day.” But Telegram can’t be described as a more-secure version of WhatsApp.
from us


Telegram شريف محمد جابر
FROM American