group-telegram.com/sharefmg/934
Last Update:
هناك من يفهم أن السياسة تعني فن التخلي عن القيم والمبادئ في سبيل تحقيق ما تريد، ولذلك تجد هؤلاء يسخرون ممن يستحضر القيم والمبادئ في سياق الممارسة السياسية.
والواقع أن هذا منظور وهمي ولا ينطبق إلا على من لا يحمل أي مبدأ أو مشروع سوى بقائه في السلطة. أما صاحب المشروع، وخصوصا صاحب المشروع الإسلامي، فينبغي أن تكون السياسة هي الخطاب والممارسات التي تقربه من تحقيق مشروعه وإن على المدى البعيد، فإذا كانت السياسة تبعده عن مشروعه ومبادئه، وتدخله في أطر وممارسات تحقق مشاريع الآخرين، فإن ما يمارسه من تنازلات هو في الواقع غباء سياسي وليس سياسة، ويعكس ارتعاشه وضعفه وانعدام خبرته في السياسة، لأن كل عاقل لو فكر قليلا سيدرك أن أسهل فعل سياسي هو التنازل عن المبادئ تحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية، وهذا في الحقيقة "انفعال" أكثر من كونه "فعلا".
السياسة الحاذقة لأصحاب أي مشروع هي التي توفر الحماية والسلطة للمشروع دون التضحية به فيبقى الأشخاص ويذوب المشروع. وهذه مهمة صعبة تحتاج قبل كل شيء إلى ثقة بالله عز وجل، وإلى اعتزاز بما لدينا من قيم ومبادئ، وإلى معرفة وخبرة واسعتين في الواقع وفي علوم التفاوض والدبلوماسية، لأنك قد تملك من القوة وأوراق الضغط على الأرض ما تجهل كيف تستثمره في علاقاتك السياسية الداخلية والخارجية وتظن نفسك ضعيفا مضطرا إلى التنازلات المجانية حتى بدون ضغوط!
وحين تدخل جهة ما في مضمار السياسة دون خلفية في هذه المجالات تقع فريسة الرهبة والسير في المناطق المعتمة، ونرى حنفية التنازلات تخر بقوة!
ومن هنا تدرك حين ترى أحدا يشيد بجهة تمارس السياسة لأنها تمارس التنازل دائما ويسميه "خداعا".. تدرك أنه شخص لا علاقة له بالسياسة ولا يفهم فيها!
BY شريف محمد جابر
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/sharefmg/934