group-telegram.com/sheikh_alHabib/5305
Last Update:
● يقولون: فعمار قد أخطأ في حق عثمان كما يخطئ الإخوة بعضهم في حق بعض، وقد قال يوسف عليه السلام: (مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي).
ويقال لهم: هذا رد على المصطفى صلى الله عليه وآله! لأن البخاري يروي في (صحيحه) أن عمارا «قد أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم»، فلا يمكن أن نعتبر اشتراكه في قتل عثمان إثما أوقعه فيه الشيطان، بل هو سداد ورشد على اليقين، لأن عمارا خُيِّرَ آنذاك بين أمرين: أن يكون مع عثمان؛ أو أن يكون عليه، وقد اختار الأخير، وقد جاء في الحديث الذي حسَّنه الألباني والذي أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد وغيرهم عن عائشة قالت: «وأما عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يُخَيَّرُ بين أمرين إلا اختار أرشدهما - أو أسدَّهُما». وقد أمرنا صلى الله عليه وآله أن نهتدي بهدي عمار، كما في الحديث الذي صحَّحه الألباني والذي أخرجه الترمذي حيث قال: «واهتدوا بهدي عمار». وبناء على ذلك يكون ما صنعه عمار بعثمان حتى قُتِلَ؛ هدى ورشدا وسدادا لا محالة، وعلينا اتباعه، فقد جاء عن عائشة كما في (تاريخ دمشق): «ذاك رجل يتبعه الناس في دينه».
● يقولون: إنه مهما كان من عمار تجاه عثمان بحسب الآثار؛ فإنه لا يستدعي منا أن نراجع موقفنا من عثمان أو أن نشك في منزلته، فهو صحابي جليل وخليفة راشد تستحي منه الملائكة وقد بُشِّر بالجنة وأنبأ النبي صلى الله عليه وآله عن أنه يقتل مظلوما وفضائله كثيرة.
ويقال لهم: بلى! إن هذا يستدعي منا حقا أن نراجع موقفنا لأن كل هذا الذي يُحكى لعثمان من فضائل ومنازل لو كان حقا لما خفي على مثل عمار بن ياسر رضي الله عنهما، وهو أتقى لله تعالى من أن يؤلب على قتل رجل من أهل الجنة وله كل هذه الفضائل! وهو أورع من أن يسمع النبي صلى الله عليه وآله ينبئ بأن عثمان سيقتل مظلوما ثم يمضي بنفسه في ذلك حتى إذا تم أبطل دمه! إنه لا بد أن كل هذه الأحاديث المكذوبة والفضائل المزعومة قد نُسجت في مرحلة لاحقة زمان حكومة بني أمية قوم عثمان، حيث أوعزوا للوُضّاع بأن يضعوا لصاحبهم ما شاءوا، ولم يكن عمار ولا مَن في منزلته في الإيمان يعرفونها في زمانهم.
● يقولون: فلِمَ لا نقول بأن العكس هو الصحيح؛ وهو أن فضائل عمار هي المكذوبة الموضوعة؟!
يقال لهم: لأنها أولا مستفيضة عندكم بأصح الأسناد، وإذا أردتم التشكيك في صحتها فلن يبقى لكم حينئذ حجر على حجر إذ تهدمون علم الحديث عندكم! وثانيا لأنه لا سواء بين رجل أقام بنو أبيه دولة على رمزيته وقميصه ودمه فيكون من المصلحة السياسية وضع الفضائل والمناقب له؛ وبين رجل ليس له ولا لقومه أي شيء من ذلك، ولقد كان من بيت متواضع فيه عبد وأمة، لا هو برأس من رؤوس قريش ولا حزب من الأحزاب. فعلى أي أساس نفترض وضع الفضائل والمناقب لعمار وهو الذي كان يُشتم زمان بني أمية كما يشتم علي أمير المؤمنين عليه السلام؟! إن فضائل عمار - بالنظر إلى هذه الظروف الموضوعية - لا يمكن أن تكون إلا من الحق واليقين، فيما فضائل عثمان مشكوكة على أدنى تقدير بالنظر إلى عوامل المصلحة السياسية. والمؤمن لا يأخذ بالشك ويترك اليقين.
● يقولون: فإنّ اليقين في جانب عثمان فهو الأرجح كفة.
ويقال لهم: كلا! بل اليقين في جانب عمار وهو الراجح كفة، لأن ابن ياسر محل إجماع المسلمين دون ابن عفان، فإنه لا خلاف بينهم في أن القرآن الحكيم شهد بامتلاء قلب عمار بالإيمان، كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: «واتفقوا على أنه نزل فيه: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ)». وكل من يحتكم لكتاب الله تعالى ويطلب الفصل منه؛ لا يمكنه إلا أن يرجّح كفة عمار رضوان الله تعالى عليه، فتكون النتيجة: سقوط عثمان!
BY Sheikh_alHabib الشيخ ياسر الحبيب
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/sheikh_alHabib/5305