Telegram Group & Telegram Channel
قناة ساري عرابي
علوم الآلة لا مذهب لها. يعني لا يقال لمدرّس ما كيف "تدرّس ألفية ابن مالك وأنت تطعن في عقيدة صاحبها؟!"، فما زال الناس يدرسون مثل هذه العلوم على بعضهم رغم اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأقوامهم وألسنتهم، ولكنّ التعصب، وضيق الأفق، يحوّل المذاهب لدى بعض الناس من اختيارات…
(1)
استدرك عليّ بعض الأعزاء ما كتبته هنا، ولم أمهل لاستيعاب الاستدراك تمامًا قبل حذفهم له، ولكن حاصل استدراكهم منحصر في قضيتين: الأولى؛ السلفيون وموقفهم من علماء الأمة السالفين وتراثهم العلمي، والثانية؛ الإمامية وسبب تدريسهم في قرون ماضية لمختصر ابن الحاجب، وهو ما يمكن بيانه باختصار فيما يلي:

١. القول إنّ علوم الآلة علوم محايدة، ولا وجه للإنكار على أيّ أحد يدرسها من كتب المخالفين له في الاعتقاد، لا يعني تصحيح ما تورثه النزعة السلفية من نفور من علماء الأمة السالفين، والموقف المتحفز تجاههم، والنظر إليهم بعين الاتهام أو الشك والريبة في الحدّ الأدنى، فالجهة منفكة، كما أنّ السلفيين ليسوا نمطًا واحدًا في كيفية النظر لعلماء الأمّة السالفين المخالفين لهم، ولا وجه لإلزامهم بمدّ أصولهم إلى منتهاها بحيث نوقعهم فيما أبوا الوقوع فيه من الإساءة والتنقيص والإسقاط لعلماء الأمة، فنقد هذه الأصول ومناقشتهم فيها وبيان مؤداها ومنتهاها شيء وإلزامهم بنتائج لا يقولون بها شيء آخر، وهذا النقد والبيان لا بدّ منه حتمًا، فمن بدأ بالتنفير من الرازي والغزالي والجويني، انتقل إلى أبي حنيفة وابن حجر والنووي، وأخيرًا سمعت من يكفر البخاري، بل أمس سمعت درسًا لأحدهم ينتقص من ابن تيمية نفسه، لأنه يعذر مخالفيه من العلماء، وفي هذا السياق ذكرت تدريس الحوزة لا سيما في مرحلة المقدمات لعلوم الآلة من كتب أهل السنة، ولأنّ هذه العلوم تراث الأمة كله، بقطع النظر عن مذاهب مبدعيها، فالعلم أكبر من حصره في تفاخر أشبه بتفاخر الحزبيين والقبليين، ولا حاجة أصلاً لمثل هذا التفاخر فالأمر واضح ينادي على نفسه، وإنما التذكير بمذاهب مبدعي هذه العلوم مهم لبيان خطورة النزعة الإسقاطية لتاريخنا العلمي والديني. 👇👇
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
11👍2👏1



group-telegram.com/sari_orabi/4653
Create:
Last Update:

(1)
استدرك عليّ بعض الأعزاء ما كتبته هنا، ولم أمهل لاستيعاب الاستدراك تمامًا قبل حذفهم له، ولكن حاصل استدراكهم منحصر في قضيتين: الأولى؛ السلفيون وموقفهم من علماء الأمة السالفين وتراثهم العلمي، والثانية؛ الإمامية وسبب تدريسهم في قرون ماضية لمختصر ابن الحاجب، وهو ما يمكن بيانه باختصار فيما يلي:

١. القول إنّ علوم الآلة علوم محايدة، ولا وجه للإنكار على أيّ أحد يدرسها من كتب المخالفين له في الاعتقاد، لا يعني تصحيح ما تورثه النزعة السلفية من نفور من علماء الأمة السالفين، والموقف المتحفز تجاههم، والنظر إليهم بعين الاتهام أو الشك والريبة في الحدّ الأدنى، فالجهة منفكة، كما أنّ السلفيين ليسوا نمطًا واحدًا في كيفية النظر لعلماء الأمّة السالفين المخالفين لهم، ولا وجه لإلزامهم بمدّ أصولهم إلى منتهاها بحيث نوقعهم فيما أبوا الوقوع فيه من الإساءة والتنقيص والإسقاط لعلماء الأمة، فنقد هذه الأصول ومناقشتهم فيها وبيان مؤداها ومنتهاها شيء وإلزامهم بنتائج لا يقولون بها شيء آخر، وهذا النقد والبيان لا بدّ منه حتمًا، فمن بدأ بالتنفير من الرازي والغزالي والجويني، انتقل إلى أبي حنيفة وابن حجر والنووي، وأخيرًا سمعت من يكفر البخاري، بل أمس سمعت درسًا لأحدهم ينتقص من ابن تيمية نفسه، لأنه يعذر مخالفيه من العلماء، وفي هذا السياق ذكرت تدريس الحوزة لا سيما في مرحلة المقدمات لعلوم الآلة من كتب أهل السنة، ولأنّ هذه العلوم تراث الأمة كله، بقطع النظر عن مذاهب مبدعيها، فالعلم أكبر من حصره في تفاخر أشبه بتفاخر الحزبيين والقبليين، ولا حاجة أصلاً لمثل هذا التفاخر فالأمر واضح ينادي على نفسه، وإنما التذكير بمذاهب مبدعي هذه العلوم مهم لبيان خطورة النزعة الإسقاطية لتاريخنا العلمي والديني. 👇👇

BY قناة ساري عرابي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/sari_orabi/4653

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

"He has to start being more proactive and to find a real solution to this situation, not stay in standby without interfering. It's a very irresponsible position from the owner of Telegram," she said. On Telegram’s website, it says that Pavel Durov “supports Telegram financially and ideologically while Nikolai (Duvov)’s input is technological.” Currently, the Telegram team is based in Dubai, having moved around from Berlin, London and Singapore after departing Russia. Meanwhile, the company which owns Telegram is registered in the British Virgin Islands. This provided opportunity to their linked entities to offload their shares at higher prices and make significant profits at the cost of unsuspecting retail investors. In 2018, Russia banned Telegram although it reversed the prohibition two years later. "Someone posing as a Ukrainian citizen just joins the chat and starts spreading misinformation, or gathers data, like the location of shelters," Tsekhanovska said, noting how false messages have urged Ukrainians to turn off their phones at a specific time of night, citing cybersafety.
from tr


Telegram قناة ساري عرابي
FROM American