group-telegram.com/sari_orabi/4653
Last Update:
(1)
استدرك عليّ بعض الأعزاء ما كتبته هنا، ولم أمهل لاستيعاب الاستدراك تمامًا قبل حذفهم له، ولكن حاصل استدراكهم منحصر في قضيتين: الأولى؛ السلفيون وموقفهم من علماء الأمة السالفين وتراثهم العلمي، والثانية؛ الإمامية وسبب تدريسهم في قرون ماضية لمختصر ابن الحاجب، وهو ما يمكن بيانه باختصار فيما يلي:
١. القول إنّ علوم الآلة علوم محايدة، ولا وجه للإنكار على أيّ أحد يدرسها من كتب المخالفين له في الاعتقاد، لا يعني تصحيح ما تورثه النزعة السلفية من نفور من علماء الأمة السالفين، والموقف المتحفز تجاههم، والنظر إليهم بعين الاتهام أو الشك والريبة في الحدّ الأدنى، فالجهة منفكة، كما أنّ السلفيين ليسوا نمطًا واحدًا في كيفية النظر لعلماء الأمّة السالفين المخالفين لهم، ولا وجه لإلزامهم بمدّ أصولهم إلى منتهاها بحيث نوقعهم فيما أبوا الوقوع فيه من الإساءة والتنقيص والإسقاط لعلماء الأمة، فنقد هذه الأصول ومناقشتهم فيها وبيان مؤداها ومنتهاها شيء وإلزامهم بنتائج لا يقولون بها شيء آخر، وهذا النقد والبيان لا بدّ منه حتمًا، فمن بدأ بالتنفير من الرازي والغزالي والجويني، انتقل إلى أبي حنيفة وابن حجر والنووي، وأخيرًا سمعت من يكفر البخاري، بل أمس سمعت درسًا لأحدهم ينتقص من ابن تيمية نفسه، لأنه يعذر مخالفيه من العلماء، وفي هذا السياق ذكرت تدريس الحوزة لا سيما في مرحلة المقدمات لعلوم الآلة من كتب أهل السنة، ولأنّ هذه العلوم تراث الأمة كله، بقطع النظر عن مذاهب مبدعيها، فالعلم أكبر من حصره في تفاخر أشبه بتفاخر الحزبيين والقبليين، ولا حاجة أصلاً لمثل هذا التفاخر فالأمر واضح ينادي على نفسه، وإنما التذكير بمذاهب مبدعي هذه العلوم مهم لبيان خطورة النزعة الإسقاطية لتاريخنا العلمي والديني.
