group-telegram.com/abo_moaaz2/663
Last Update:
الخامس: الشّورى والنّصحُ
لِنعلمْ أيُّها الأفاضلُ أنّ الشّورى والنُّصحَ من أنفعِ الأمورِ التي تسهمُ في بلوغِ النّجاحِ في الأعمالِ.
وذلكَ لأنَّ الواحدَ منّا قد ينحرفُ في تفكيرِهِ وَيتعثَّرُ في تصوُّرِهِ فإذا بهِ يُغلِّبُ المفضولَ على الفاضلِ، وقد تجتذبُهُ عواطفُهُ وَتجنحُ بهِ ميولُهُ ورغباتُهُ فإذا بهِ يُقدِّمُ الذي هو أدنى على الذي هو خير.
لكنَّهُ حينَ يستشيرُ إخوانَهُ في أمرِ دينِهِ أو دنياه، ويتلمّسُ ما لديهِم من أفكارٍ، وحينَ يُخلصونَ لهُ النّصيحةَ فَيَدُلّونَهُ على ما هو أنفعُ له وأصلحُ، فإنّه بلا شكَّ سَيظفَرُ بالأحسنِ والأدعى للنّجاح.
ولهذا دعانا اللهُ تعالى إلى تفعيلِ هاتَينِ الخَصلتينِ في مُجتمعِنا، وجعلَ الشّورى والنّصيحةَ من أخصِّ ما تتميّزُ بهِ أمّةُ المسلمين ( وأمرُهم شورى بينهم ) و [ الدّينُ النّصيحة ].
وحينَ أقامَ المؤمنونَ الأوائلُ هاتينِ الخصلتينِ ووضعوهُما موضعَ التنفيذِ؛ رأى العالَمُ منهم أعظمَ نجاحٍ، ووصلَت دعوةُ المسلمينَ إلى أقاصي الأرضِ، وأشرقَتْ شمسُهم في معظمِ أرجاءِ المعمورة.
ثمّ لمّا شاعَ بينَ المسلمينَ الإعجابُ بالرأيِ، والاستئثارُ بالقرارِ، واستغنَوا عن شوراهم، وغابت شمسُ نصيحةِ علمائهِم عن مجالسِ حكّامِهم وأمرائِهم، غابَ مع ذلكَ عزُّ دولةِ الإسلامِ، وانزوى حكمُ المسلمينَ عن دولٍ كانت لعهدٍ طويلٍ تحت رايتِهم، وتحزّبَ المسلمونَ فصاروا شيعاً ودويلاتٍ لا قرارَ لهم ولا يهابُهم أعداؤهم.
فبئسَ الحالُ حالُنا إن نحنُ أهملنا الشّورى والنّصيحةَ وأغفلناهُما، ونعمَ المآلُ مآلُنا إن نحنَ أحييناهُما وأعملناهُما.
والحمد لله ربِّ العالمين
BY أبو معاذ الحمصي ( زيتون )
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/abo_moaaz2/663