group-telegram.com/al_fekrah/97
Last Update:
💠السنة النبوية
✍️ن. حاتمي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
إن السنة هي مصدر من مصادر الشريعة، لأنها وحي خفي من الله تعالى، وما ينطق عن الهوى. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه» (رواه أحمد).
ومن أهم فوائد السنة أنها تشرح وتبين القرآن، كما قال شيخ الإسلام في الواسطية: «السنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه». وكيف نفهم القرآن دون فهم السنة؟ فمن أراد أن يفهم الكتاب فعليه بالسنة.
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: «كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن». وقال تعالى: «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون» (النحل: 44)، وقال أيضًا: «وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون» (النحل: 64).
ثم إن السنة هي سبيل نجاة البشرية في مواقع الفتن، كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بها، خصوصًا في أوقات الفتن والاختلاف. فقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ» (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه).
ومن تأثيرات اتباع سنته صلى الله عليه وسلم أن ذلك يزيد محبته في القلب، ويتسبب في شفاعته ونجاته يوم القيامة إن شاء الله. لأن التمسك بالسنة والحرص عليها - وليس مجرد الادعاء والكلام والعاطفة - هو الدليل الحقيقي على كمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم. فكم من إنسان يدعي كمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخالف سنته صباحًا مساءً، ويرتكب ما يبغضه النبي صلى الله عليه وسلم، فتجد مثلًا بعض الناس يعلق على سيارته عبارة جميلة كدليل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم: «كلنا فداك يا رسول الله»، ومع ذلك هو آكل للربا أو عاق لوالديه أو مضيع للصلوات.
ولأمثال هؤلاء يقال: إن التمسك بالسنة هو سبب للنجاة وعصمة من الوقوع في الضلال، كما قال الإمام مالك رحمه الله: «السنة كسفينة نوح، من ركبها فقد نجا، ومن تخلف عنها غرق».
وقال الإمام الزهري: «كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة». وكتب عمر بن عبد العزيز وصية لرجل فقال فيها: «فعليك بلزوم السنة، فإنها لك بإذن الله عصمة».
وأن العمل بالسنة سبيل لمحبة الله تعالى للعبد ومغفرته لذنوبه، كما قال تعالى: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم» (آل عمران: 31).
📃جريدة "الفكرة" لجامعة أحناف-خواف، العدد الثامن، 9جمادي الثاني ١٤٤٦ الموافق للاول و العشرین من آذر ١۴۰۳
https://www.group-telegram.com/ua/al_fekrah.com
BY جريدة الفكرة

Share with your friend now:
group-telegram.com/al_fekrah/97