Telegram Group Search
كلَّما كنتُ في أسوأ أحوالي، وعلى حافَّةِ الانهيارِ العصبيّ..
صوتٌ ما بداخلي يقول لي:
"عِش حياتك، كما لو أنَّكَ تعرف موعد موتك"

- خالد نوارة
لا أنسى شاعرة سورية ربما كانت عزيزة هارون، قالت قصيدة بمؤتمر الأدباء، هزني وضربني في دماغي نصف بيت لها يقول (تفوحين عطرا وشيئا حرام!)

- أنيس منصور
أذكرُ جيِّدًا
المرَّةَ الأولى التي لمستُكِ فيها،
حينها فقط،
أحسستُ وكأنَّ ملكَ الموت قال لي بنبرةٍ مَرِحة:
"ضَحِكَ لكَ القدر،
وكُتِبَ لكَ عمرٌ جديد.

لذا،
أطلِقِ العنانَ لروحك،
واكسِرْ قضبانَ الرتابة،
رتابةَ حياتك القديمة،
وعِشْه...
عِشْهُ وكأنَّه سينتهي بعدَ أوَّلِ قبلةٍ بينكما.
عِشْهُ وكأنَّكَ دبٌّ تمرَّدَ،
وقرَّر أن يخرجَ قبلَ نهايةِ سباتِه بغفوةٍ.
عِشْهُ وكأنَّكَ وحشٌ صارَ نباتيًّا،
أو حتَّى نباتيًّا صارَ متوحِّشًا.
عِشْهُ كيفما شئتَ وأردتَ،
عدا أن تعيشَه مثلَ العالمِ والنَّاس."

أذكرُ جيِّدًا
المرَّةَ الأخيرةَ التي لمستُكِ فيها،
سمعتُهُ وهو يقول لي بنبرةٍ حادَّة:
"ضَحِكَ عليكَ القدر.."

- خالد نوارة
في عالم العمى، تصير اليد عينًا، والرؤية خيالًا أعمق من الصور.
أحسد الأعمى، لأنه يكتشف السحر في أبسط الأشياء، بيدين تعانقان العالم بدل أن تكتفيا بالنظر إليه.
أن ترى بيدين، يا لها من عذوبة!
أن تُدرك الأشياء بلمسها، يا لها من روعة!
الأعمى وحده يبصر العالم من مسافة القلب.. كل لمسة عنده تصبح رؤية، ويداه نافذتان من نور تطلان على عالم أوسع من أن تدركه العيون. وما أعذب أن تُبصر بالعقل واليد ما تعجز العيون عن رؤيته.

- خالد نوارة
يقولون لي: مَن أنت في كل بَلدة
وما تَبتغي؟ ما أبتغي جَلَّ أن يُسمى.

- المتنبي
آصِف
يقولون لي: مَن أنت في كل بَلدة وما تَبتغي؟ ما أبتغي جَلَّ أن يُسمى. - المتنبي
قال أيضًا:
أريد من زمني ذا أن يبلغني
ما ليس يبلغه من نفسه الزمن.
غرفةٌ صغيرةٌ صالحة للحياة
غرفةٌ صغيرةٌ وضيِّقة صالحة للموت
غرفةٌ صغيرةٌ ورطبة لا تصلح لشيء.
غرفةٌ صغيرةٌ فيها:
امرأة تقشِّر البطاطا واليأس..
عامل باطون لا ينامُ أبدًا،
بنتٌ تبكي كثيرًا بدونِ سبب
وأنا ولدٌ مشاكس وغير لئيمٍ
لديَّ كتب وأصدقاء،
ولا شيء غير ذلك.

ومنذُ أن ولدتَ بلا وطنٍ،
ومنذُ أن أصبحَ الوطن قبرًا
ومنذ أن أصبحَ القبر كتابًا
ومنذ أن أصبحَ الكتاب معتقلًا
ومنذ أن أصبحَ المعتقل حلمًا
ومنذ أن أصبحَ الحلم وطنًا.
بحثت عن غرفة صغيرة وضيِّقة؛
أستطيعُ فيها التنفُّس بحريَّة.

إنَّني أتنفَّسُ بحريَّة
في غرفةٍ صغيرة وضيِّقة،
أخلعُ ثيابي وأنام
أخلعُ فمي وأتكلَّم،
أخلع قدمي وأقوم بنزهةٍ
تحت غبار السرير؛
مفتِّشاً عن بقايا أطعمةٍ
وقطط تحبُّ المداعبة.
على الرفِّ في الغرفة، كتبٌ وأصدقاء
وهناك أيضًا حزمةٌ جافَّة
من البرسيم، صورة لغيفارا
ولوحةٌ سوداء لمنذر مصري..
عندما أجوع ألتهمُ الكتب
وأقول للأصدقاء:
- أيُّها الأصدقاء، تعالوا لنتحاور..
وأصدقائي كثيرون،
الذين يحبُّونني لا يتركون لي فرصةٌ للموتِ،
والذين يكرهونني لا يتركون لي فرصةٌ للحياة.
وغدًا على الأرجحِ، سألْتَهِمُ الأصدقاء،
كما التهمتُ الكتب
وقرارات الأمم المتَّحدة.
وغدًا على الأرجحِ،
سأكفُّ عن الحلم
مثلما كفَّت الآنسة (س)
يدُّها عن شؤونِ قلبي..
وغدًا على الأرجحِ،
سأتركُ للغرفةِ تأسيس حياتي
بجدرانها الخمسة المدمَّاة
ونافذتها الوحيدة المشرعة.

في غرفةٍ صغيرةٍ وضيِّقة
صالحة للبكاءِ،
في غرفة صغيرة وضيِّقة
صالحة للحبِّ،
في غرفة صغيرة وضيِّقة
صالحة للمؤتمرات؛
لم أستطع أن أتآمر على أحدٍ
لم أستطع أن أفعل شيئًا.
في غرفة صغيرة وضيِّقة
صالحة للكتابة،
لم أستطع إلاَّ كتابة وصيَّتي الأخيرة..
الغرفة الصغيرة الضيِّقة
الممدَّدة كجثَّة فوق سرير الأرض
قابلة مثلي للتشريح
ومثلي قابلة للإبادة.
في الغرفة الصغيرة الضيِّقة
أقرأُ الصحف والمذابح
في الغرفة الصغيرة الضيِّقة
أعوي كعاصفة وأغرِّد كسنبلة
أنا في الغرفة الصغيرة الضيِّقة:
نهرٌ مكسور..
وأحيانًا أمَّة مضطَّهدة.

- أين ذهبت المرأة؟
* لتموت في الغرفة الصغيرة الضيِّقة.
- أين قرَّرْتَ الحزن؟
* في الغرفة الصغيرة الضيِّقة.
- كم عمرك؟
* غرفة صغيرة ضيِّقة.
- ما هي الأرض؟
* غرفة صغيرة ضيِّقة.

اليوم صباحًا وكإنسانٍ مقتول
يعرفُ تاريخ ولادتهُ
ولا يملكُ شهادة الوفاة؛
أغلقتُ عيني النافذة
وتركت الغرفة الصغيرة الضيِّقة
تفيض حتَّى حافَّتها بالأمراض
اليوم صباحًا قلتُ:
سأفتِّش عن فاكهةٍ لم تلمسها يد،
وصديق لم تذهب بهِ رصاصةً إلى السماء
ذهبتُ إلى الأشجارِ
وما وجدت أحدًا
إلى الينابيعِ
وما وجدت أحدًا
إلى الصخورِ
وما وجدت أحدًا
إلى الحيواناتِ
وما وجدت أحدًا
ذهبتُ إلى المطارات والشوارع
ومؤسَّسات الأيتام
فحسبوني شحَّاذًا ووضعوا في
كفِّي النقود..
اليوم مساءً وكحصانٍ مقطوع الرأس
عدتُ إلى الغرفةِ،
الغرفة الصغيرة الضيِّقة
وبلطة ضخمة من الصراخ
تنمو تحت أظافري.

- رياض الصالح الحسين
Forwarded from مِيرِيْلৎ୭ (سَـৎ୭)
تدربتُ على قولِ: " أحبك "
ليسَ أحبك لأنّك
أو
أحبك رغمَ أنك،
فقط: أحبك.

•سابرينا بينايم.🌸
____
Je me suis entraîné à dire "Je t'aime", c'est pas "je t'aime parce que tu es .." ou "je t'aime même si tu es .."
C'est seulement "je t'aime."

•Sabrina Binaime.🌸

ترجمتي ساره الصّفدي.
في البدءِ،
لم أكن سوى جفنٍ مرتعشٍ يحلم بالصحو
وحين فُتِحَت عيني:
تكوَّنتْ الجبالُ من تعبِ صعودي
والأنهارُ من تعبِ رجوعي
والأشجارُ من تكرار ربيعي
وتكوَّنْتُ أنا من تعبِ الأسئلة.

منذ ذلك الحين، لم أرتَح.

كلُّ ما فيَّ يئنُّ بصوتٍ مختلف:
عظامي من ثقلِ ذاكرتها
أصابعي من كثرة الكتابة
أجنحتي من المسافات بين الأسئلة والأجوبة
سمائي من كثرة ما رأت
وعيناي من إعادة النظرِ في كلِّ شيء.

في داخلي تتراكمُ الجغرافيا كطبقاتٍ من محاولاتِ البقاء:
جبالٌ من صمتٍ قديم
وديانٌ من أفكارٍ متوحّشة
وهضابٌ من نسيانٍ يتشبَّهُ بالصفح.

كلُّ تضاريسي مجرّدُ استعارةٍ منّي
الجبالُ هي أنا حين أتشبّث
الوديانُ أنا حين أسقط
والهضابُ أنا حين أتردد بين الصعود والهبوط.

أنا الجغرافيا التي استهلكها الوجود:
أحيانًا أشعرُ أني أُعيدُ خلقَ العالمِ بصمتي
وأحيانًا أني آخرُ كائنٍ فيه.

حتى كلماتي تتعب
تنكمشُ في حلقي
تتثاءبُ في معاجمي
وتتوسّلُ لي أن أنطقها كي تموتَ بكرامة.

في جسدي المجهول ينامُ العالمُ مرتابًا بالأسئلة
تسكنُ أفكاري في تجاويفِ جمجمتي كالحيواناتِ التي فقدت غاباتها
وتنبحُ ذكرياتي أحيانًا ككلابٍ تائهةٍ في المدنِ القديمة لروحي.

في الليل، حين يُغلقُ تعبي بابَه
يبدأ نوري في البكاء
وتعودُ أشيائي إلى أصلها:
أحلامي إلى رمادها
ذكرياتي إلى رقودها
أصواتي إلى صمتها
وأنا إلى طينتي..

كم يشبهني هذا الكون:
قلبٌ خائف
جبالٌ ترتجف من فرط الوقوف
وديانٌ تمتلئُ بوحوشِ التفكير
وسحابةٌ صغيرةٌ فوقي تمطر بصوت يقول: تعبت.

وليس في الجهة الأخرى منِّي من يسألني:
كيف حالك؟

فأبتسمُ ابتسامةً صغيرة
تسقطُ منها حقول من شقائق النعمان
وأعود إلى نومي الأول -
كمن تعبَ من أن يكونَ موجودًا.

- خالد نوارة
برّيٌّ أنا،
أشرب خضراء فكري من يد الغابة
وأغسل قلبي بندى حصى دربي.

حين تلمسني الريح
أشعر أنني شجرة تحنُّ لأهازيج الطيور
وأن روحي ورقةٌ ضاعت في مهبّ الخريف.

ألمس التراب فينبض
كأن الأرض نفسها تستعيد ذكرى بحيرات جفت
كأنها تهمس لي بأن أبكي..

كل ما حولي حيّ
حتى الظلال تنام في دمي
وتستعير ذاكرتي كي تحلم بالنور.

أتعلم اللغة من رائحة العشب
وأصمت كي أسمع شكل الضوء وهو يُبعثُ في صدري
كي أفهم كيف يصبح الصمت نغمةً من نغمات الوجود.

برّيٌّ أنا،
أمشي في اللغة كما يمشي تكرار الماء في الصخر
قلبي جبل غمرته السماء
صوتي غيمةٌ تبحث عن فمٍ لتهطلَ فيه.

حين أراك
يتحوّل الليل إلى مرآة
ويتعلم القمر كيف يبتسم من جديد.

كل جملةٍ أقولها تصير طائرًا
كل صمتٍ بيننا يصير غابة
كل فكرةٍ فيك تُنبت لي جناحًا جديدًا.

برّيٌّ أنا،
لم أتعلم أن أكون إنسانًا بعد
أنا مجرّد فكرٍ نقي خام يبحث عن جسده
ونورٍ يحاول أن يتذكّر شكله الأول.

- خالد نوارة
بيننا أشياءٌ مشتركة:
أحبُّكِ فتحبّينني،
تحبّينني فأحبُّ البشر.

أكرهكِ فتكرهينني
تكرهينني فأكرهُ البشر.

أحبُّكِ
فأُحبّ العالم:
أُحبّ الأشجار التي تشبه خضراء القلوب
والباعةَ المتجوّلين وهم يصرخون في الأزقّة
وأحبّ الشرطيَّ الذي ينظر إليّ
كما لو كنتُ تهمةً بتوزيع البؤس على الشوارع.

أكرهكِ
فأكرهُ العالم:
أكرهُ النوافذ المضيئة في الليل
وأكرهُ الضحكات القادمة من المقهى القريب
وأكرهُ العصافيرَ لأنها تجرؤ على الغناء
فيما أنا أُغلقُ أُذنيَّ بكفّيَّ.

أحبُّكِ
فأحبُّ البشر:
النساءَ اللواتي لم أعرفهُنّ
العجائزَ الذين يثرثرون بلا نهاية
الحمقى الذين يخطئون في الحساب
المجانينَ الذين ينامون على الأرصفة
والأطفالَ عند أبواب المدارس.

أكرهكِ
فأكرهُ البشر:
الموظفينَ في دوائر الدولة
السائقَ الذي يتأخر عليَّ
القططَ التي تموءُ عند نافذتي
كأنّها تسخرُ من سوء حالتي.

أحبُّكِ
فأُصافحُ شوارعًا تشبهُ تلك التي مشينا بها معًا
وأُقبّلُ أرصفةً تشبهُ تلك التي قبّلنا بعضَنا عليها
وأُوزّعُ ابتساماتٍ مجانيةً على غرباء
يشبهون غرباءَ ابتسمنا لهم معًا.

أكرهكِ
فتتغيّرُ الفيزياء:
تصيرُ الجاذبيةُ أثقل
والأرضُ تفقدُ استدارتها
والأغاني تُخطئ في اللحن
كأنّ الكونَ يعتذرُ عن استمراره بدوني.

أحبُّكِ
فأربّي في صدري حديقةً من ضوء القمر وأهازيج العصافير
وتصيرُ الأشياءُ أكثر شفافيةً:
الأشجارُ تميلُ نحوي كأنها تصغي لفرحي
والشوارعُ تُغنّي بأقدام المارّين
والعالمُ كلّه يلتقطُ أنفاسه على إيقاع قلبي.

كلّ شيءٍ يبدأ بكِ
وينتهي بكِ.
أنتِ نافذتي إلى العالم
وأنتِ الجدارُ الذي يُغلقُها.

- خالد نوارة
أُحبّكِ
لا لأنّكِ المطرُ
بل لأنّكِ اللّحظةُ
التي يقرّرُ فيها الغيمُ
أن يُحبَّ العالمَ من جديد.

- خالد نوارة
أُحبُّكِ بغزارةٍ
هكذا،
بمقدارِ انتشاءِ روحكِ بقطرةِ المطر
وبمقدارِ يقظتكِ عندَ زوالها.

- خالد نوارة
أُحِبُّكِ
هكذا، بلا أيِّ مُبَرِّرٍ
بطبيعتي أكرهُ التَّبريرات
لأشياءٍ خارجةٍ عن نطاقِ السَّيطرة.

- خالد نوارة
أُحبُّكِ
رغمَ أنَّ الوقتَ تجاوزَنا
رغمَ أنَّ الشوارعَ نسيت خطواتنا
وأنَّ المطرَ صارَ يهطل على غيرنا.

- خالد نوارة
أُحبُّكِ
لأنَّ الحنينَ لا يشيخ
ولأنَّ قلبي
رغمَ كلِّ ما انكسرَ فيه
ما زالَ يحتفظُ بمقعدٍ لكِ
قربَ النافذة.

- خالد نوارة
تصبحون على خير يا رفاق!
😂🤝
قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا
لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا
والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً
هل هانَ حُلْمُكَ.. أم أنتَ الذي هانَا؟

- فاروق جويدة
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ ولا وطنُ
ولا نَديمٌ ولا كأسٌ ولا سكنُ

- المتنبي
لم أعد أُحصي السنواتَ منذ رحيلِنا
لكنَّ قلبي ما زالَ يعرفُ طريقه إليكِ
كلُّ شيءٍ يشيخُ من حولي
إلّا نداؤكِ: خوختي..
ما زالَ طريًّا في أُذني
كأوّلِ أغنيةٍ شاركتنا حَرَّ أوّل غرفةٍ جمعتنا
وأطفأتها بألحانها النديّة.

كلُّ الأشياءِ التي نسيتِها عندي ما زالت حيّة:
كتابكِ المُفضَّل
مشطُكِ
رائحةُ شعركِ على وسادتي
أثرُ شفاهكِ على قميصي
ونظرتُكِ في المرآة
التي لم أعرف بعد
أكانت حبًّا.. أم وداعًا؟

وأحيانًا
حينَ يهطلُ المطرُ على غفلةٍ
وتتناثرُ أوراقُ الذكرى في رأسي
ويكنسُ ريحُ عقلي انشغالاتي عنكِ كلها:
أبتسمُ لكِ
وأشعرُ أنّكِ لم تغيبي أصلًا
وأنَّ الحنينَ
ليس سوى طريقةٍ لنُحبَّ بعضَنا من جديد.

أُحبُّكِ أكثرَ
حينَ ينقشعُ المطر
حينَ يغدو كلُّ شيء ساكتًا
وحينَ أُدركُ أنَّ غيابكِ
ليس نهايةً
بل فسحةً لعودتكِ المتجدِّدة..
- تعودينَ إليَّ كما يعودُ الميتُ إلى ذاكرةِ أحبَّائه -
فما زالَ قلبي يحتفظُ بمقعدٍ لكِ قربَ النافذة
حيثُ تتلاقى الذكريات
وحيثُ يلمسُنا الحبُّ
حتى لو لم نلتقِ أبدًا.

أُحبُّكِ،
رغم أنَّ العالمَ تغيَّر
وأنَّ المقهى الذي التقينا فيه صارَ مطعمًا مزدحمًا بالغرباء
ورغم أنَّ الحروفَ التي كتبتُها لكِ
تحوَّلت إلى رمادٍ رقميٍّ
في ذاكرةِ موقعِ تواصلٍ مُسِنّ.

أُحبُّكِ
لأنَّ غيابكِ صارَ موسيقى يوميّة
أسمعُها وأنا أُعِدُّ الصّباح
وأنا أُرتِّبُ المساء
وأنا أغسلُ قلبي من غبارِ الحياة.

لم أَعُدْ أبحثُ عنكِ.
صرتُ أبحثُ عن سلامٍ يشبهكِ
عن ضوءٍ خافتٍ
يُشبه طريقةَ ضحكِكِ حينَ تُخفينَ حزنكِ.

حينَ تضحكين:
ينسى الحزنُ واجبَه
وتبدو الحياةُ أقلَّ قسوة.
أعودُ وأقول:
ما زلتِ أجملَ فكرةٍ خطرت في بالِ الوجود.

أُحبُّكِ
لا كما يُحبُّ العشّاقُ الذينَ يكتبونَ القصائد
بل كما يُحبُّ الناجون:
بحذرٍ
بامتنانٍ
وبدمعةٍ مؤجّلة.

- خالد نوارة
2025/10/23 16:52:38
Back to Top
HTML Embed Code: