group-telegram.com/adam_naw/8881
Last Update:
في البدءِ،
لم أكن سوى جفنٍ مرتعشٍ يحلم بالصحو
وحين فُتِحَت عيني:
تكوَّنتْ الجبالُ من تعبِ صعودي
والأنهارُ من تعبِ رجوعي
والأشجارُ من تكرار ربيعي
وتكوَّنْتُ أنا من تعبِ الأسئلة.
منذ ذلك الحين، لم أرتَح.
كلُّ ما فيَّ يئنُّ بصوتٍ مختلف:
عظامي من ثقلِ ذاكرتها
أصابعي من كثرة الكتابة
أجنحتي من المسافات بين الأسئلة والأجوبة
سمائي من كثرة ما رأت
وعيناي من إعادة النظرِ في كلِّ شيء.
في داخلي تتراكمُ الجغرافيا كطبقاتٍ من محاولاتِ البقاء:
جبالٌ من صمتٍ قديم
وديانٌ من أفكارٍ متوحّشة
وهضابٌ من نسيانٍ يتشبَّهُ بالصفح.
كلُّ تضاريسي مجرّدُ استعارةٍ منّي
الجبالُ هي أنا حين أتشبّث
الوديانُ أنا حين أسقط
والهضابُ أنا حين أتردد بين الصعود والهبوط.
أنا الجغرافيا التي استهلكها الوجود:
أحيانًا أشعرُ أني أُعيدُ خلقَ العالمِ بصمتي
وأحيانًا أني آخرُ كائنٍ فيه.
حتى كلماتي تتعب
تنكمشُ في حلقي
تتثاءبُ في معاجمي
وتتوسّلُ لي أن أنطقها كي تموتَ بكرامة.
في جسدي المجهول ينامُ العالمُ مرتابًا بالأسئلة
تسكنُ أفكاري في تجاويفِ جمجمتي كالحيواناتِ التي فقدت غاباتها
وتنبحُ ذكرياتي أحيانًا ككلابٍ تائهةٍ في المدنِ القديمة لروحي.
في الليل، حين يُغلقُ تعبي بابَه
يبدأ نوري في البكاء
وتعودُ أشيائي إلى أصلها:
أحلامي إلى رمادها
ذكرياتي إلى رقودها
أصواتي إلى صمتها
وأنا إلى طينتي..
كم يشبهني هذا الكون:
قلبٌ خائف
جبالٌ ترتجف من فرط الوقوف
وديانٌ تمتلئُ بوحوشِ التفكير
وسحابةٌ صغيرةٌ فوقي تمطر بصوت يقول: تعبت.
وليس في الجهة الأخرى منِّي من يسألني:
كيف حالك؟
فأبتسمُ ابتسامةً صغيرة
تسقطُ منها حقول من شقائق النعمان
وأعود إلى نومي الأول -
كمن تعبَ من أن يكونَ موجودًا.
- خالد نوارة
BY آصِف
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/adam_naw/8881
