group-telegram.com/khayyralkalam/154792
Last Update:
*القائد الذي ربط على بطنه حجرين..*🌹
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه قال: *"شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الجوع، ورفعنا ثيابنا عن حجرٍ حجر على بطوننا، فرفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حجرين."* ...حديثٌ من نور، لا يُتلى إلا فتغشاه العبرة، ولا يُتأمّل إلا وترى فيه مدرسة القيادة الخالدة، لا في شعاراتها، بل في آلام بطنها ورباط حجرها! فالقيادة ليست منصبًا ولا ترفًا ولا امتيازًا، بل اختبار عظيم، تُوزن فيه القلوب لا الجيوب، ويُقاس فيه العطاء لا الادعاء، ...لقد كان أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشكون الجوع، فأرادوا أن يُظهروا له حجم ما بهم، فكشفوا عن حجارة ربطوها على بطونهم، علامة الجوع القاهر.. فماذا فعل القائد؟ هل قال: "اصبروا.. إن معي الخير وسأدبر لكم من خلف ستار"؟ هل قال لهم: أعانكم الله، الوضع فوق ما نستطيع؟ ...لا.. بل رفع عن بطنه حجرين! رسالة شفافة، خالية من التجمُّل، تقول: "إن كنتم تتألمون، فأنا أكثر ألمًا، إن كنتم تجوعون، فأنا أجوع أكثر، لست فوقكم، بل أمامكم.. أمشي حيث تمشون، وأجوع كما تجوعون، وأقاسمكم ما بي،" فأين أولئك القادة اليوم؟ قادة البلاد، والأحزاب والجماعات والمنظمات والمؤسسات؟ أين يختبئون! أين أولئك الذين إذا شبعوا ظنوا الناس قد شبعوا، وإذا تنعّموا حسبوا غيرهم في نعيم! أين الذين ما أن يجلسوا على الكراسي حتى تتخم أرصدتهم، وتجف موائد من يقودون؟! أين الذين إن تسلموا شيئا حسبوه غنيمة لأنفسهم ولا حق لغيرهم فيه! أين الذين يربطون على بطونهم من شهوات المال، لا من حجر الجوع، ثم يُنكرون على الأفراد أن تئنّ من جوعٍ أو تصرخ من ظلم؟ ...القائد الحق، لا يطلب من أتباعه صبرًا لم يذقه، ولا تضحية لم يعشها، ولا وجعًا لم يجربه، القائد الحقّ، يُري أتباعه بطنه، لا يختبئ خلف الستائر، ولا يكتفي بالخطب والتصريحات، ولا يتظاهر بالزهد والواقع يفضحه، والطمح يمحقه، يا من تسوسون الجائعين، وتسرقون الغافلين، انظروا كيف كان قائد أعظم أمة، حين اشتد بهم الجوع، لم يُغلق بابه، لم يُرسل تعميمًا، لم يختبئ في قصره، بل كشف بطنه، وعليه حجران، فاستحى الجائعون، وامتلأت قلوبهم يقينًا بأن قائدهم أول الجوعى، وأول الصابرين، يا من تدعون الصدق معنا، اكشفوا لنا عن بطونكم لنرى هل هي ضامرة كبطوننا! قارنوا بيوتنا وبيوتكم وأحوالنا وأحوالكم! هذا هو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قدوة القادة، ومُعلّم الرحمة، وفن القيادة في زمن الشدة، والذي تدعون ـ زورا وبهتانا ـ أنه قدوتكم، ... وقد جعلتم الأتباع جزءًا من متاعكم! دعواكم مفضوحة وأقوالكم في أفواهكم مردودة، ... فهل إلى أمثاله من عودة؟ أم أن القصور أغلقت الأبواب، وربطت البطون لا بالحجارة، بل بالأرصدة؟!
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
BY خير الكـــلام
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/khayyralkalam/154792