group-telegram.com/strivingman/521
Last Update:
إعادة نشر لكلام كتبته منذ فترة أذكر نفسي وإياكم به لعلنا نتعظ
أصارحكم بأمر لم أبح به لأحد من قبل، ولم أفهمه من نفسي إلا مؤخرا وأرجو من الجميع أن يقرأ الكلام التالي بتركيز أو لا يقرأ المنشور نهائيا
منذ صغري وأنا أشعر بالخوف من دخول النار وهذا أتيقنه من نفسي، ولكن ما كان يؤرقني من نفسي ويزعجني أني -وحتى بعد التزامي- لم أكن أشعر بالشوق إلى الجنة وكنت أرى تمثل هذا في دعائي مثلا، فكثيرا ما كنت أنسى أن أدعو لنفسي بدخول الجنة، ولا تؤثر فيّ آيات وصف الجنة كما يفعل وصف عذاب جهنم.
لا أريد أن يفهم من كلامي أني لا أريد الجنة، طبعا أريد دخول الجنة ولكن ما أفقده كان الشوق لها كما يتشوق أي أنسان لما يحب وهذا ما لم أجده في نفسي، أين أنا مثلا من الصحابي الذي فرح باختراق الرمح لجسده فصاح "فزت ورب الكعبة"، وأين أنا من الصحابي الذي من شدة شوقه لدخول الجنة لم يكمل حتى بضع تمرات في يده ظن أن أكلهن فيه تأخير عن الجنة!
هؤلاء قوم كان لديهم اشتياق وحب للجنة وما دمت لست مثلهم فهناك خلل ما وهذا ما أدركت سببه حديثا، واكتب هذا الكلام لعلمي أن هذا أمر يعاني منه غالبية ما يسمى "التيار الإسلامي" بلا أي مبالغة.
فما هو السبب في عدم تشوقنا لدخول الجنة؟
السبب ببساطة أن نفوسنا نحن معاشر "الإسلاميين" متشوقة لشيء آخر طغى التشوق له على التشوق للجنة، وهو تحرير فلسطين وإقامة الخلافة والشريعة ومحق الظلم ونشر العدل، فأنا عن نفسي دمعت عيني عدة مرات فقط لتخيلي يوم الصلاة في المسجد الأقصى، لكن لا أذكر عيني دمعت ولو مرة واحدة لتخيلي دخول الجنة !!
نعم يوم تحرير المسجد الأقصى يستدعي بلا جدال أن تدمع عينك له ولكن السؤال لماذا تدمع عيني لتحرير الأقصى ولا تدمع لدخول الجنة مع أن دخول الجنة أهم ويجب أن يكون فرحك به أكبر من فرحك بتحرير الأقصى بلا اي جدال ومن لديه نفس الإشكالية عليه أن يعلم أن هناك خللا ما.
كنت أظن سابقا أن حب الدنيا هو حب المال والنساء والجاه والتلذذ بما في الحياة الدنيا من نعم مادية، فإن قلت أمامي حب الدنيا فورا كنت سأتخيل أصحاب البيوت الفارهة والسيارات الرياضية وأصحاب البذخ والإسراف في الطعام وكلهم يصح أن يقال فيهم محبون للدنيا، ولكن يا أخي إعلم أن هناك إشكالا أخرى لحب الدنيا.
نحن معاشر "الإسلاميين" اليوم فعليا لا نعمل من أجل دخول الجنة بل من أجل إقامة الخلافة وتحرير المسجد الأقصى ونشر العدل بين الناس لأننا نريد جنة أرضية إلا من رحم ربك من هذا البلاء وهم قلة، وتفكيرنا في إقامة هذه الجنة هو ما جعلني ويجعل غيري قليل الشوق إلى دخول جنة الخلد، ومن هنا دخل علينا حب الدنيا من حيث لا ندري، إسأل نفسك سؤالا وتمعن في نفسك لو قلت لك تموت اليوم فتكون في الفردوس الأعلى من الجنة أم تبقى في الدنيا لترى تحرير المسجد الأقصى بعينيك ؟
أي الخيارين أحب إلى قلبك!؟
بل وأحسب أن هذا يفسر إنتكاس كثير من "الإسلاميين" مع الزمن، ويفسر تناحر الجماعات الإسلامية فيما بينها وهم من يفترض أن غايتهم واحدة، وبل أزعم أن هذا الباب سبب من أسباب إنحراف الجماعات الإسلامية عن الحق، فهو ما يجعل "الإسلاميين" يصححون علمانية أردوغان ويجعلونها من الدين، ويجعل جماعة الدولة يصححون غلوهم في التكفير، ويجعل قيادات حماس تصحح عقائد الروافض ويصفون رؤوسهم بالأئمة، وهذا ما جعل المتنازلين عن الشريعة يقعون فيما وقعوا فيه، فكل جماعة ترى أنها على حق وتسعى إلى إقامة جنة أرضية كما تتصورها ولن تسمح لجماعة أخرى أن تصنع هذه الجنة!!
والله يا إخوان هذا أمر جلل، كيف لا وهو ما حذرنا منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله "يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموت"
الواقع أن معظم معاشر "الإسلاميين" محبون للدنيا كارهون للموت كما وصفنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحبنا للدنيا دخل علينا من باب العمل لهذا الدين ولتعلقنا برؤية نتائج ما نقوم به، فلم نفقه حال النبي الذي يجيء يوم القيامة وليس معه أحد، حتى صار يوم التحرير أحب إلى قلوبنا من يوم دخول الجنة ووالله هذا إنحراف خطير
قد يعترض معترض ويقول لا تناقض بين الشوق لتحرير المسجد الأقصى والشوق لدخول الجنة، الإجابة أنني لم أدّع وجود تناقض بل أقول المشكلة في ترتيب الأهم فالأهم فإن وجدت في نفسك ذلك فاحذر وان لم تجد فاحمد الله.
BY رَجُلٌ يَسۡعَىٰ
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/strivingman/521
