هو سيد بن قطب بن إبراهيم بن حسن الشاذلي. وُلد في 9/10/1906م، (التاسع من شهر أكتوبر عام ست وتسعمائة وألف للميلاد) بقرية موشا، إحدى قرى محافظة أسيوط. كان الابن الأول لأمه بعد أخت شقيقة تكبره بثلاث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل. أحدث مولده حدثاً سعيداً لأمه بصفة خاصة لأنه طمأنها على استمرار واستقرار حياتها الزوجية، ولا سيما أنها الزوجة الوحيدة لأبيه الذي ينتمي إلى مجتمع قروي صعيدي الذي يعد الرجال ثروة للمفخرة والتكاثر .." .
وُلد الأستاذ سيد قطب رحمه الله "في مجتمع قروي صعيدي الذي أحاط به آنذاك (أغلاب الزمان)، غلب الفقر وغلب الحرمان، غلب الجهل والمرض والكد المتواصل في الأرض والزرع، وغلب الجور من الحكام، حتى سيّرت الحياة فيه خرافات التقاليد وبدع المعتقدات وحكّمته قوانين اللصوص والمناسر.." .
ذكر الباحثون المهتمون بفكر وحياة الأستاذ سيد قطب أن والد الأستاذ سيد قطب كان "ميسور الحال كريم الإنفاق، يعتمد في معيشته على أرض واسعة نسبياً يشتغل فيها الفلاحون بالأجرة، ومع ذلك لم تكن نفقاته تتناسب مع مردود أرضه، فلا يزال يبيع منها شيئاً بعد شيء للوفاء بالديون التي كانت تركبه لكثرة إنفاقه"، و"كان والده رحمه الله راشداً عاقلاً مشتركاً في صحيفة يومية وعضواً في لجنة الحزب الوطني، عميداً لعائلته التي كانت ظاهرة الامتياز في القرية والتي كان مكلفاً بحفظ اسمها ومركزها، وكان رجلاً وقوراً رزيناً عطوفاً لين الجانب، حي القلب يبتعد في عمادته للعائلة عن الصلف والعنجهية التي كان يتسم بها عمداء الأسر الثرية في الأرياف".
وخير من يصف أباه هو ابنه الأستاذ سيد قطب رحمهما الله تعالى؛ فعندما ألف الأستاذ سيد قطب كتابه "مشاهد القيامة في القرآن" قال في الإهداء: "لقد طبعت فيَّ وأنا طفل صغير مخافة اليوم الآخر، ولم تعظني أو تزجرني، ولكنك كنت تعيش أمامي واليوم الآخر في حسابك، ذكراه في ضميرك وعلى لسانك...كنت تعلل تشددك في الحق الذي عليك وتسامحك في الحق الذي لك بأنك تخشى اليوم الآخر، وكنت تعفو عن الإساءة وأنت قادر على ردها لتكون لك كفارة في اليوم الآخر، وإن صورتك المطبوعة في مخيلتي ونحن نفرغ كل مساء من طعام العشاء، فتقرأ الفاتحة وتتوجه بها إلى روح أبيك في الدار الآخرة ونحن أطفالك الصغار نتمتم مثلك بآيات منها متفرقات قبل أن نجيد حفظها كاملات".
هنا يظهر دور الوالدين في تربية أولادهما تربية إسلامية صحيحة على أسس ثابتة من القرآن والسنة وهدي السلف الصالح والعلماء الربانيين، إذا ما أرادوا لهم الصلاح والتوفيق والهداية وإفهام المسؤولية وغرسها في قلوبهم منذ الصغر حتى ينشؤوا عليها بإذن الله كما نشأ الأستاذ سيد قطب رحمه الله في هذا البيت المليء بالأجواء الإيمانية والنفحات الربانية.
نشأته
نشأ الأستاذ سيد قطب رحمه الله نشأة خاصة ومميزة عن غيره من الأولاد. فقد نشأ في أسرة كريمة متدينة مثقفة وميسورة الحال، "وخرج من البيت طفلاً مميزاً شاعراً بذاته، لينمو هذا التميز والشعور بين أقرانه وزملائه في الشارع وفي المدرسة، ففي المدرسة كان العريف والناظر يعنيان بالتدريس له على حدة داخل الفصل في شبه درس خصوصي... وعلى هذا النحو نما سيد قطب في القرية ونما معه شيئان: الإحساس بالذات والأمل الذي غرسته أمه وراحت تؤكده منذ مولده".
ولقد عبر هو عن ذلك في رثائه لها سنة 1940م قائلاً: "لقد كنتِ تصورينني لنفسي كأنما أنا نسيج فريد منذ ما كنت في المهد صبياً، وكنت تحدثينني عن آمالك التي شهد مولدها مولدي، فيتسرب في خاطري أنني عظيم وأنني مطالب بتكاليف هذه العظمة التي من نسيج خيالك ووحي جنانك".
أقول: هكذا ينبغي أن يكون دأب الأبناء الصالحين الأبرار تجاه والديهم الأخيار. العرفان بالجميل وعدم نكران النعمة واعتراف لهما بالفضل، وعلى هذا المنوال يجب أن تكون طريقة أمهات اليوم في تربية أولادهن، والله أعلم.
خصائص طفولته
وُلد الأستاذ سيد قطب رحمه الله "في مجتمع قروي صعيدي الذي أحاط به آنذاك (أغلاب الزمان)، غلب الفقر وغلب الحرمان، غلب الجهل والمرض والكد المتواصل في الأرض والزرع، وغلب الجور من الحكام، حتى سيّرت الحياة فيه خرافات التقاليد وبدع المعتقدات وحكّمته قوانين اللصوص والمناسر.." .
ذكر الباحثون المهتمون بفكر وحياة الأستاذ سيد قطب أن والد الأستاذ سيد قطب كان "ميسور الحال كريم الإنفاق، يعتمد في معيشته على أرض واسعة نسبياً يشتغل فيها الفلاحون بالأجرة، ومع ذلك لم تكن نفقاته تتناسب مع مردود أرضه، فلا يزال يبيع منها شيئاً بعد شيء للوفاء بالديون التي كانت تركبه لكثرة إنفاقه"، و"كان والده رحمه الله راشداً عاقلاً مشتركاً في صحيفة يومية وعضواً في لجنة الحزب الوطني، عميداً لعائلته التي كانت ظاهرة الامتياز في القرية والتي كان مكلفاً بحفظ اسمها ومركزها، وكان رجلاً وقوراً رزيناً عطوفاً لين الجانب، حي القلب يبتعد في عمادته للعائلة عن الصلف والعنجهية التي كان يتسم بها عمداء الأسر الثرية في الأرياف".
وخير من يصف أباه هو ابنه الأستاذ سيد قطب رحمهما الله تعالى؛ فعندما ألف الأستاذ سيد قطب كتابه "مشاهد القيامة في القرآن" قال في الإهداء: "لقد طبعت فيَّ وأنا طفل صغير مخافة اليوم الآخر، ولم تعظني أو تزجرني، ولكنك كنت تعيش أمامي واليوم الآخر في حسابك، ذكراه في ضميرك وعلى لسانك...كنت تعلل تشددك في الحق الذي عليك وتسامحك في الحق الذي لك بأنك تخشى اليوم الآخر، وكنت تعفو عن الإساءة وأنت قادر على ردها لتكون لك كفارة في اليوم الآخر، وإن صورتك المطبوعة في مخيلتي ونحن نفرغ كل مساء من طعام العشاء، فتقرأ الفاتحة وتتوجه بها إلى روح أبيك في الدار الآخرة ونحن أطفالك الصغار نتمتم مثلك بآيات منها متفرقات قبل أن نجيد حفظها كاملات".
هنا يظهر دور الوالدين في تربية أولادهما تربية إسلامية صحيحة على أسس ثابتة من القرآن والسنة وهدي السلف الصالح والعلماء الربانيين، إذا ما أرادوا لهم الصلاح والتوفيق والهداية وإفهام المسؤولية وغرسها في قلوبهم منذ الصغر حتى ينشؤوا عليها بإذن الله كما نشأ الأستاذ سيد قطب رحمه الله في هذا البيت المليء بالأجواء الإيمانية والنفحات الربانية.
نشأته
نشأ الأستاذ سيد قطب رحمه الله نشأة خاصة ومميزة عن غيره من الأولاد. فقد نشأ في أسرة كريمة متدينة مثقفة وميسورة الحال، "وخرج من البيت طفلاً مميزاً شاعراً بذاته، لينمو هذا التميز والشعور بين أقرانه وزملائه في الشارع وفي المدرسة، ففي المدرسة كان العريف والناظر يعنيان بالتدريس له على حدة داخل الفصل في شبه درس خصوصي... وعلى هذا النحو نما سيد قطب في القرية ونما معه شيئان: الإحساس بالذات والأمل الذي غرسته أمه وراحت تؤكده منذ مولده".
ولقد عبر هو عن ذلك في رثائه لها سنة 1940م قائلاً: "لقد كنتِ تصورينني لنفسي كأنما أنا نسيج فريد منذ ما كنت في المهد صبياً، وكنت تحدثينني عن آمالك التي شهد مولدها مولدي، فيتسرب في خاطري أنني عظيم وأنني مطالب بتكاليف هذه العظمة التي من نسيج خيالك ووحي جنانك".
أقول: هكذا ينبغي أن يكون دأب الأبناء الصالحين الأبرار تجاه والديهم الأخيار. العرفان بالجميل وعدم نكران النعمة واعتراف لهما بالفضل، وعلى هذا المنوال يجب أن تكون طريقة أمهات اليوم في تربية أولادهن، والله أعلم.
خصائص طفولته
❤11👍1
امتازت طفولة سيد قطب رحمه الله بعدة خصائص منها:
الأولى: خياله تجاه عبارات القرآن وأمثاله: حيث يتحدث عن نفسه في هذا الصدد قائلاً: "قرأت القرآن وأنا طفل صغير ولا ترقى مداركي إلى آفاق معانيه، ولا يحيط فهمي بجليل أغراضه ولكن كنت أجد في نفسي شيئاً. لقد كان خيالي الساذج الصغير يجسم لي بعض الصور من خلال تعبير القرآن.
إنها لصورة ساذجة ولكنها كانت تشوق نفسي وتلذ حسي. من الصور التي كانت قد ترتسم في خيالي إذ ذاك صورة كانت تتمثل لي كلما قرأت الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الحج: ١١]، لقد كان يشخص في مخيلتي رجل قائم على حافة مكان مرتفع (مصطبة؛ فقد كنت في القرية) أو قمة تل ضيقة (فقد رأيت التل المجاور للوادي) وهو قائم يصلي، لكنه لا يملك موقفه؛ فهو يتأرجح في كل حركة ويهمّ بالسقوط، وأنا بإزائه أتتبع حركاته في لذة وشفقة عجيبين"!
الثانية: رغبته العارمة لمطالعة الكتب وقراءتها: مثل كتب كرامات الأولياء والصالحين وغيرها من الكتب العلمية والثقافية".
الثالثة: استعلاؤه على الظلم والظالمين: كراهيته للإنكليز الذين شاهد آثارهم صوراً حية من الحرمان والتخلف الاجتماعي والثقافي وفساد القوانين، جعلته يشعر حينما كبر بالخجل كلما استرجعها، وبالازدراء لنفسه ولشعبه لأنه صبر على هذا البلاء".
هكذا يكون شأن الأطفال النابغين والعباقرة الموهوبين، يلاحظ لديهم علامات وسمات النبوغ والموهبة منذ صغرهم، وذلك بطرح أسئلة تبدو غريبة وقوة الحفظ وسرعة الإدراك والاستيعاب لكل ما يُقرأ أو يسمع.. فيجب أن نراعي هذا الشيء فيمن حولنا من أولادنا وطلابنا وغيرنا.. حتى لا نقصر في حقهم والله أعلم.
رحلته ونشاطه العلمي
وأما عن تعلمه، فقد حفظ سيد قطب القرآن وهو في العاشرة من عمره بدافع من نفسه لكي يبرر بقاءه في المدرسة التي أحبها، والتي هجرها معظم أبناء القرية بسبب ما أشيع في القرية من أنها لم تعد تهتم بتحفيظ القرآن.
ثم إنه قرر مواصلة دراسته ومن ثَمّ "غادر سيد قطب القرية متجهاً إلى القاهرة وهو في نحو الرابعة عشرة من عمره إلى خاله، الذي كان يشتغل بالتدريس والصحافة راغباً أن يصبح متعلماً كأخواله. جاء سيد قطب إلى القاهرة في بداية العشرينيات وهو يعرف مهمته، والتحق بإحدى مدارس المعلمين الأولية وهي مدرسة عبد العزيز، فوقف عليها كل اهتمامه منطلقاً نحو غايته وأظهر تفوقاً على غيره في دراسته وحصل على إجازة الكفاءة للتعليم الأولى. وفي عام 1929 م دخل كلية (دار العلوم) في قسم المعلمين وتخرج بعد أربعة سنوات، أي عام 1933م ومن ثم عُيِّن مدرساً في نفس المعهد لأنه كان متميزاً. وكذلك توظف في وزارة المعارف كأستاذ في تحضيرية (الداودية) بمرتب قدره ستة جنيهات".
وأثناء وجوده في المدرسة والكلية التقى بالأديب والأستاذ عباس محمود العقاد حامل راية تجديد الأدب في مصر، ولازمه ملازمة شديدة وأصبح أحد مريديه، وأعجب بفكره وأدبه وتتلمذ عليه.
ولقد عبر هو بنفسه عن أهمية هذا اللقاء وعن أهمية وعظمة وفضل العقاد حينما قال: "إن العقاد أقوى شخصية لدينا تتعالى على التأثر بالوسط وتستنكف أن تحدها البيئة، وهو الموئل الذي نرتجيه في هذا المضطرب الأدبي الشخصي، بل في مضطرب العواصف الاجتماعية التي تعبث بكيان هذا الشعب. نحسبه أنه الرجل الذي بقي شامخ الأنف على كل الظروف والمآزق في حياته الشخصية وجهاده العام".
وانتقل سيد قطب في مطلع الأربعينيات بتاريخ 1/3/1940م إلى مراقبة الثقافة العامة بوزارة المعارف للعمل كمحرر عربي فيها، ومنها ندب إلى إدارة الترجمة والإحصاء بتاريخ 17/4/1940م، ثم عمل مفتشاً بالتعليم الابتدائي بتاريخ 1/7/1944.
عاد من عمله كمفتش في أبريل 1945م إلى الإدارة العامة للثقافة التي كان يرأسها أحمد أمين، ومع بداية تلك الفترة كانت خطواته في النقد الأدبي قد اتسعت وتميزت من خلال منهج أدبي مستقل، حتى كان من نتائج ذلك كتاباه النقديان: (كتب وشخصيات)، (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) ولكنه لم يَجنِ من النقد الأدبي إلا خصومات وصراعات نالت منه ومن مكانته التي سعى لتأكيدها.
ويظهر مما سبق أنه كان لسيد قطب نوع من الاستقلال الفكري والاعتماد على نفسه والإظهار لقدرته العقلية والأدبية، لأنه كما تذكر المصادر كان ناقداً شديداً وحاد اللسان، فَقَدَ لأجله كثيراً من الأصدقاء والأحباب لعدم موافقته لآرائهم.
سيد قطب في أمريكا
الأولى: خياله تجاه عبارات القرآن وأمثاله: حيث يتحدث عن نفسه في هذا الصدد قائلاً: "قرأت القرآن وأنا طفل صغير ولا ترقى مداركي إلى آفاق معانيه، ولا يحيط فهمي بجليل أغراضه ولكن كنت أجد في نفسي شيئاً. لقد كان خيالي الساذج الصغير يجسم لي بعض الصور من خلال تعبير القرآن.
إنها لصورة ساذجة ولكنها كانت تشوق نفسي وتلذ حسي. من الصور التي كانت قد ترتسم في خيالي إذ ذاك صورة كانت تتمثل لي كلما قرأت الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الحج: ١١]، لقد كان يشخص في مخيلتي رجل قائم على حافة مكان مرتفع (مصطبة؛ فقد كنت في القرية) أو قمة تل ضيقة (فقد رأيت التل المجاور للوادي) وهو قائم يصلي، لكنه لا يملك موقفه؛ فهو يتأرجح في كل حركة ويهمّ بالسقوط، وأنا بإزائه أتتبع حركاته في لذة وشفقة عجيبين"!
الثانية: رغبته العارمة لمطالعة الكتب وقراءتها: مثل كتب كرامات الأولياء والصالحين وغيرها من الكتب العلمية والثقافية".
الثالثة: استعلاؤه على الظلم والظالمين: كراهيته للإنكليز الذين شاهد آثارهم صوراً حية من الحرمان والتخلف الاجتماعي والثقافي وفساد القوانين، جعلته يشعر حينما كبر بالخجل كلما استرجعها، وبالازدراء لنفسه ولشعبه لأنه صبر على هذا البلاء".
هكذا يكون شأن الأطفال النابغين والعباقرة الموهوبين، يلاحظ لديهم علامات وسمات النبوغ والموهبة منذ صغرهم، وذلك بطرح أسئلة تبدو غريبة وقوة الحفظ وسرعة الإدراك والاستيعاب لكل ما يُقرأ أو يسمع.. فيجب أن نراعي هذا الشيء فيمن حولنا من أولادنا وطلابنا وغيرنا.. حتى لا نقصر في حقهم والله أعلم.
رحلته ونشاطه العلمي
وأما عن تعلمه، فقد حفظ سيد قطب القرآن وهو في العاشرة من عمره بدافع من نفسه لكي يبرر بقاءه في المدرسة التي أحبها، والتي هجرها معظم أبناء القرية بسبب ما أشيع في القرية من أنها لم تعد تهتم بتحفيظ القرآن.
ثم إنه قرر مواصلة دراسته ومن ثَمّ "غادر سيد قطب القرية متجهاً إلى القاهرة وهو في نحو الرابعة عشرة من عمره إلى خاله، الذي كان يشتغل بالتدريس والصحافة راغباً أن يصبح متعلماً كأخواله. جاء سيد قطب إلى القاهرة في بداية العشرينيات وهو يعرف مهمته، والتحق بإحدى مدارس المعلمين الأولية وهي مدرسة عبد العزيز، فوقف عليها كل اهتمامه منطلقاً نحو غايته وأظهر تفوقاً على غيره في دراسته وحصل على إجازة الكفاءة للتعليم الأولى. وفي عام 1929 م دخل كلية (دار العلوم) في قسم المعلمين وتخرج بعد أربعة سنوات، أي عام 1933م ومن ثم عُيِّن مدرساً في نفس المعهد لأنه كان متميزاً. وكذلك توظف في وزارة المعارف كأستاذ في تحضيرية (الداودية) بمرتب قدره ستة جنيهات".
وأثناء وجوده في المدرسة والكلية التقى بالأديب والأستاذ عباس محمود العقاد حامل راية تجديد الأدب في مصر، ولازمه ملازمة شديدة وأصبح أحد مريديه، وأعجب بفكره وأدبه وتتلمذ عليه.
ولقد عبر هو بنفسه عن أهمية هذا اللقاء وعن أهمية وعظمة وفضل العقاد حينما قال: "إن العقاد أقوى شخصية لدينا تتعالى على التأثر بالوسط وتستنكف أن تحدها البيئة، وهو الموئل الذي نرتجيه في هذا المضطرب الأدبي الشخصي، بل في مضطرب العواصف الاجتماعية التي تعبث بكيان هذا الشعب. نحسبه أنه الرجل الذي بقي شامخ الأنف على كل الظروف والمآزق في حياته الشخصية وجهاده العام".
وانتقل سيد قطب في مطلع الأربعينيات بتاريخ 1/3/1940م إلى مراقبة الثقافة العامة بوزارة المعارف للعمل كمحرر عربي فيها، ومنها ندب إلى إدارة الترجمة والإحصاء بتاريخ 17/4/1940م، ثم عمل مفتشاً بالتعليم الابتدائي بتاريخ 1/7/1944.
عاد من عمله كمفتش في أبريل 1945م إلى الإدارة العامة للثقافة التي كان يرأسها أحمد أمين، ومع بداية تلك الفترة كانت خطواته في النقد الأدبي قد اتسعت وتميزت من خلال منهج أدبي مستقل، حتى كان من نتائج ذلك كتاباه النقديان: (كتب وشخصيات)، (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) ولكنه لم يَجنِ من النقد الأدبي إلا خصومات وصراعات نالت منه ومن مكانته التي سعى لتأكيدها.
ويظهر مما سبق أنه كان لسيد قطب نوع من الاستقلال الفكري والاعتماد على نفسه والإظهار لقدرته العقلية والأدبية، لأنه كما تذكر المصادر كان ناقداً شديداً وحاد اللسان، فَقَدَ لأجله كثيراً من الأصدقاء والأحباب لعدم موافقته لآرائهم.
سيد قطب في أمريكا
❤10👍1
وفي 3/11/1948م سافر سيد قطب إلى أمريكا في بعثة علمية من وزارة المعارف للتخصص في التربية وأصول المناهج الأمريكية. ولا يستبعد أن الهدف المنشود من ابتعاث سيد إلى أمريكا كان أن الجهات الرسمية في الدولة بدأت تحس بخطورة هذا الرجل بسبب كتاباته وانتقاداته، ففكروا في كيفية تغيير اتجاه هذا الرجل وآرائه، وتخليه عن تلك الأفكار الإسلامية التي يدعو إليها.. فلم يجدوا حلاً إلا أن يخرجوه من البلد وأن يذهبوا به مكاناً قصياً، واختاروا أمريكا بلداً لتغيير منهج هذا الرجل واستبدال عقليته بعقلية غربية أمريكية ﴿.. وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
أحدث سفر سيد قطب إلى أمريكا تغييراً جذرياً في فكره، ولكن على عكس ما كانوا يتوقعون منه! فلقد ازداد الرجل إيماناً ويقيناً بالله أكثر، استيقن أن ما عند الإسلام من منهج ونظام وعقيدة للحياة هو الحق وأن ما عند غيرهم هو الباطل.. وعندما رجع سيد قطب من أمريكا ألف كتابه: (أمريكا التي رأيت)، وكان قد زود نفسه وفكره بالإيمان والشعور بالمسؤولية التي على عاتقه كداعية ومفكّر. كان من المتوقع من عودة سيد من أمريكا أن يكون هو أحد جُند الحكومة المصرية ومؤيديها! ولكن إذا أراد الله أمراً فلا مكان لإرادة الناس، وهذه سنة إلهية ولكن أكثر الناس لا يعلمون؛ فقد أصبح سيد قطب من كبار المعارضين للحكومة في وجهة نظرهم، والتي بسبب تلك الأفكار الإسلامية الخالصة دفع حياته ثمناً لها ولقي ربه.
انضمام سيد قطب إلى جماعة الإخوان المسلمين
كان لمرشد ومؤسس جماعة الإخوان الشيخ الأستاذ حسن البنّا رحمه الله تأثير كبير وبالغ على حياة وفكر الأستاذ سيد قطب، لقد أعجب سيد قطب بحسن منهجه وبراعة تربيته وبناء الشخصية المسلمة، في إعداد الإخوان الذين كان يدربهم على فهم أبعاد الدعوة إلى الله بناء متوازناً، يجمع الروح والعلم والحركة من جهة وبين المدارس الإسلامية المتخصصة كالصوفية والسلفية والمذهبية من جهة، وفي البناء التنظيمي للجماعة وقد كان هذا البناء هو الأول من نوعه بالنسبة للعمل الجماعي المتجسد في صورة حزب إسلامي.
وتذكر بعض المصادر الأخرى أن سيد قطب قبل سفره إلى أمريكا ألف كتابه المشهور: (العدالة الاجتماعية في الإسلام) وكان قد أهدى نسخة من هذا الكتاب إلى الإخوان. ويبدو لي أن هذا التصرف من سيد قطب كان بمثابة وضع اللبنة الأولى في تأسيس علاقته مع الإخوان فيما بعد.
هناك حدثان بارزان جعلا سيد قطب يفكر في الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن يئس منهم! كما قال ذلك هو بنفسه:
الحدث الأول: أنه أثناء وجوده في أمريكا أشيع خبر اغتيال زعيم الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا في 12/2/1948م، مما جعل الشعب الأمريكي يفرح فرحة شديدة لم يكن لها مثيل من قبل.
والحدث الثاني:كان هناك رجل من المخابرات البريطانية اسمه: James Heyworth Dunne، وكان يحذر سيداً من جماعة الإخوان، ويخبره أن الإخوان وحدهم يقفون حاجزاً أمام تقدم الحضارة الغربية في الشرق.
فهذان الحدثان حرّكا مشاعر سيد قطب لدراسة فكر حسن البنا بتعمق وجديّة أكبر، وأثارا اهتمامه بحركة الإخوان كتنظيم وحاجة ضرورية للدفاع عن الإسلام.
فعندما عاد سيد قطب من أمريكا استقبله وفد كبير من الإخوان استقبالاً حاراً مما كان له الأثر الكبير في مشاعره تجاه الإخوان، ولكنه إلى هذه اللحظة لم يكن قد انضم إلى جماعتهم رسمياً. وهذا التقرب أخذ يزداد يوماً بعد الآخر عندما بدأ سيد قطب يكتب في مجلة (الدعوة) الإخوانية منذ فبراير 1951م إلى أن دعي في أوائل 1953 ليشارك في تشكيل الهيئة التأسيسية للجماعة تمهيداً لتولية الإشراف على إدارة الدعوة، وهي إحدى الإدارات المركزية بالمركز العام للإخوان المسلمين بالقاهرة. وفي عام 1953م عُين سيد قطب رئيساً لتحرير المجلة الأسبوعية للإخوان المسلمين التي مُنعت من الصدور عام 1954.
وللحديث بقية في العدد القادم، إن شاء الله تعالى.
أحدث سفر سيد قطب إلى أمريكا تغييراً جذرياً في فكره، ولكن على عكس ما كانوا يتوقعون منه! فلقد ازداد الرجل إيماناً ويقيناً بالله أكثر، استيقن أن ما عند الإسلام من منهج ونظام وعقيدة للحياة هو الحق وأن ما عند غيرهم هو الباطل.. وعندما رجع سيد قطب من أمريكا ألف كتابه: (أمريكا التي رأيت)، وكان قد زود نفسه وفكره بالإيمان والشعور بالمسؤولية التي على عاتقه كداعية ومفكّر. كان من المتوقع من عودة سيد من أمريكا أن يكون هو أحد جُند الحكومة المصرية ومؤيديها! ولكن إذا أراد الله أمراً فلا مكان لإرادة الناس، وهذه سنة إلهية ولكن أكثر الناس لا يعلمون؛ فقد أصبح سيد قطب من كبار المعارضين للحكومة في وجهة نظرهم، والتي بسبب تلك الأفكار الإسلامية الخالصة دفع حياته ثمناً لها ولقي ربه.
انضمام سيد قطب إلى جماعة الإخوان المسلمين
كان لمرشد ومؤسس جماعة الإخوان الشيخ الأستاذ حسن البنّا رحمه الله تأثير كبير وبالغ على حياة وفكر الأستاذ سيد قطب، لقد أعجب سيد قطب بحسن منهجه وبراعة تربيته وبناء الشخصية المسلمة، في إعداد الإخوان الذين كان يدربهم على فهم أبعاد الدعوة إلى الله بناء متوازناً، يجمع الروح والعلم والحركة من جهة وبين المدارس الإسلامية المتخصصة كالصوفية والسلفية والمذهبية من جهة، وفي البناء التنظيمي للجماعة وقد كان هذا البناء هو الأول من نوعه بالنسبة للعمل الجماعي المتجسد في صورة حزب إسلامي.
وتذكر بعض المصادر الأخرى أن سيد قطب قبل سفره إلى أمريكا ألف كتابه المشهور: (العدالة الاجتماعية في الإسلام) وكان قد أهدى نسخة من هذا الكتاب إلى الإخوان. ويبدو لي أن هذا التصرف من سيد قطب كان بمثابة وضع اللبنة الأولى في تأسيس علاقته مع الإخوان فيما بعد.
هناك حدثان بارزان جعلا سيد قطب يفكر في الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن يئس منهم! كما قال ذلك هو بنفسه:
الحدث الأول: أنه أثناء وجوده في أمريكا أشيع خبر اغتيال زعيم الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا في 12/2/1948م، مما جعل الشعب الأمريكي يفرح فرحة شديدة لم يكن لها مثيل من قبل.
والحدث الثاني:كان هناك رجل من المخابرات البريطانية اسمه: James Heyworth Dunne، وكان يحذر سيداً من جماعة الإخوان، ويخبره أن الإخوان وحدهم يقفون حاجزاً أمام تقدم الحضارة الغربية في الشرق.
فهذان الحدثان حرّكا مشاعر سيد قطب لدراسة فكر حسن البنا بتعمق وجديّة أكبر، وأثارا اهتمامه بحركة الإخوان كتنظيم وحاجة ضرورية للدفاع عن الإسلام.
فعندما عاد سيد قطب من أمريكا استقبله وفد كبير من الإخوان استقبالاً حاراً مما كان له الأثر الكبير في مشاعره تجاه الإخوان، ولكنه إلى هذه اللحظة لم يكن قد انضم إلى جماعتهم رسمياً. وهذا التقرب أخذ يزداد يوماً بعد الآخر عندما بدأ سيد قطب يكتب في مجلة (الدعوة) الإخوانية منذ فبراير 1951م إلى أن دعي في أوائل 1953 ليشارك في تشكيل الهيئة التأسيسية للجماعة تمهيداً لتولية الإشراف على إدارة الدعوة، وهي إحدى الإدارات المركزية بالمركز العام للإخوان المسلمين بالقاهرة. وفي عام 1953م عُين سيد قطب رئيساً لتحرير المجلة الأسبوعية للإخوان المسلمين التي مُنعت من الصدور عام 1954.
وللحديث بقية في العدد القادم، إن شاء الله تعالى.
❤14👍1
لو أصدر اللواء أحمد فؤاد صادق أمره بتنفيذ خطة كهذه لتغيرت نتيجة الجولة الأولى عسكرياً ولتغير تبعاً لذلك الموقف السياسي لفلسطين.
لكن لم يحدث هذا، لماذا؟ لأن الذين يديرون دفة الحكم دخلوا فلسطين إما طامعين وإما مناورين، ولم يكونوا أبداً محاربين.
من مقال: تفريط الجيش المصري في فلسطين
بقلم: علي مصطفى نعمان - رحمه الله
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/8grs
لكن لم يحدث هذا، لماذا؟ لأن الذين يديرون دفة الحكم دخلوا فلسطين إما طامعين وإما مناورين، ولم يكونوا أبداً محاربين.
من مقال: تفريط الجيش المصري في فلسطين
بقلم: علي مصطفى نعمان - رحمه الله
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/8grs
❤14
قلت لها: "اذهبي إلى بيتك وكوني واثقة بأن الله سوف يرزقك بثلاثة أولاد وثلاث بنات! اذهبي وتوكلي على الله، فمشكلتك حلها بسيط، عودي إلى بيتك؛ توضئي وصلي وادعي الله، الله مجيب الدعاء، الله الذي يجب أن لا تقنطي من رحمته أبداً".
من مقال: صفعتُها.. فهل ينتقض وضوئي؟!
بقلم: عبد الله البرغوثي - فك الله أسره
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/3n0l
من مقال: صفعتُها.. فهل ينتقض وضوئي؟!
بقلم: عبد الله البرغوثي - فك الله أسره
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/3n0l
❤47
﴿وَمَاۤ أَصَـٰبَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ القدري.. لا الشرعي.. فلا يحدث شيء في هذا الكون إلا بإذنه القدري وإن خالف أمره الشرعي.. فالدنيا دار اختبار وابتلاء.. وقدر الله يحتم حدوث التدافع بين أهل الحق والباطل، ومن سنن التدافع أن يكون لكل فريق جولته ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَیَّامُ نُدَاوِلُهَا بَیۡنَ ٱلنَّاسِ﴾
من مقال: شفاء الصدور في مآسي المستضعفين
بقلم: د. هشام مشالي - فك الله أسره
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/avy6
من مقال: شفاء الصدور في مآسي المستضعفين
بقلم: د. هشام مشالي - فك الله أسره
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/avy6
❤27
استخدم النظام كل وسائل التعـ.ـذيب والبطش، بدءاً من منع الطعام والشراب والعلاج والزيارة والكتب والتريّض، وانتهاء باستخدام السلاح الحيّ والمواد الحارقة والكلاب البوليسية، كل ذلك في إطار برنامج مدروس لإخضاع الإخوان، وحتى الآن لم أرَ أحداً ما خضع أو تراجع.
من مقال: شاهد على الإخوان في المعتقل
بقلم: عصام سلطان - فك الله أسره
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/8y89
من مقال: شاهد على الإخوان في المعتقل
بقلم: عصام سلطان - فك الله أسره
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/8y89
❤29👍4
من مقال: اليهود أحط وأشرس من النازيين
بقلم: أرنولد توينبي - المؤرخ البريطاني الشهير
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/0i5a
بقلم: أرنولد توينبي - المؤرخ البريطاني الشهير
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/0i5a
❤16👍6
من خلال دراسة الديانات الثلاثة الكبرى في الهند، توصلت الدراسة إلى نتائج مهمة، منها:
أولاً: الديانات الهندية تتطابق في أنها ديانات وضعية من وضع البشر وليست إلهية، وأن هذه الأديان ليس لها كتاب، بل إن تعاليمها سُجلت في وقت متأخر جداً بعد موت مؤسسيها، مثل ما حدث مع بوذا الذي دُونت تعاليمه بعد أربعة قرون من وفاته!
اتصفت هذه الأديان بكثرة الانقسام وتعدُّد الفِرق، وهذه الفِرق بدورها تنقسم إلى فرق أخرى.
ثانياً: كل الديانات الهندية تعتمد النظام الطبقي، الذي يفرّق بين البشر؛ فيجعل منهم سادة، ومنهم المنبوذون، أي انعدام مبدأ المساواة بين البشر الذي تقرّه الرسالات السماوية.
ثالثاً: تقوم هذه الديانات على الاعتقاد بالأرواح والشعوذة والخرافات، فهي غير خاضعة للعقل؛ بل تتعارض مع العقل والعدل في كثير من تقريراتها العقدية والطقوسية.
رابعاً: تقوم هذه الديانات على نفوذ طبقة رجال الدين من الكهنة والسدنة.
إن ما يسود في أدبيات هذه الديانات هو قهر الروح والزهد والتقشف، والابتعاد عن مظاهر الحياة والانعزال عن الناس، وطقوس جلد الذات وتعذيب الجسد وقهره؛ لتحقيق فكرة الخلاص في عقائدهم الباطلة الفاسدة.
أثر الأديان الهندية على واقع المسلمين في العصر الحاضر
أثرت الديانات الهندية على واقع المسلمين المعاصر بصور متعددة ومباشرة، أهمها التأثير الإيجابي، وهو: الاعتراف والتعايش. وهذا النهج أخذت به بعض الأديان الهندية ولا ينكره أحد.
وهناك تأثير سلبي تجاه المسلمين، عمل الاستعمار البريطاني للهند على تأجيجه وإضرام ناره ضد المسلمين، خاصة استخدام الهندوس المتطرفين لضرب الإسلام والقضاء على المسلمين في القارة الهندية، وهذا ما يخالف أصول الديانة الهندوسية؛ "مما يلفت انتباه دارسي الأديان أن تنجرّ الديانات الهندوسية بسرعة إلى تبني أيديولوجيات عنصرية تحل محل العقائد الرئيسية، ويحرصون على الكشف عن سبب هذا الاتجاه الجديد المنحرف لأصل تعاليمها الدينية".
وعلى اعتبار أن المسلمين يشكلون نسبة مؤثرة، وإن كانت تمثل أقلية بالنسبة للعدد الكلي لسكان الهند "يقدّر المسلمون في الهند بنحو 200 مليون نسمة، ما يجعل الهند ثالث أكثر بلد من حيث عدد المسلمين في العالم بعد إندونيسيا وباكستان، ورغم ذلك، فإن المسلمين لا يشكلون إلا ما يقارب 15 بالمئة من سكان الهند، وبالتالي، يصنفون كأكبر أقليّة في البلد ذي الغالبية الهندوسية"، ولكن خوفاً من انتشار الإسلام وقابلية الهنود للدخول للإسلام، وخوفاً من تحول الأقلية المسلمة إلى أكثرية تحكم بلاد الهند كما حكمتها قبل دخول الاستعمار البريطاني، الذي استخدم الهندوسية في تحجيم الإسلام، وحوّل الهندوس إلى أداة متطرفة في معاداة المسلمين والتضييق عليهم.
علاقة المسلمين بالهندوسية
إذا تطرقنا إلى أبرز التهديدات التي يتعرض لها المسلمون من التيارات العنصرية الهندوسية وتأثير الإسلام في الهندوسية نجدها تتمثل في التالي..
أولًا: في التهديدات
يتعرض المسلمون في الهند إلى العديد من التهديدات، التي تقوم بها التيارات العنصرية الهندوسية، وتتمثل في السعي إلى القضاء على الأحوال الشخصية؛ لقد أراد التطرّف الهندوسي للمواطنين غير الهندوس الذين يسكنون الهند أن يغيروا أنفسهم تغييرًا ثقافيًّا هندوسيًّا، ولا يحق لهم أن يطالبوا بأي حق ولا امتياز يخص دينهم أو ثقافتهم أو هُويتهم الناجمة عنه. ويجيء هجومهم على قانون الأحوال الشخصية الإسلامي من هذا الباب. ويترجمه إلى واقع محسوس ما شرعته الحكومة الهندية من قانون يلغي نفاذ طلاق المرة الواحدة للمذهب الحنفي، المعمول به في الهند منذ زمن طويل.
ثانياً: طمس الهوية المسلمة وإدماجها في الثقافة الهندوسية
خير مثال يعكس هذا مطالبة جماعة (ويشوا هندو فاريشات) بتحويل اسم المدينة (الله آباد)، إلى اسمها القديم قبل قدوم الإسلام (فراياك).
ثالثاً: هدم المساجد وبناء المعابد أماكنها
قد أعدّت نفس الجماعة قائمة تحتوي على نحو 3000 مسجدًا يلزم المسلمين تسليمها إلى الهندوس لتغييرها إلى معابد هندوسية، ويلح الهندوس على اغتصاب المساجد ليبنوا بدلاً منها معابد كما فعلوا مع المسجد البابري التاريخي الذي بناه الملك المغولي.
رابعاً: إسقاط قوة المسلمين الاقتصادية
هذا ما تم في كافة أعمال العنف ضد المسلمين منذ تجزئة الهند. وكسب بعض المسلمين النفوذ التجاري وقد سابقوا التجار الهندوس، وخلّف تقدم المسلمين الاقتصادي آثارًا من الحقد والحسد لدى الهندوس.
خامساً: إعادة معتنقي الإسلام إلى الهندوسية
تتمثل في تنفيذ مهمة ردّ المسلمين الجدد إلى الهندوسية، التي تقوم على عاتق حركات "شودّي وأبسي" المتطرفتين.
سادساً: فرض تعليم المقررات الهندوسية
أولاً: الديانات الهندية تتطابق في أنها ديانات وضعية من وضع البشر وليست إلهية، وأن هذه الأديان ليس لها كتاب، بل إن تعاليمها سُجلت في وقت متأخر جداً بعد موت مؤسسيها، مثل ما حدث مع بوذا الذي دُونت تعاليمه بعد أربعة قرون من وفاته!
اتصفت هذه الأديان بكثرة الانقسام وتعدُّد الفِرق، وهذه الفِرق بدورها تنقسم إلى فرق أخرى.
ثانياً: كل الديانات الهندية تعتمد النظام الطبقي، الذي يفرّق بين البشر؛ فيجعل منهم سادة، ومنهم المنبوذون، أي انعدام مبدأ المساواة بين البشر الذي تقرّه الرسالات السماوية.
ثالثاً: تقوم هذه الديانات على الاعتقاد بالأرواح والشعوذة والخرافات، فهي غير خاضعة للعقل؛ بل تتعارض مع العقل والعدل في كثير من تقريراتها العقدية والطقوسية.
رابعاً: تقوم هذه الديانات على نفوذ طبقة رجال الدين من الكهنة والسدنة.
إن ما يسود في أدبيات هذه الديانات هو قهر الروح والزهد والتقشف، والابتعاد عن مظاهر الحياة والانعزال عن الناس، وطقوس جلد الذات وتعذيب الجسد وقهره؛ لتحقيق فكرة الخلاص في عقائدهم الباطلة الفاسدة.
أثر الأديان الهندية على واقع المسلمين في العصر الحاضر
أثرت الديانات الهندية على واقع المسلمين المعاصر بصور متعددة ومباشرة، أهمها التأثير الإيجابي، وهو: الاعتراف والتعايش. وهذا النهج أخذت به بعض الأديان الهندية ولا ينكره أحد.
وهناك تأثير سلبي تجاه المسلمين، عمل الاستعمار البريطاني للهند على تأجيجه وإضرام ناره ضد المسلمين، خاصة استخدام الهندوس المتطرفين لضرب الإسلام والقضاء على المسلمين في القارة الهندية، وهذا ما يخالف أصول الديانة الهندوسية؛ "مما يلفت انتباه دارسي الأديان أن تنجرّ الديانات الهندوسية بسرعة إلى تبني أيديولوجيات عنصرية تحل محل العقائد الرئيسية، ويحرصون على الكشف عن سبب هذا الاتجاه الجديد المنحرف لأصل تعاليمها الدينية".
وعلى اعتبار أن المسلمين يشكلون نسبة مؤثرة، وإن كانت تمثل أقلية بالنسبة للعدد الكلي لسكان الهند "يقدّر المسلمون في الهند بنحو 200 مليون نسمة، ما يجعل الهند ثالث أكثر بلد من حيث عدد المسلمين في العالم بعد إندونيسيا وباكستان، ورغم ذلك، فإن المسلمين لا يشكلون إلا ما يقارب 15 بالمئة من سكان الهند، وبالتالي، يصنفون كأكبر أقليّة في البلد ذي الغالبية الهندوسية"، ولكن خوفاً من انتشار الإسلام وقابلية الهنود للدخول للإسلام، وخوفاً من تحول الأقلية المسلمة إلى أكثرية تحكم بلاد الهند كما حكمتها قبل دخول الاستعمار البريطاني، الذي استخدم الهندوسية في تحجيم الإسلام، وحوّل الهندوس إلى أداة متطرفة في معاداة المسلمين والتضييق عليهم.
علاقة المسلمين بالهندوسية
إذا تطرقنا إلى أبرز التهديدات التي يتعرض لها المسلمون من التيارات العنصرية الهندوسية وتأثير الإسلام في الهندوسية نجدها تتمثل في التالي..
أولًا: في التهديدات
يتعرض المسلمون في الهند إلى العديد من التهديدات، التي تقوم بها التيارات العنصرية الهندوسية، وتتمثل في السعي إلى القضاء على الأحوال الشخصية؛ لقد أراد التطرّف الهندوسي للمواطنين غير الهندوس الذين يسكنون الهند أن يغيروا أنفسهم تغييرًا ثقافيًّا هندوسيًّا، ولا يحق لهم أن يطالبوا بأي حق ولا امتياز يخص دينهم أو ثقافتهم أو هُويتهم الناجمة عنه. ويجيء هجومهم على قانون الأحوال الشخصية الإسلامي من هذا الباب. ويترجمه إلى واقع محسوس ما شرعته الحكومة الهندية من قانون يلغي نفاذ طلاق المرة الواحدة للمذهب الحنفي، المعمول به في الهند منذ زمن طويل.
ثانياً: طمس الهوية المسلمة وإدماجها في الثقافة الهندوسية
خير مثال يعكس هذا مطالبة جماعة (ويشوا هندو فاريشات) بتحويل اسم المدينة (الله آباد)، إلى اسمها القديم قبل قدوم الإسلام (فراياك).
ثالثاً: هدم المساجد وبناء المعابد أماكنها
قد أعدّت نفس الجماعة قائمة تحتوي على نحو 3000 مسجدًا يلزم المسلمين تسليمها إلى الهندوس لتغييرها إلى معابد هندوسية، ويلح الهندوس على اغتصاب المساجد ليبنوا بدلاً منها معابد كما فعلوا مع المسجد البابري التاريخي الذي بناه الملك المغولي.
رابعاً: إسقاط قوة المسلمين الاقتصادية
هذا ما تم في كافة أعمال العنف ضد المسلمين منذ تجزئة الهند. وكسب بعض المسلمين النفوذ التجاري وقد سابقوا التجار الهندوس، وخلّف تقدم المسلمين الاقتصادي آثارًا من الحقد والحسد لدى الهندوس.
خامساً: إعادة معتنقي الإسلام إلى الهندوسية
تتمثل في تنفيذ مهمة ردّ المسلمين الجدد إلى الهندوسية، التي تقوم على عاتق حركات "شودّي وأبسي" المتطرفتين.
سادساً: فرض تعليم المقررات الهندوسية
❤5👍3
حاولت الحكومة الهندية فرض اللغة الهندية كلغة وطنية تعم مقررات التعليم، وفشلت في ذلك المسعى مرارًا، ولكن الفرص مواتية الآن لإلزام تدريسها على أيدي التيارات العنصرية بخطة وضع مناهج تعليم لإيجابها على جميع طلاب المدارس الحكومية، بمن فيهم أبناء الأقلية المسلمة.
سابعاً: سنّ قوانين إرهاب المسلمين
من أشهرها قانون (فوتا) لمكافحة الإرهاب، الذي دخل حيّز التنفيذ ديسمبر 2001م.
ثامناً: إسقاط الجنسية عن المواطنين المسلمين
يواجه ملايين من مسلمي المناطق الهندية المتاخمة لـبنجلاديش، ولا سيما بإقليم (أسّام) الهندي خطر تجريد الجنسية الهندية عنهم بدعوى أنهم مهاجرون غير شرعيين، وأن الحكومة ستسحب الجنسية من أربعة ملايين مسلم حسب مسودة القانون الجديد بتهمة أنهم نزلاء الهجرة غير الشرعية.
إن تأثير الأديان الهندية على واقع المسلمين يظهر في سياسة الأحزاب السياسية الحاكمة في الهند؛ (فسياسات "هندوسية الهند" التي تُنفّذ حالياً في إطار التعاون السياسي شبه العسكري المشترك بين حزب "بهاراتيا جانتا" الحاكم والحركة شبه العسكرية الرئيسية "راشتريا سوايامسواك سانغ، تدل على أن التمييز العنصري ضد المسلمين يحدث وفقاً لفلسفة وخطة محددة. وقد وصف رئيس منظمة "العدالة للجميع" عبد المالك مجاهد هذه العملية بـ "نازية الهند"، وقارن بين السياسات المتبعة في هذا الصدد والنازية مباشرةً.
ويعدّ هذا التحالف (أو التعاون) أن الهند ملكية حصرية للهندوس فقط، وأن المسلمين والمسيحيين ليسوا جزءاً منها ولا يملكون جذوراً فيها، ومن أجل تصديق هذا الاعتقاد وإقامة هوية وطنية جديدة على أساس مزاعمهم، لا بد من تحريف التاريخ وعلم الاجتماع)، وأيضاً تغيير الديمغرافية في الهند لصالح الديانة الهندوسية على حساب باقي الأقليات وأولها وأهمها الأقلية المسلمة.
الخاتمة
تناولت مقالات هذه السلسلة دراسة ثلاثة من أديان الهند الكبرى؛ من حيث نشأتها وعقائدها ومؤسسيها، وما قامت عليه ودعت إليه من مصادرها، وخلصت هذه الدراسة إلى أن هذه الديانات تمثل جزءاً من أديان الهند، وأن أديان الهند ديانات وضعية إنسانية قامت على يد واضعيها من المفكرين والرهبان والزهاد والفلاسفة، وأنها لا علاقة لها بالسماء؛ أي أنها ليست سماوية بل ديانات شركية ما أنزل الله بها من سلطان. تختلط فيها الفلسفة والزهد والطبقية والشعوذة والخرافة.
كما خلصت المقالات إلى أن الديانات الهندية كانت في بدايتها سلمية وبعيدة عن العنف؛ بل في أدبياتها تدعو إلى السلام والزهد في الدنيا، وتقول بتناسخ الأرواح ولا تؤمن بفكرة الإله الواحد، وتؤمن بانتقال الأرواح من شخص إلى آخر وتؤمن بخلود الأرواح دون وجود فكرة البعث؛ فلا يؤمنون باليوم الآخر ولا بالثواب ولا العقاب.
ثم تحولت بعض هذه الأديان إلى التطرف ومعاداة غيرها من الأديان، وإن كان عداؤها أشد للإسلام والمسلمين، وهي الديانة الهندوسية التي وظفها الاستعمار الإنجليزي للتضييق على المسلمين الذين قاوموا الاحتلال الإنجليزي للهند وجعلت منهم سيفاً مسلطاً لاستئصال الإسلام من الهند، وقد عمل الهندوس ضمن مشروع القضاء على الإسلام والمسلمين من خلال التضييق على المسلمين وهدم مساجدهم وبناء المعابد الهندوسية، وكذلك التضييق على المسلمين اقتصادياً وحرمانهم من الجنسية الهندية ولم تترك أي وسيلة للقضاء على الإسلام في الهند إلا واستعملته.
إن ما سبق وغيره يشكل خطراً كبيراً على المسلمين في الهند، وهذا يتطلب تكاتف المسلمين في جميع بقاع الأرض للتضامن مع إخوانهم في الهند للضغط على الحكومة الهندية الهندوسية المتطرفة لاحترام حقوق المسلمين واعتبارهم مكوناً رئيسياً من مكونات الهند، وأن الإسلام دين يجب أن يُحترَم وتكون لمعتنقيه نفس الحقوق التي تتمتع بها باقي الطوائف الدينية في الهند، وهي حرية الاعتقاد وحرية التفكير والتعبير.
سابعاً: سنّ قوانين إرهاب المسلمين
من أشهرها قانون (فوتا) لمكافحة الإرهاب، الذي دخل حيّز التنفيذ ديسمبر 2001م.
ثامناً: إسقاط الجنسية عن المواطنين المسلمين
يواجه ملايين من مسلمي المناطق الهندية المتاخمة لـبنجلاديش، ولا سيما بإقليم (أسّام) الهندي خطر تجريد الجنسية الهندية عنهم بدعوى أنهم مهاجرون غير شرعيين، وأن الحكومة ستسحب الجنسية من أربعة ملايين مسلم حسب مسودة القانون الجديد بتهمة أنهم نزلاء الهجرة غير الشرعية.
إن تأثير الأديان الهندية على واقع المسلمين يظهر في سياسة الأحزاب السياسية الحاكمة في الهند؛ (فسياسات "هندوسية الهند" التي تُنفّذ حالياً في إطار التعاون السياسي شبه العسكري المشترك بين حزب "بهاراتيا جانتا" الحاكم والحركة شبه العسكرية الرئيسية "راشتريا سوايامسواك سانغ، تدل على أن التمييز العنصري ضد المسلمين يحدث وفقاً لفلسفة وخطة محددة. وقد وصف رئيس منظمة "العدالة للجميع" عبد المالك مجاهد هذه العملية بـ "نازية الهند"، وقارن بين السياسات المتبعة في هذا الصدد والنازية مباشرةً.
ويعدّ هذا التحالف (أو التعاون) أن الهند ملكية حصرية للهندوس فقط، وأن المسلمين والمسيحيين ليسوا جزءاً منها ولا يملكون جذوراً فيها، ومن أجل تصديق هذا الاعتقاد وإقامة هوية وطنية جديدة على أساس مزاعمهم، لا بد من تحريف التاريخ وعلم الاجتماع)، وأيضاً تغيير الديمغرافية في الهند لصالح الديانة الهندوسية على حساب باقي الأقليات وأولها وأهمها الأقلية المسلمة.
الخاتمة
تناولت مقالات هذه السلسلة دراسة ثلاثة من أديان الهند الكبرى؛ من حيث نشأتها وعقائدها ومؤسسيها، وما قامت عليه ودعت إليه من مصادرها، وخلصت هذه الدراسة إلى أن هذه الديانات تمثل جزءاً من أديان الهند، وأن أديان الهند ديانات وضعية إنسانية قامت على يد واضعيها من المفكرين والرهبان والزهاد والفلاسفة، وأنها لا علاقة لها بالسماء؛ أي أنها ليست سماوية بل ديانات شركية ما أنزل الله بها من سلطان. تختلط فيها الفلسفة والزهد والطبقية والشعوذة والخرافة.
كما خلصت المقالات إلى أن الديانات الهندية كانت في بدايتها سلمية وبعيدة عن العنف؛ بل في أدبياتها تدعو إلى السلام والزهد في الدنيا، وتقول بتناسخ الأرواح ولا تؤمن بفكرة الإله الواحد، وتؤمن بانتقال الأرواح من شخص إلى آخر وتؤمن بخلود الأرواح دون وجود فكرة البعث؛ فلا يؤمنون باليوم الآخر ولا بالثواب ولا العقاب.
ثم تحولت بعض هذه الأديان إلى التطرف ومعاداة غيرها من الأديان، وإن كان عداؤها أشد للإسلام والمسلمين، وهي الديانة الهندوسية التي وظفها الاستعمار الإنجليزي للتضييق على المسلمين الذين قاوموا الاحتلال الإنجليزي للهند وجعلت منهم سيفاً مسلطاً لاستئصال الإسلام من الهند، وقد عمل الهندوس ضمن مشروع القضاء على الإسلام والمسلمين من خلال التضييق على المسلمين وهدم مساجدهم وبناء المعابد الهندوسية، وكذلك التضييق على المسلمين اقتصادياً وحرمانهم من الجنسية الهندية ولم تترك أي وسيلة للقضاء على الإسلام في الهند إلا واستعملته.
إن ما سبق وغيره يشكل خطراً كبيراً على المسلمين في الهند، وهذا يتطلب تكاتف المسلمين في جميع بقاع الأرض للتضامن مع إخوانهم في الهند للضغط على الحكومة الهندية الهندوسية المتطرفة لاحترام حقوق المسلمين واعتبارهم مكوناً رئيسياً من مكونات الهند، وأن الإسلام دين يجب أن يُحترَم وتكون لمعتنقيه نفس الحقوق التي تتمتع بها باقي الطوائف الدينية في الهند، وهي حرية الاعتقاد وحرية التفكير والتعبير.
❤5👍3
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
يوم السابع من أكتوبر من عام 2023م يوم من أيام الله التي أمرنا بالتذكير بها ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ وعلى قدر التضحية وعظم الثمن الذي قدمه الشعب الفلسطيني كبداية لمشروع التحرير، كان الأثر الكبير الذي أحدثه طوفان الأقصى على كافة الأصعدة
من مقال: أسطول الصمود ومفاجأة كولومبيا
بقلم: د. محمد الصغير-رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧
من مقال: أسطول الصمود ومفاجأة كولومبيا
بقلم: د. محمد الصغير-رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧
❤31
أمامي جريدة السياسة الكويتية الصادرة بتاريخ 7/8/1976م وفيها العناوين الآتية عن معارك لبنان: "مذابح في حي النبعة. ذبح وسحل المدنيين وهدم البيوت"، "شاهد من تل الزعتر يقول: الكلاب نهشت جثث الضحايا، والعدس أنقذنا من الموت جوعاً"، "ترحيل جرحى تل الزعتر تحت طلقات القناصة"، "٥۰۰ قتـ.ـيل وجريح في لبنان في يوم وقف إطلاق النار".
وتقرأ تحت هذه العناوين الأعمال الوحشية التي يرتكبها المتقاتلون بلبنان، ومن هذه الأعمال: منع الصليب الأحمر من إسعاف آلاف المصابين الذين يموت منهم كل يوم عشرات، مع أن أقل المبادئ الإنسانية حتى في الحروب العالمية توجب إنقاذ أمثال هؤلاء، وتمكين الهيئة الطبية من مباشرة عملها معهم، كذلك منع الماء إلى درجة موت الأطفال والنساء والشيوخ عطشاً، أما الطعام فلم يبقَ في المعسكر سوى العدس يأكلون منه كل يوم وجبة كي تنقذهم من براثن الموت ومخالبه.
فإذا تصورت أن بالمعسكر من الأطفال والنساء والشيوخ ما يزيد عن ألف أدركت قسوة هؤلاء الصليبيين، ووحشيتهم، وحقدهم الأسود ضد المسلمين. وأدركت أن الذين يأملون الخير منهم ليسوا إلا حمقى مستغفلين.. وقد سقط المعسكر يوم 12/8 سنة ١٩٧٦ بعد حصار دام سبعة أسابيع. وهذه حلقة في سلسلة من المآسي والنكبات والبلايا التي صبها أعداء الإسلام على رأس المسلمين فخربوا الديار، ويتموا الأطفال، ورملوا النساء، وأبادوهم جماعات وفرادى دون أي مبرر أو سبب سوى ما ينهش قلوبهم الوحشية من حقد وحسد وغليان على كل مسلم من أمة محمد ﷺ وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلْتَهُمْ﴾ [البقرة: ۱۲۰]. وما من يوم يمر إلا ويقرأ المسلم عن أنواع من التعذيب والتقتيل والتنكيل بالمسلمين في بلد من بلاد الله ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الحَمِيدِ﴾ [البروج: ۸].
ويستوي في تعذيب المسلمين وتشتيتهم من كان في بلاد المآذن، ومن كان في بلاد الصلبان والكنائس، ومن كان في بلاد داس حكامها المسجد والكنيسة معاً وهدموا جميع معابد الله تعالى!
فهناك مذابح حدثت للمسلمين في إثيوبيا، وإرتريا، والصومال، والسودان، ومصر، وعدن، والعراق، وسوريا، وليبيا، وفلسطين، ولبنان، وروسيا، ويوغوسلافيا، ورومانيا، وأندونيسيا، والفلبين، والمغرب، والهند، وباكستان!
وهناك اضطهاد فكري وحركي لكل جماعة إسلامية حية ذات أثر فعال، ودعوة تحررية تهدف إلى إعادة الإسلام فهماً وعملاً وحكماً، وأسلوب حياة. وهناك اضطهاد مالي لكل شاب يؤمن بالله صادقاً، ويسير على نهج الإسلام مخلصاً!
وهناك اضطهاد سياسي لكل صوت حر أبيّ يدعو باسم الله إلى رفع الظلم عن عباد الله!
وهناك إلحاد سافر، وكفر صراح، وإجرام مقنن، وفواحش مستهترة!
وكل ذلك ينهش في دين المسلم، ويعلن الحرب عليه.
وكل هؤلاء الكفرة والملحدين، والفسقة والمجرمين، لا يريدون بما يفعلون إلا إطفاء نور الله، والقضاء على دينه، وإزالة أي أثر حيوي لمدرسة محمد ﷺ!
وإن أنس لا أنسى ما نزل بالإخوان المسلمين في كثير من البلاد العربية -خصوصاً مصر- من التفنن في تعذيب شبابهم وشيوخهم وأطفالهم ونسائهم بصورة يشيب لهولها الوليد، ويبكي عند سماعها الحجر الصلد.
العجز أمام العدو الصهيوني
وكلنا يذكر أن العرب بقضّهم وقضيضهم، وملايينهم التي تزيد على المائة والعشرين مليوناً، عجزوا على مدى ثلاثين سنة عن الوقوف أمام الزحف الصهيوني الكاسح، ولا يزالون عاجزين!
ولكن هؤلاء العرب فيما بينهم مزق بعضهم لحم بعض، وأعلن كثيرون الحرب على إخوان لهم في العروبة والإسلام، حتى حرقوهم بقنابل النابالم، وهدموا قراهم بالدبابات، وداسوا أطفالهم بالأحذية، وأمسكوا بالمصحف فرموا به في الأرض وداسوه بالأقدام، وحرقوه مع عشرات الآلاف من الكتب الإسلامية، وسحلوا المسلمين على وجوههم مربوطين بالسيارات حتى مزقوهم شر ممزق. وفجروا الفتيات العذارى، وأبادوا الوطنيين بالمئات، وجعلوا من الوطن سجناً كبيراً فيه ملايين المعذبين والمضطهدين والمكممين.
وإنك لتبكي أسى وكمداً حين تعلم أن العربي الذي يعيش في إسرائيل أكثر حرية من العربي الذي يعيش في كثير من الأقطار العربية، وآية ذلك أنك تسمع بين الحين والآخر بخروج تظاهرات في إسرائيل واحتجاجات ومعارك مع الشرطة هناك، ولكنك لا تسمع عن مظاهرة واحدة في أي بلد من تلك البلاد العربية، وإن وُجدَت سُلّطت عليها النيران وضُرب المتظاهرون بالرصاص، وأُخذوا جماعات وفرادى إلى أقفاص التعذيب والتقطيع والتنكيل. حتى أصبحت لا تسمع صوتاً واحداً حراً في أي بلد من البلاد العربية المحكومة بالدكتاتوريين، وما أكثرهم في هذه الدول!
وها أنت ذا وهو وهي وهم وهن ترون في بلاد العروبة والإسلام مفارقات تبكي وتدمي، وتخجل وتخزي، وتفرغ وتزعج، حتى إن من يسمع بها يكاد يصدق كلام اليهود "بأن العرب شعوب لا تستحق الحياة الكريمة، وليست لها بأهل"! واخزیاه یا عرباه!
وتقرأ تحت هذه العناوين الأعمال الوحشية التي يرتكبها المتقاتلون بلبنان، ومن هذه الأعمال: منع الصليب الأحمر من إسعاف آلاف المصابين الذين يموت منهم كل يوم عشرات، مع أن أقل المبادئ الإنسانية حتى في الحروب العالمية توجب إنقاذ أمثال هؤلاء، وتمكين الهيئة الطبية من مباشرة عملها معهم، كذلك منع الماء إلى درجة موت الأطفال والنساء والشيوخ عطشاً، أما الطعام فلم يبقَ في المعسكر سوى العدس يأكلون منه كل يوم وجبة كي تنقذهم من براثن الموت ومخالبه.
فإذا تصورت أن بالمعسكر من الأطفال والنساء والشيوخ ما يزيد عن ألف أدركت قسوة هؤلاء الصليبيين، ووحشيتهم، وحقدهم الأسود ضد المسلمين. وأدركت أن الذين يأملون الخير منهم ليسوا إلا حمقى مستغفلين.. وقد سقط المعسكر يوم 12/8 سنة ١٩٧٦ بعد حصار دام سبعة أسابيع. وهذه حلقة في سلسلة من المآسي والنكبات والبلايا التي صبها أعداء الإسلام على رأس المسلمين فخربوا الديار، ويتموا الأطفال، ورملوا النساء، وأبادوهم جماعات وفرادى دون أي مبرر أو سبب سوى ما ينهش قلوبهم الوحشية من حقد وحسد وغليان على كل مسلم من أمة محمد ﷺ وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلْتَهُمْ﴾ [البقرة: ۱۲۰]. وما من يوم يمر إلا ويقرأ المسلم عن أنواع من التعذيب والتقتيل والتنكيل بالمسلمين في بلد من بلاد الله ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الحَمِيدِ﴾ [البروج: ۸].
ويستوي في تعذيب المسلمين وتشتيتهم من كان في بلاد المآذن، ومن كان في بلاد الصلبان والكنائس، ومن كان في بلاد داس حكامها المسجد والكنيسة معاً وهدموا جميع معابد الله تعالى!
فهناك مذابح حدثت للمسلمين في إثيوبيا، وإرتريا، والصومال، والسودان، ومصر، وعدن، والعراق، وسوريا، وليبيا، وفلسطين، ولبنان، وروسيا، ويوغوسلافيا، ورومانيا، وأندونيسيا، والفلبين، والمغرب، والهند، وباكستان!
وهناك اضطهاد فكري وحركي لكل جماعة إسلامية حية ذات أثر فعال، ودعوة تحررية تهدف إلى إعادة الإسلام فهماً وعملاً وحكماً، وأسلوب حياة. وهناك اضطهاد مالي لكل شاب يؤمن بالله صادقاً، ويسير على نهج الإسلام مخلصاً!
وهناك اضطهاد سياسي لكل صوت حر أبيّ يدعو باسم الله إلى رفع الظلم عن عباد الله!
وهناك إلحاد سافر، وكفر صراح، وإجرام مقنن، وفواحش مستهترة!
وكل ذلك ينهش في دين المسلم، ويعلن الحرب عليه.
وكل هؤلاء الكفرة والملحدين، والفسقة والمجرمين، لا يريدون بما يفعلون إلا إطفاء نور الله، والقضاء على دينه، وإزالة أي أثر حيوي لمدرسة محمد ﷺ!
وإن أنس لا أنسى ما نزل بالإخوان المسلمين في كثير من البلاد العربية -خصوصاً مصر- من التفنن في تعذيب شبابهم وشيوخهم وأطفالهم ونسائهم بصورة يشيب لهولها الوليد، ويبكي عند سماعها الحجر الصلد.
العجز أمام العدو الصهيوني
وكلنا يذكر أن العرب بقضّهم وقضيضهم، وملايينهم التي تزيد على المائة والعشرين مليوناً، عجزوا على مدى ثلاثين سنة عن الوقوف أمام الزحف الصهيوني الكاسح، ولا يزالون عاجزين!
ولكن هؤلاء العرب فيما بينهم مزق بعضهم لحم بعض، وأعلن كثيرون الحرب على إخوان لهم في العروبة والإسلام، حتى حرقوهم بقنابل النابالم، وهدموا قراهم بالدبابات، وداسوا أطفالهم بالأحذية، وأمسكوا بالمصحف فرموا به في الأرض وداسوه بالأقدام، وحرقوه مع عشرات الآلاف من الكتب الإسلامية، وسحلوا المسلمين على وجوههم مربوطين بالسيارات حتى مزقوهم شر ممزق. وفجروا الفتيات العذارى، وأبادوا الوطنيين بالمئات، وجعلوا من الوطن سجناً كبيراً فيه ملايين المعذبين والمضطهدين والمكممين.
وإنك لتبكي أسى وكمداً حين تعلم أن العربي الذي يعيش في إسرائيل أكثر حرية من العربي الذي يعيش في كثير من الأقطار العربية، وآية ذلك أنك تسمع بين الحين والآخر بخروج تظاهرات في إسرائيل واحتجاجات ومعارك مع الشرطة هناك، ولكنك لا تسمع عن مظاهرة واحدة في أي بلد من تلك البلاد العربية، وإن وُجدَت سُلّطت عليها النيران وضُرب المتظاهرون بالرصاص، وأُخذوا جماعات وفرادى إلى أقفاص التعذيب والتقطيع والتنكيل. حتى أصبحت لا تسمع صوتاً واحداً حراً في أي بلد من البلاد العربية المحكومة بالدكتاتوريين، وما أكثرهم في هذه الدول!
وها أنت ذا وهو وهي وهم وهن ترون في بلاد العروبة والإسلام مفارقات تبكي وتدمي، وتخجل وتخزي، وتفرغ وتزعج، حتى إن من يسمع بها يكاد يصدق كلام اليهود "بأن العرب شعوب لا تستحق الحياة الكريمة، وليست لها بأهل"! واخزیاه یا عرباه!
❤3👍2
عندنا زعماء متسلطون بقوة الحديد والنار على شعوب أنهكها الفقر وأشقاها المرض، وأذلتها الحاجة، حتى صارت من فرط الضياع كالأموات، يمر على أشلائها الطغاة فلا تتحرك، وتُغتصب أعراضها فلا تأبه، وتسلب اللقمة من أفواهها فلا تزيد على نظرة حزينة مستكينة ليد اللصوص.
وعندنا أغنياء جزارون، بأيديهم جميع المدى لذبح الشعب وسلخه، وحكام لصوص يسرقون من الشعب قوته وعرضه وشرفه وحياته، وأدباء وعلماء وكتاب هم أبواق لتبرير الإجرام وإنشاء أنواع المسالخ والمجازر ومدارس الهدم والنفاق، ليموت الشعب باسم العلم عندنا، وباسم العلم يخدر الجميع ويأكل الأفيون حتى لا يكون به حراك مهما أذل وأهين.
أما كبار موظفينا فآلهة متربعون على عرش من البغي والكبر والغرور والحمق، والخبث والجهل وقذارة النفوس، ونجاسة القلوب، وظلام العقول.. وإنها لصورة تجعلك تكبر على الإنسانية أربع تكبيرات، وتركل جنازتها بالقدم لأنها لا تستحق التشييع.
وهكذا تعيش الشعوب العربية والإسلامية في مطحنة الحكام المتسلطين، والأغنياء المتوحشين، والرؤساء المتألهين الساقطين.
فهل هناك حياة أسوأ وأنكى وأدمى وأذل من حياة هذه الشعوب ذات الحضارات العريقة والمبادئ المقدسة المهجورة!
إنك أيها القارئ تستطيع أن تعرض نماذج من ظلم الاستعمار وفتكه وإذلاله للشعوب، وكبته للحريات، ووأده للإنسانية واضطهاده الوحشي للإسلام والمسلمين، وتستطيع أن تفتح صحائفه فتجدها داميةً كلها، وتجد فيها الإنسان العربي والمسلم أهون على المستعمر من حشرات الأرض وهذا حق.
ولكنك لن تجد أكثر الحكام العرب والمسلمين، ولن تجد أغنياءهم ورؤساء الموظفين فيهم أقل وحشية، ولا أدنى إلى الخير والعدل من المستعمرين. بل هم أشد في كثير من الأحايين.
إن وحوش الحكام والأغنياء والمترئسين أوهموا الشعوب أنهم المخلصون والمنقذون والواقفون ضد الاستعمار والظلم بجميع أنواعه وأشكاله، وصدقت الشعوب ذلك منهم فأعطتهم سلطة غير محدودة وقدستهم قداسة الآلهة، ومكنت لهم في كل شيء، ولم تعلم الشعوب المضللة طبيعة الإنسان. حتى وجدت أولئك جميعهم يسحقون الشعب سحقاً، ويذبحونه ذبح النعاج، ويلغون كالكلاب في دمه وبقاياه.
والواقع أن جميع حركات التحرير كانت الشعوب وقودها، وكانت وحدها المصابة بكل داء يرميها به المستعمر، والمريضة بكل مرض جعله وباء للقضاء عليها.
أما الزعماء فهم حملة المباخر، وأكلة الموائد، وقاطفو ثمار.. هم عندنا هكذا، وكذلك في أكثر العالم هم في أكثريتهم طفيليات تلتف حول الشعوب لتمتص حركتها، ودماءها وحياتها.
هل وجدت دم زعيم ينزف من آثار معركة؟ الجواب: لا، ومع ذلك يصنع له تمثال!
هل وجدت تمثالاً للشعب تقديراً لما نزف من دمائه؟ الجواب: لا، وجزاؤه أن يوضع في حبل المشنقة!
إنها الحقيقة وإن كانت أمر من كل مر.
وإنها المأساة العربية والإسلامية وإن كانت مخجلة ومزرية..
وأنها الحياة لأكثرية من البشر، وإن كانت تعكس وحشية الإنسان ودناءته!
هذه الحقيقة هي حقيقة الإنسان نفسه حين يكون فارغاً من نور الله وهديه، وهي الصورة العامة للبشرية ما لم يكن دين الله مهذباً لوجدانها ومسيطراً على مشاعرها..
وهي الأصل في الإنسان سواء تحرك في صورة ذئب، أو ثعلب، أو أسد، أو لبؤة، أو حمار، أو خنزير. إلا في حالة واحدة، وهي أن يقول: ربي الله. ثم يستقيم على دينه.
إن المشكلة ليست مشكلة مستعمِر ومستعمَر، وحاكم ومحكوم، وغني وفقير، ورئيس ومرؤوس، بدليل أن الفقير إذا اغتنى، والمحكوم إذا حكم، والمرؤوس إذا ترأس، لبس كل ثياب الوحش والغدر، والفتك والافتراس.
إن المشكلة هي مشكلة الإنسان في طبيعته الحيوانية، ونزواته البهيمية، وطموحاته السافلة المنحطة. والكل كذلك حين لا يكون دين، مع فارق بسيط جداً: هو أسلوب تربية هذا الإنسان الحيواني، والقوانين التي تحكمه، والبيئة التي نشأ فيها، والثقافة التي غزت فكره. كل ذلك بغير دين يلون شكل الإنسان فقط، ولكنه لا يغير من طبيعته، ولا يسمو به على حيوانيته إلا بقدر محدود، وفي حدود القيود التي نشأ فيها، ولذلك حين، ببعده عن البيئة، أو تخفيه عن سلطة القانون، أو ينطلق من هذه القيود تمكنه من التنفيس عن الوحشية التي بداخله فإنك ترى منه كل ما سبق ذكره، يستوي في ذلك أستاذ الجامعة والزبال، وناظر المدرسة وماسح الأحذية، والجالس على عرش الملك في الأرض والذي يفترش الثرى وينام على المزابل، كما يستوي عالم الذرة وعامل في دبغ الجلود.
في حالة واحدة فقط يصير هذا الإنسان ملكاً رحيماً، وأخاً نبيلاً، وإنساناً سماوياً، ومصلحاً متواضعاً، وزعيماً أبوياً، ورئيساً خادماً، ونوراً يشع في جنبات الحياة، وأملاً لكل صاحب حاجة، وإنساناً يحمل أكرم معاني الإنسانية: وهي حالة تشبعه بالإيمان بالله، وامتلائه بالفهم والخضوع لأسمائه تعالى، وشعوره بالسعادة وهو يدخل مدرسة محمد ﷺ ويشرب من عذب مائها، ويحيا بروح كلماتها، ويلبس ثياب فضائلها ومزاياها. إنه حينئذ شيء آخر تماماً لأنه مع الله.
وعندنا أغنياء جزارون، بأيديهم جميع المدى لذبح الشعب وسلخه، وحكام لصوص يسرقون من الشعب قوته وعرضه وشرفه وحياته، وأدباء وعلماء وكتاب هم أبواق لتبرير الإجرام وإنشاء أنواع المسالخ والمجازر ومدارس الهدم والنفاق، ليموت الشعب باسم العلم عندنا، وباسم العلم يخدر الجميع ويأكل الأفيون حتى لا يكون به حراك مهما أذل وأهين.
أما كبار موظفينا فآلهة متربعون على عرش من البغي والكبر والغرور والحمق، والخبث والجهل وقذارة النفوس، ونجاسة القلوب، وظلام العقول.. وإنها لصورة تجعلك تكبر على الإنسانية أربع تكبيرات، وتركل جنازتها بالقدم لأنها لا تستحق التشييع.
وهكذا تعيش الشعوب العربية والإسلامية في مطحنة الحكام المتسلطين، والأغنياء المتوحشين، والرؤساء المتألهين الساقطين.
فهل هناك حياة أسوأ وأنكى وأدمى وأذل من حياة هذه الشعوب ذات الحضارات العريقة والمبادئ المقدسة المهجورة!
إنك أيها القارئ تستطيع أن تعرض نماذج من ظلم الاستعمار وفتكه وإذلاله للشعوب، وكبته للحريات، ووأده للإنسانية واضطهاده الوحشي للإسلام والمسلمين، وتستطيع أن تفتح صحائفه فتجدها داميةً كلها، وتجد فيها الإنسان العربي والمسلم أهون على المستعمر من حشرات الأرض وهذا حق.
ولكنك لن تجد أكثر الحكام العرب والمسلمين، ولن تجد أغنياءهم ورؤساء الموظفين فيهم أقل وحشية، ولا أدنى إلى الخير والعدل من المستعمرين. بل هم أشد في كثير من الأحايين.
إن وحوش الحكام والأغنياء والمترئسين أوهموا الشعوب أنهم المخلصون والمنقذون والواقفون ضد الاستعمار والظلم بجميع أنواعه وأشكاله، وصدقت الشعوب ذلك منهم فأعطتهم سلطة غير محدودة وقدستهم قداسة الآلهة، ومكنت لهم في كل شيء، ولم تعلم الشعوب المضللة طبيعة الإنسان. حتى وجدت أولئك جميعهم يسحقون الشعب سحقاً، ويذبحونه ذبح النعاج، ويلغون كالكلاب في دمه وبقاياه.
والواقع أن جميع حركات التحرير كانت الشعوب وقودها، وكانت وحدها المصابة بكل داء يرميها به المستعمر، والمريضة بكل مرض جعله وباء للقضاء عليها.
أما الزعماء فهم حملة المباخر، وأكلة الموائد، وقاطفو ثمار.. هم عندنا هكذا، وكذلك في أكثر العالم هم في أكثريتهم طفيليات تلتف حول الشعوب لتمتص حركتها، ودماءها وحياتها.
هل وجدت دم زعيم ينزف من آثار معركة؟ الجواب: لا، ومع ذلك يصنع له تمثال!
هل وجدت تمثالاً للشعب تقديراً لما نزف من دمائه؟ الجواب: لا، وجزاؤه أن يوضع في حبل المشنقة!
إنها الحقيقة وإن كانت أمر من كل مر.
وإنها المأساة العربية والإسلامية وإن كانت مخجلة ومزرية..
وأنها الحياة لأكثرية من البشر، وإن كانت تعكس وحشية الإنسان ودناءته!
هذه الحقيقة هي حقيقة الإنسان نفسه حين يكون فارغاً من نور الله وهديه، وهي الصورة العامة للبشرية ما لم يكن دين الله مهذباً لوجدانها ومسيطراً على مشاعرها..
وهي الأصل في الإنسان سواء تحرك في صورة ذئب، أو ثعلب، أو أسد، أو لبؤة، أو حمار، أو خنزير. إلا في حالة واحدة، وهي أن يقول: ربي الله. ثم يستقيم على دينه.
إن المشكلة ليست مشكلة مستعمِر ومستعمَر، وحاكم ومحكوم، وغني وفقير، ورئيس ومرؤوس، بدليل أن الفقير إذا اغتنى، والمحكوم إذا حكم، والمرؤوس إذا ترأس، لبس كل ثياب الوحش والغدر، والفتك والافتراس.
إن المشكلة هي مشكلة الإنسان في طبيعته الحيوانية، ونزواته البهيمية، وطموحاته السافلة المنحطة. والكل كذلك حين لا يكون دين، مع فارق بسيط جداً: هو أسلوب تربية هذا الإنسان الحيواني، والقوانين التي تحكمه، والبيئة التي نشأ فيها، والثقافة التي غزت فكره. كل ذلك بغير دين يلون شكل الإنسان فقط، ولكنه لا يغير من طبيعته، ولا يسمو به على حيوانيته إلا بقدر محدود، وفي حدود القيود التي نشأ فيها، ولذلك حين، ببعده عن البيئة، أو تخفيه عن سلطة القانون، أو ينطلق من هذه القيود تمكنه من التنفيس عن الوحشية التي بداخله فإنك ترى منه كل ما سبق ذكره، يستوي في ذلك أستاذ الجامعة والزبال، وناظر المدرسة وماسح الأحذية، والجالس على عرش الملك في الأرض والذي يفترش الثرى وينام على المزابل، كما يستوي عالم الذرة وعامل في دبغ الجلود.
في حالة واحدة فقط يصير هذا الإنسان ملكاً رحيماً، وأخاً نبيلاً، وإنساناً سماوياً، ومصلحاً متواضعاً، وزعيماً أبوياً، ورئيساً خادماً، ونوراً يشع في جنبات الحياة، وأملاً لكل صاحب حاجة، وإنساناً يحمل أكرم معاني الإنسانية: وهي حالة تشبعه بالإيمان بالله، وامتلائه بالفهم والخضوع لأسمائه تعالى، وشعوره بالسعادة وهو يدخل مدرسة محمد ﷺ ويشرب من عذب مائها، ويحيا بروح كلماتها، ويلبس ثياب فضائلها ومزاياها. إنه حينئذ شيء آخر تماماً لأنه مع الله.
👍3
إنه الروح السماوي الذي سرى في الجسد الأرضي فهو إنسان رباني.
وهو النور الرباني الذي أشرق في الكيان الحيواني؛ فهو حيوان سماوي، وهو الحكمة الإلهية في وعاء من صنع الله وإبداعه؛ فهو إبداع إلهي، وهو الماء النازل من السماء على الأرض الطيبة المباركة؛ فهو عطاء بالخير والرحمة، وهو النهر العذب الصافي الذي يرسل في الأرض جداول ماء الحياة فهو حياة أينما وجد.
وليس معنى ذلك أن ربانيته تعصم من الخطايا بشريته، ولكن معناه أن ربانيته تعيده إلى ربه كلما غلبت عليه بشريته، فيعرض على الله ضعف بشريته، ويسأله غفر ذنبه وزلته، فلا يجد إلا رحمة واسعة، وفيضاً كريماً، وشمولاً بالعناية والرعاية من قبل الله الذي ثاب إليه، وتذلل له، وارتمى في أحضان عفوه ورحمته، ولذا جاء في الحديث: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".
وتستطيع بعد ذلك الفهم أن تفسر ظواهر كانت في نظرك متناقضة، ولكنها في الحقيقة متوائمة ومنسجم بعضها مع بعض كل الانسجام.
فإذا كان الفرنسيون قد دخلوا الجامع الأزهر بخيولهم في آخر القرن الثامن عشر، فإن الجيش السوري قد هاجم المصلين في المسجد الأموي وحاصرهم بالدبابات والمدافع، ودخل الجنود بأحذيتهم ورشاشاتهم يحصدون المصلين حصداً لا رحمة فيه ولا إنسانية ولا وطنية.
وكما سلط هيلاسلاسي جيشه القذر الوحشي على مسلمي أرتريا؛ فجمعوا الرجال في المنازل وأشعلوا النيران فيها، وحرقوا قريتين من تسع قرى سنة ١٩٦٦م، وكانت طائرات السلاح الجوي الإثيوبي تُرسل الى القرى في الأراضي المنخفضة الغربية فتسويها بالأرض كما هو مدون في وثائق رسمية، فإن الجيش المصري حاصر مدينة "كرداسة" بمحافظة الجيزة وأخرج الرجال من الدور ومعهم النساء والأطفال، وهدموا كثيراً من أسقف البيوت، وأتلفوا لهم الحبوب والدقيق، ثم جعلوا الرجال عرايا كما ولدتهم أمهاتهم وأخذوا يجلدونهم بالسياط أمام نسائهم ولم يكتفوا بذلك، بل أجبروا الرجال العراة أن ينحنوا مثل الحمير ليركب النساء ظهورهم، ثم سيروهم كذلك في الشوارع زيادة في الإذلال والقهر، ومنعوا أهل هذه المدينة الريفية من الخروج إلى الحقول لإطعام حيواناتهم، أو سقي هذه الحيوانات مدة ثلاثة أيام.
وإذا كان الاستعمار الإنجليزي قد جلد الفلاحين المصريين سنة ١٩٠٦ وعلقهم على المشانق بقرية دنشواي منوفية ظلماً وغدراً وبمحاكمة عسكرية صورية.. فإن دكتاتور السودان قـ.ـتل في يومين اثنين ما يقرب من مائة شخص بعد محاكمة عسكرية لم تستغرق ثلاثة أيام!
وحدث مثل ذلك في العراق، وفي عدن، وفي الصومال، وفي أندونيسيا وليبيا وغيرها، وكل ذلك على أيدي الزعماء الوطنيين شكلاً وانتماء!
وما من فظائع ارتكبها الصليبيون، أو الصهيونيون، أو الشيوعيون ضد المسلمين في بلد من البلاد، إلا وتجد مثلها قد حدث للمسلمين على أيدي زعماء ينتمون للإسلام والوطنية العربية والإسلامية، حتى أصبح الإنسان المسلم يشك في وطنية هؤلاء الزعماء كما يشك في انتمائهم إلى الإسلام.
وقد كان ذلك مثار عجب شديد واستغراب أشد. ولكن العجب يزول إذا أدركنا أن كل هؤلاء الذين يكيدون للإسلام وللمسلمين وللإنسان المسالم، وللمسلم الوديع، ليسوا إلا وحوشاً في ثياب إنسان. إنهم بغير دين، لذا كانوا جميعاً بغير إنسانية أو رحمة، إنهم بغير خضوع لجلال الله وبغير خوف من لقائه ونقمته وعذابه الأبدي، لذلك لم يكونوا يوماً مصلحين، ولن يكونوا كذلك إلا إذا انخرطوا في سلك حزب الله.
والخلاصة: أن العداوة بين الإيمان والكفر عداوة بين طبيعتين متناقضتين فلا يلتقيان أبداً، ولا أمل في صلح ووفاق بين متناقضين بالطبيعة، وأن هذه العداوة تأخذ دائماً شكل السطو والقهر والحرب الباردة أو الساخنة، وأن للكفار أملاً في القضاء على المؤمنين، وليس للمؤمنين أمل في القضاء على الكفار، لأن الله تعالى علمهم أن الحياة بدأت بالإيمان وتنتهي بالكفر، كما علمهم أن الصالحين في الأرض عددهم دائماً بالنسبة للكفار
قليل. قال تعالى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف: ١٠٤].
وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الأنعام: ١١٦].
فلا بد إذن من إدراك المؤمنين لواقع الكافرين، وعدائهم الأصلي لهم، ومحاولتهم الدائمة للقضاء عليهم، وكتم أنفاس دعوتهم، وحصر تحركات مبادئهم، واستعمال أشد أنواع التضييق ضدهم، سواء كان هؤلاء الكافرون في ثياب شيوعيين، أو في ثياب يهود، أو نصارى أو حتى في ثياب مدعي الإسلام.
وهو النور الرباني الذي أشرق في الكيان الحيواني؛ فهو حيوان سماوي، وهو الحكمة الإلهية في وعاء من صنع الله وإبداعه؛ فهو إبداع إلهي، وهو الماء النازل من السماء على الأرض الطيبة المباركة؛ فهو عطاء بالخير والرحمة، وهو النهر العذب الصافي الذي يرسل في الأرض جداول ماء الحياة فهو حياة أينما وجد.
وليس معنى ذلك أن ربانيته تعصم من الخطايا بشريته، ولكن معناه أن ربانيته تعيده إلى ربه كلما غلبت عليه بشريته، فيعرض على الله ضعف بشريته، ويسأله غفر ذنبه وزلته، فلا يجد إلا رحمة واسعة، وفيضاً كريماً، وشمولاً بالعناية والرعاية من قبل الله الذي ثاب إليه، وتذلل له، وارتمى في أحضان عفوه ورحمته، ولذا جاء في الحديث: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".
وتستطيع بعد ذلك الفهم أن تفسر ظواهر كانت في نظرك متناقضة، ولكنها في الحقيقة متوائمة ومنسجم بعضها مع بعض كل الانسجام.
فإذا كان الفرنسيون قد دخلوا الجامع الأزهر بخيولهم في آخر القرن الثامن عشر، فإن الجيش السوري قد هاجم المصلين في المسجد الأموي وحاصرهم بالدبابات والمدافع، ودخل الجنود بأحذيتهم ورشاشاتهم يحصدون المصلين حصداً لا رحمة فيه ولا إنسانية ولا وطنية.
وكما سلط هيلاسلاسي جيشه القذر الوحشي على مسلمي أرتريا؛ فجمعوا الرجال في المنازل وأشعلوا النيران فيها، وحرقوا قريتين من تسع قرى سنة ١٩٦٦م، وكانت طائرات السلاح الجوي الإثيوبي تُرسل الى القرى في الأراضي المنخفضة الغربية فتسويها بالأرض كما هو مدون في وثائق رسمية، فإن الجيش المصري حاصر مدينة "كرداسة" بمحافظة الجيزة وأخرج الرجال من الدور ومعهم النساء والأطفال، وهدموا كثيراً من أسقف البيوت، وأتلفوا لهم الحبوب والدقيق، ثم جعلوا الرجال عرايا كما ولدتهم أمهاتهم وأخذوا يجلدونهم بالسياط أمام نسائهم ولم يكتفوا بذلك، بل أجبروا الرجال العراة أن ينحنوا مثل الحمير ليركب النساء ظهورهم، ثم سيروهم كذلك في الشوارع زيادة في الإذلال والقهر، ومنعوا أهل هذه المدينة الريفية من الخروج إلى الحقول لإطعام حيواناتهم، أو سقي هذه الحيوانات مدة ثلاثة أيام.
وإذا كان الاستعمار الإنجليزي قد جلد الفلاحين المصريين سنة ١٩٠٦ وعلقهم على المشانق بقرية دنشواي منوفية ظلماً وغدراً وبمحاكمة عسكرية صورية.. فإن دكتاتور السودان قـ.ـتل في يومين اثنين ما يقرب من مائة شخص بعد محاكمة عسكرية لم تستغرق ثلاثة أيام!
وحدث مثل ذلك في العراق، وفي عدن، وفي الصومال، وفي أندونيسيا وليبيا وغيرها، وكل ذلك على أيدي الزعماء الوطنيين شكلاً وانتماء!
وما من فظائع ارتكبها الصليبيون، أو الصهيونيون، أو الشيوعيون ضد المسلمين في بلد من البلاد، إلا وتجد مثلها قد حدث للمسلمين على أيدي زعماء ينتمون للإسلام والوطنية العربية والإسلامية، حتى أصبح الإنسان المسلم يشك في وطنية هؤلاء الزعماء كما يشك في انتمائهم إلى الإسلام.
وقد كان ذلك مثار عجب شديد واستغراب أشد. ولكن العجب يزول إذا أدركنا أن كل هؤلاء الذين يكيدون للإسلام وللمسلمين وللإنسان المسالم، وللمسلم الوديع، ليسوا إلا وحوشاً في ثياب إنسان. إنهم بغير دين، لذا كانوا جميعاً بغير إنسانية أو رحمة، إنهم بغير خضوع لجلال الله وبغير خوف من لقائه ونقمته وعذابه الأبدي، لذلك لم يكونوا يوماً مصلحين، ولن يكونوا كذلك إلا إذا انخرطوا في سلك حزب الله.
والخلاصة: أن العداوة بين الإيمان والكفر عداوة بين طبيعتين متناقضتين فلا يلتقيان أبداً، ولا أمل في صلح ووفاق بين متناقضين بالطبيعة، وأن هذه العداوة تأخذ دائماً شكل السطو والقهر والحرب الباردة أو الساخنة، وأن للكفار أملاً في القضاء على المؤمنين، وليس للمؤمنين أمل في القضاء على الكفار، لأن الله تعالى علمهم أن الحياة بدأت بالإيمان وتنتهي بالكفر، كما علمهم أن الصالحين في الأرض عددهم دائماً بالنسبة للكفار
قليل. قال تعالى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف: ١٠٤].
وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الأنعام: ١١٦].
فلا بد إذن من إدراك المؤمنين لواقع الكافرين، وعدائهم الأصلي لهم، ومحاولتهم الدائمة للقضاء عليهم، وكتم أنفاس دعوتهم، وحصر تحركات مبادئهم، واستعمال أشد أنواع التضييق ضدهم، سواء كان هؤلاء الكافرون في ثياب شيوعيين، أو في ثياب يهود، أو نصارى أو حتى في ثياب مدعي الإسلام.
❤3👍2
ويجب أن يدركوا أن هؤلاء جميعاً مقتنعون باستباحة دم المسلم وماله وعرضه، وأن مهادنتهم للمسلم أمر استثنائي عَرَضي، وليس أصلاً ولا مبدأ وأن الصورة التي تصل إلينا كل يوم عن طريق أجهزة الإعلام، تكشف لنا عن ضربة للإسلام هنا وضربة هناك حتى تتوزع الضربات على البلاد الإسلامية توزعاً مخططاً مرسوماً، بحيث لا تحدث الضربة في أي بلد إسلامي شد انتباه المسلمين إليها إلا فترة وجيزة، ثم نسمع دوي ضربة أخرى في بلد آخر فيُنسى اللاحق منها السابق، ويلهي ما يحدث في الشرق عما حدث في الغرب وهكذا.. ضرب يتوالى وانتقاص من أفراد المسلمين وأرض الإسلام بطريقة مسبوكة ومحبوكة، ومتماشية مع أسلوب العصر.. هذه الصورة إن استمرت فلن تبقى للإسلام والمسلمين إلا المذلة والهوان، وحياة يكون الموت خيراً منها وأكرم ألف مرة.
فماذا يفعل المسلمون إذن؟
هذا سؤال ليس لنا الحق في الإجابة عليه من عند أنفسنا؛ إنما الذي يجيبنا عليه هو الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه محمد ﷺ، لأن الله تعالى هو خالق الإنسان وهو الأعلم بما يصلح له، ولأن الله تعالى هو المالك للإنسان، والمتصرف في شأنه، والكل عبد خاضع لأمره تعالى وحكمه، ولأن الله تعالى هو الذي بيّن لنا طبيعة الإنسان، وشرع الطريق لإصلاحه وتهذيبه؛ فلنبحث إذن عن الطريق الذي رسمه الله لنسير عليه في حياتنا الإنسانية.
هذا الطريق هو الجهـ.ـاد!
فماذا يفعل المسلمون إذن؟
هذا سؤال ليس لنا الحق في الإجابة عليه من عند أنفسنا؛ إنما الذي يجيبنا عليه هو الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه محمد ﷺ، لأن الله تعالى هو خالق الإنسان وهو الأعلم بما يصلح له، ولأن الله تعالى هو المالك للإنسان، والمتصرف في شأنه، والكل عبد خاضع لأمره تعالى وحكمه، ولأن الله تعالى هو الذي بيّن لنا طبيعة الإنسان، وشرع الطريق لإصلاحه وتهذيبه؛ فلنبحث إذن عن الطريق الذي رسمه الله لنسير عليه في حياتنا الإنسانية.
هذا الطريق هو الجهـ.ـاد!
❤9
عندما اقتحم الجنود اليهـود قرية دير ياسين، رشقوا البيوت بنيران المدافع الرشاشة، متسببين بقتل كثير من سكانها، ومن ثم جمعوا بقية القرويين في مكان واحد وقتلوهم بدم بارد وانتهكوا حرمة أجسادهم، في حين اغتصب عدد من النساء ومن ثم قُتلن.
من مقال: تاريخ الصهاينة الأسود- اقتلوا كل عربي تصادفونه !
بقلم: إيلان بابه - مؤرخ يهودي
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/jt85
من مقال: تاريخ الصهاينة الأسود- اقتلوا كل عربي تصادفونه !
بقلم: إيلان بابه - مؤرخ يهودي
لقراءة المقال كاملًا: https://supportprophetm.com/jt85
👍10❤4
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
المقالات الصوتية
مقال: بين الغبار الضجيج وجدت الهداية
بقلم: ميشيل كابانغا - احد المسلمين الجدد من الكونغو
استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧
مقال: بين الغبار الضجيج وجدت الهداية
بقلم: ميشيل كابانغا - احد المسلمين الجدد من الكونغو
استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧
❤11