Telegram Group & Telegram Channel
🔴رداً على تقرير مغلوط لهيومن رايس ووتش بخصوص المدونة الجعفرية!

الحديث عن “المدوّنة الجعفرية” يحتاج إلى فهم علمي وقانوني وديني لا إلى إثارة عناوين دعائية تتجاهل جوهر الحقيقة.
فالقانون الجعفري ليس تشريعًا طارئاً أو غريباً على البيئة العراقية، بل هو جزء أصيل من الموروث الفقهي الذي استندت إليه مرجعياتنا لعقودٍ طويلة قبل صدور قانون الأحوال الشخصية لسنة 1959.

أولاً: القول إنّ المدوّنة “تمييز ضد المرأة” هو مغالطة واضحة، لأنّ الفقه الجعفري منح المرأة مكانة حقوقية راقية منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، قبل أن تعرف أوروبا مفهوم المساواة والوصاية القانونية. للمرأة في الفقه الجعفري ذمّة مالية مستقلة، وحق التملك والإرث، وحرمة التعدّي على إرادتها في الزواج. أما تفاصيل الميراث فهي أحكام شرعية نصّ عليها القرآن الكريم نفسه، لا يمكن لأي تشريع وضعي أن يلغيها أو يعيد تأويلها تحت ضغط الإعلام أو منظمات الخارج.

ثانيًا: الادعاء بأن المدوّنة “تخالف المادة 14 من الدستور” مردود، لأنّ المادة نفسها تكفل حرية المعتقد، وحرية كل مكوّن ديني في تنظيم شؤونه الشخصية وفقًا لمذهبه الفقهي. فكما أنّ للمسيحيين والصابئة أحكامًا خاصة في الزواج والمواريث، من حق أتباع المذهب الجعفري أن يحتكموا إلى فقههم. هذه ليست تفرقة، بل احترام للتنوّع الديني الذي أقرّه الدستور نفسه.

ثالثًا: الحديث عن “تبعية القضاء للمرجعية” هو توصيف سياسي أكثر منه قانوني. المرجعية لا تتدخل في القضاء، بل هي مرجع فكري وفقهي يبيّن الأحكام الشرعية، كما يرجع القاضي في القوانين الوضعية إلى مواد الدستور والنصوص القانونية لتفسير الأحكام.
الاستقلال القضائي لا يعني الانفصال عن مصادر التشريع، بل يعني أنّ القاضي يصدر أحكامه بحرية ووفق القانون الذي اختاره المشرّع، سواء كان وضعيًا أو شرعيًا.

رابعًا: من المؤسف أن تُصدر منظمة أجنبية تقاريرها اعتمادًا على تصريحات مبتورة دون الرجوع إلى الفقهاء أو المختصين في القانون العراقي. العراق ليس ولاية تابعة لمنظمة هيومن رايتس ووتش، ولا يمكن أن يُلغى تراث فقهي وحقوقي عميق لأن جهة خارجية لا تفهم بيئتنا الدينية والاجتماعية ترى فيه “تمييزًا” وفق مقاييسها الغربية.

أخيرًا: العدالة لا تتحقق بتذويب الهويّات الدينية، بل بتحقيق الإنصاف لكل مذهبٍ وفق معتقداته. والمدوّنة الجعفرية ليست قانونًا ضد المرأة، بل هي قانونٌ يحفظ كرامتها وحقوقها ضمن منظومة إيمانية متكاملة.
ومن أراد أن يناقشها فليدخل من باب العلم والفقه، لا من باب الشعارات السياسية والتأجيج الإعلامي.

.السيد نصير شبر

https://www.group-telegram.com/in/w_z_hudaa.com
7



group-telegram.com/w_z_hudaa/6194
Create:
Last Update:

🔴رداً على تقرير مغلوط لهيومن رايس ووتش بخصوص المدونة الجعفرية!

الحديث عن “المدوّنة الجعفرية” يحتاج إلى فهم علمي وقانوني وديني لا إلى إثارة عناوين دعائية تتجاهل جوهر الحقيقة.
فالقانون الجعفري ليس تشريعًا طارئاً أو غريباً على البيئة العراقية، بل هو جزء أصيل من الموروث الفقهي الذي استندت إليه مرجعياتنا لعقودٍ طويلة قبل صدور قانون الأحوال الشخصية لسنة 1959.

أولاً: القول إنّ المدوّنة “تمييز ضد المرأة” هو مغالطة واضحة، لأنّ الفقه الجعفري منح المرأة مكانة حقوقية راقية منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، قبل أن تعرف أوروبا مفهوم المساواة والوصاية القانونية. للمرأة في الفقه الجعفري ذمّة مالية مستقلة، وحق التملك والإرث، وحرمة التعدّي على إرادتها في الزواج. أما تفاصيل الميراث فهي أحكام شرعية نصّ عليها القرآن الكريم نفسه، لا يمكن لأي تشريع وضعي أن يلغيها أو يعيد تأويلها تحت ضغط الإعلام أو منظمات الخارج.

ثانيًا: الادعاء بأن المدوّنة “تخالف المادة 14 من الدستور” مردود، لأنّ المادة نفسها تكفل حرية المعتقد، وحرية كل مكوّن ديني في تنظيم شؤونه الشخصية وفقًا لمذهبه الفقهي. فكما أنّ للمسيحيين والصابئة أحكامًا خاصة في الزواج والمواريث، من حق أتباع المذهب الجعفري أن يحتكموا إلى فقههم. هذه ليست تفرقة، بل احترام للتنوّع الديني الذي أقرّه الدستور نفسه.

ثالثًا: الحديث عن “تبعية القضاء للمرجعية” هو توصيف سياسي أكثر منه قانوني. المرجعية لا تتدخل في القضاء، بل هي مرجع فكري وفقهي يبيّن الأحكام الشرعية، كما يرجع القاضي في القوانين الوضعية إلى مواد الدستور والنصوص القانونية لتفسير الأحكام.
الاستقلال القضائي لا يعني الانفصال عن مصادر التشريع، بل يعني أنّ القاضي يصدر أحكامه بحرية ووفق القانون الذي اختاره المشرّع، سواء كان وضعيًا أو شرعيًا.

رابعًا: من المؤسف أن تُصدر منظمة أجنبية تقاريرها اعتمادًا على تصريحات مبتورة دون الرجوع إلى الفقهاء أو المختصين في القانون العراقي. العراق ليس ولاية تابعة لمنظمة هيومن رايتس ووتش، ولا يمكن أن يُلغى تراث فقهي وحقوقي عميق لأن جهة خارجية لا تفهم بيئتنا الدينية والاجتماعية ترى فيه “تمييزًا” وفق مقاييسها الغربية.

أخيرًا: العدالة لا تتحقق بتذويب الهويّات الدينية، بل بتحقيق الإنصاف لكل مذهبٍ وفق معتقداته. والمدوّنة الجعفرية ليست قانونًا ضد المرأة، بل هي قانونٌ يحفظ كرامتها وحقوقها ضمن منظومة إيمانية متكاملة.
ومن أراد أن يناقشها فليدخل من باب العلم والفقه، لا من باب الشعارات السياسية والتأجيج الإعلامي.

.السيد نصير شبر

https://www.group-telegram.com/in/w_z_hudaa.com

BY {وَزِدنَاهُم هُدى}




Share with your friend now:
group-telegram.com/w_z_hudaa/6194

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

NEWS Telegram users are able to send files of any type up to 2GB each and access them from any device, with no limit on cloud storage, which has made downloading files more popular on the platform. That hurt tech stocks. For the past few weeks, the 10-year yield has traded between 1.72% and 2%, as traders moved into the bond for safety when Russia headlines were ugly—and out of it when headlines improved. Now, the yield is touching its pandemic-era high. If the yield breaks above that level, that could signal that it’s on a sustainable path higher. Higher long-dated bond yields make future profits less valuable—and many tech companies are valued on the basis of profits forecast for many years in the future. Given the pro-privacy stance of the platform, it’s taken as a given that it’ll be used for a number of reasons, not all of them good. And Telegram has been attached to a fair few scandals related to terrorism, sexual exploitation and crime. Back in 2015, Vox described Telegram as “ISIS’ app of choice,” saying that the platform’s real use is the ability to use channels to distribute material to large groups at once. Telegram has acted to remove public channels affiliated with terrorism, but Pavel Durov reiterated that he had no business snooping on private conversations. What distinguishes the app from competitors is its use of what's known as channels: Public or private feeds of photos and videos that can be set up by one person or an organization. The channels have become popular with on-the-ground journalists, aid workers and Ukrainian President Volodymyr Zelenskyy, who broadcasts on a Telegram channel. The channels can be followed by an unlimited number of people. Unlike Facebook, Twitter and other popular social networks, there is no advertising on Telegram and the flow of information is not driven by an algorithm.
from in


Telegram {وَزِدنَاهُم هُدى}
FROM American