group-telegram.com/mohdom/823
Last Update:
في الصداقة وفقدها
الصداقة الحقيقية التزام وتعهد، دون حاجة للدم أو العقود والمال، هي تضحيات ساعة تضارب المصالح، ميزانها تحالف غير مكتوب يسمى الصَّداقة، ليست تضحيات بلا ضرورة، ولا ضرورة بلا تضحيات، وكثيرًا ما قيل إنَّ الشدائد تكشف المعادن، لكنَّ ذلك ليست معيارًا حقيقيًا، فإنَّ تساوي الجميع في المصائب قد يدفعهم للتعاون لحفظ مصالحهم كعيش مشترك.
أما الذي يميز الصداقة بحق هي الفرصة! حينها يظهر من اختارها على حساب الآخرين، قد تجد متصادقين في محنة دون ضمان أن يتحدوا متى لاحت لأحدهم فرصة! فقد يبيع ساعتها كل شيء ويختار خلاصه الفردي، حينها توضع المعاني الثقيلة على المحك، بخلاف تلك التي تشبه فلسفة الفئران وهي تتقاتل على كسرة، أو تولي هاربة تاركة الجميع!
أما عند فقد الصداقة ففي ميزان النبلاء يقولون: لسنا أعداء اليوم، فمخزون أمس هو ما دفع بالعداوة جانبًا، وهو أقصى ما تكفل به الماضي أن يحولنا إلى غرباء، ويجنبنا العداوة، فحين تقرر أن تخسر صديقًا، ثم تجده لا يعاديك لم يعد بينكما حتى الرَّماد! فأنت غريب عنه، ولا يخدعك ما تذكره من ماضي حدودك القديمة، فأقصى تخومك اليوم ما تتسع له ضرورة المجاملة.
فهناك معانٍ في الحياة لا يعرفها الجميع، ومن العبث أن تشرحها لهم، وتبين قيمتها، إذ عاشوا على تأسيس نقيضها، مفتخرين بذاك! إنما الجانب العملي منها وهو ما يفهمه الجميع أنَّ لكل شيء ثمنًا، وخسارة من وثق بك يومًا ثمن معقول، يتكفل الزمن بشرحه، متى قررت أن تتنكر له.
BY قبس من نص - محمد عثمان
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/mohdom/823